شاشة تقنية واحدة كفيلة بتدمير ألف خلية بدماغ الطفل، ولأجل هذا قدم قسم التدريب بمهرجان ربيع خليص، دورة توعوية للأمهات بعنوان (أطفالنا والتكنولوجيا) مع المدربة أمل القرني في خيمة الدورات النسائية، وذلك يوم الخميس الموافق (/1439/3/19هـ) بعد صلاة المغرب.
بدأت الدورة بسؤال: أيهم أخطر على الطفل: التدخين، الهاتف، السكين؟ وكانت الإجابة محيره بعض الشيء، فجميع الخيارات تلحق أضرار فادحة بالطفل.
وحتى نتوصل للجواب الصحيح، كان يتوجب علينا الإنصات لآخر الدورة التي بدأتها المدربة بتعريف الشاشات التقنية وما تنقله من الغث والسمين، حتى وإن كان ما يشاهده الطفل برنامج تعليمي فهي تهدم خلاياه قبل أن تعلمه، وبهذا تصبح المعلومات التي يتلقاها بدون فائدة.
أضف إلى هذا أن الطفل يتعلم من التلفاز أقل كلمات من الأنشطة التفاعلية، لأنه سيكون تعليمه غير تفاعلي ولن يثمر في حياته، وحذرت من مشاهد العنف التي تأتي في قالب فكاهي مثل (توم وجيري) التي تعمل على تبلد الإحساس تجاه العنف وتسهيل اقترافه.
وذكرت القرني العلاقة بين التكنولوجيا والطفل من الناحية العقلية: فهي تقوم على قتل خلايا الدماغ، وتدمر حس الخيال والإبداع لديه، بل تجعله ساكنًا أمام الشاشة لفترات طويلة مما يؤدي إلى تعطيل نمو الارتباطات العصبية التي لا تنمو إلا مع الحركة، وتزيد من الشحنات الكهربائية فيصبح لدى الطفل فرط حركة، ناهيك عن تأثيرها على هبوط المستوى الدراسي، كذلك تسبب مشاكل في الجهاز الهضمي عند تناول الطعام عند التلفاز، وتضعف الذاكرة وبهذا يفقد المرونة العقلية ولا يستطيع التميز بين أبسط الأمور في يومه.
واستشهدت بقصة طفلة كانت تقضي وقتاً طويلاً أمام الشاشة، واستيقظت في يوم مـّا وهي طفلة توحد! وفجعت الأم من فقد ابتسامة صغيرتها، وكل هذا لأن التقنية حذفت برمجة الحياة الطبيعية من دماغ الصغيرة.
وذكرت المدربة أمل القرني أن هذا ما يعرف بإدمان الشاشة عند الأطفال، وأحد هذه الحلول هي التعامل مع التقنية بذكاء وحزم دقيق، بحيث يخصص وقت محدود لمتابعة التلفاز واختيار نوع البرامج التي سيتم مشاهدتها، واقتراح بدائل ممتعة غير الشاشة التقنية مثلاً الألعاب التفاعلية ومن شروطها: أن تكون غير إلكترونية، تطلب شخصين للعب فيها، تكون حركية لتساعد في نمو العملية العقلية، وتبقى اللعبة الجماعية أكبر حافز لرفع معدل نمو عقل الطفل الذي يكبر بحجم ما يكتسب من حياته.
ومن الناحية الاجتماعية وتأثير التكنلوجيا على الطفل؛ ذكرت المدربة أن أهم نقطة هي ضعف العلاقات وعدم الرغبة في تكوين الصداقات، وغياب روح المبادرة والعطاء من الطفل، وعلى هذا يمتلئ ذهن الطفل بأشياء غير واقعية.
أما في الجانب الصحي فيظهر أثر التقنية بشكل سلبي على: البصر والسمع والرقبة والشهية وعملية الإخراج واضطرابات النوم.
وفي النمو اللغوي يكمن تأثير التقنية في: تأخر نمو اللغة، وبالتالي يتأخر اكتساب المهارات، وقد تؤدي إلى التأتأة وتضعف الحصيلة اللغوية، فالطفل لا ينطق (ماما) ألا بعدما يخزن في دماغه ألف كلمة.
وعن أثر التقنية في التطور النفسي للطفل، أوضحت المدربة أن الشاشات تزرع الخوف بنفس الطفل، وتعرضه للاكتئاب، والدخول في نوبات البكاء والغضب، وتقل درجة ثقته في نفسه، وتصاحبه حالة قلق وتوتر.
وحتى نتمكن من تقنين استخدام الأطفال للتقنية، يتوجب علينا معرفة كل مرحلة عمرية والمدة المسموح فيها بمشاهدة الشاشة كالتالي: الطفل من مرحلة الميلاد إلى ثلاث سنوات ممنوع من مشاهدة التلفاز، الطفل من عمر ثلاث سنوات إلى ست سنوات يسمح له بمشاهدة التلفاز ساعة واحدة كل يوم، الطفل من ست سنوات إلى اثنى عشر سنة مسموح له ساعتين مشاهدة في اليوم.
وقبل الختام توصلنا إلى الإجابة الصحيحة للسؤال الذي طرح في بداية الدورة؛ أيهم أخطر على الطفل؟ التدخين مضر بالصحة ويمكن علاجة، السكين آدة حادة قد تحدث نزيف ويمكن تضميد الجرح، لكن التقنية تقتل خلايا دماغ الطفل وبهذا تموت الخلايا ولن تعود مرة أخرى، حتى لو أخضع لجلسات علاج لا يمكن أن تتحسن وظائفة العقلية.
وفي الختام تم تكريم الأستاذة أمل القرني، من قبل لجنة التدريب في مهرجان ربيع خليص، نظير جهودها في تقديم الدورة.