العربية من التواصل إلى الاستمتاع

يا طيور الصبح هلِّلي ..
ويا نـجوم السماء لا تغربي ..
يا زهور الربيع تفتحي ..
وافتحي أبواب الحياة لكل زهرة تأبى التفتح
فاليوم عيد ميلاد حبيبتي
اليوم أجمل الأيام وأروع الليالي
كل عام وأنت يا حبيبتي بخير .. كل عام وأنت حبيبتي.. وأنت أغلا الوجود .. فحبك لا يعرف القيود بل علمني أساليب زخرفة الكلمات وكيف يكون شذا العبارات أجمل الأمنيات ..اليك وحدك أرسم لوحة عيد ميلادك بألوان جميع فصول السنة و عندما يسألوني عنك أقول متمثلا بقول المعري :
إذا شئت أن تلقى المحاسن كلها *** ففي وجه من تهوى جميع المحاسن
ففي مثل هذا اليوم الثامن عشر من ديسمبر من كل عام نحتفل بك حبيبتي وكفى من اسمك فخرا أن نناديك باسم اللغة العربية اللغة التي اختارها الله عز وجل لغة لكتابه الخالد فاكتسبتِ معه صفة الخلود فأصبحتِ لسانا لأكثر من مليار ونصف المليار من المسلمين في العالم .
لو لـم تـكن أم اللغات هـي المـنـى لكسـرت أقلامي وعـفـت مدادي
لـغـة إذا وقـعـت علـى اسمـاعـنـا كانـت لـنـا بــردا على الأكباد
سـتـظـل رابـطـة تــؤلـف بـينـنا فهـي الـرجـاء لـنـاطـق بالـضـاد
وستظل اللغة العربية تشارك اللغات في تكوين جمال العالم لأن كل لغة تثري الأشياء من خلال إطلاق الأسماء عليها. وليست لغاتنا أدوات للتواصل فحسب، بل لغة تحمل القيم والهوايات . ويمثل التنوع اللغوي توسيعاً لآفاق الفكر ووسيلة لبناء الحوار بين الثقافات والأديان . ومع هذه الاحتفالية يجب أن تتغير رؤيتنا لجماليات لغتنا الخالدة من لغة للتواصل إلى لغة للاستمتاع عندما نعتني بمكونات الجمل التي ننطقها ونبنيها فإذا كان أهل اللغة مثلا يرون في الجمل الاسمية حق الثبات والدوام يجب أن نعتني بجملة تؤدي المعنى فجملة ( السماء صافية ) لا تمثل المعنى الحقيقي فالسماء ليست دائما صافية بخلاف لو قلت بجملة ( الله ربنا ) فالله رب لنا على الدوام
جملة تؤدي المعنى البلاغي والشرعي والنحوي في أدق تفاصيله فالبلاغة بالدوام والشرعي بالشهادة بالإيمان بالله والنحوي في تعريف المبتدأ والخبر .
لعلها إشارة إلى معلمي اللغة العربية في المدارس بالخروج عن الجمل المكررة والمحفوظة في شرح المناهج والبحث عن وسيلة الاستمتاع بهذه اللغة ولندرك حقيقة تعريف الوليد بن المغيرة للغة القرآن عندما جاءت من أهل اللغة الذي تعاهدوا تكرارا على عدم الاستماع للرسول صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ القرآن ولكن معجزته اللغوية أبت عليهم إلا نقض الوعد والعهد و البحث عن أسرار لغته فجاءت النتيجة على لسان الوليد بن المغيرة بأن له حلاوة وعليه لطلاوة وأنه يعلو ولا يعلى عليه
لغتِــي سَلمــتِ وصَانَــكِ الرحمَــنُ = كالشمـسِ أنــتِ ونــورُكِ القــرآنُ
يا بنـت عـدنــان التــي بجمالِهــا = نـــالَ الكَرَامَــةَ وَالعـــلاَ عـدنَـانُ
رمـزُ العُرُوبَةِ أنـتِ ، والديـنِ الــذِي = عَــرفَ الطرِيــقَ بهَـديِــهِ الإنسَــانُ
وعَلى حُـروفِكِ أبـصرَ الناسُ الهُـدى = وتـنَــورَت بسُطُـــورِكِ الأكــــوَانُ

عبدالرحيم نافع الصبحي

رئيس اللجنة الثقافية بمحافظة خليص

مقالات سابقة للكاتب

12 تعليق على “العربية من التواصل إلى الاستمتاع

غير معروف

دامكم ذخر لها انتم والزمن وفاء لها أحييتم فيها رموز عشقها كل عربي

ابن بذال

مقال فيم ورائع كروعة كاتبه .لغتنا الجميلة هي ام اللغات لان كل اللغات ستندثر وتبقى اللغة العربية شامخة بجذورها التي لم يحص منها العلماء سوى ١٦٠٠٠ جذر بينما كل اللغات البشرية اقل فمثلا الانقليزية التي اكتسحت العالم لاتزيد على ٢٥٠٠ جذر وقس عليها اللغات الاخرى .
المقال قيم ولا ازيد على ذلك فلكاتبنا الشكر الحزيل موصولا للصحيفة ومؤسسها البارع في انتقاء المواضيع القيمة.
وللقراء الكرام مزيدا من الشكر.

أحمد بن مهنا

غلب الود وهطل وابلا في خصيبة فأزهرت ، فكان زهرا شذاه يتملك الحواس !
نثرت كأنما نظمت ونقلت نظما فرصعت وجملت!
الشكر والتقدير لما كتبت – دمت موفقا.

إبراهيم يحيى أبوليلى

لا فض فوك استاذنا القدير ابا أوس فاللغة العربية تستحق ان يحتفل بها ليس يوم بل كل يوم ومقالك يجسد الحب لهذه اللغة وكيف لا وهي لغة القرآن والتي يتعبد بها مل مسلم على وجه الارض ….
حييت استاذنا فمقالاتك دائما ما تتحدث عن واقع معاش لك كل التحية والتقدير .

الطير المسافر

ماشاء الله تبارك الله
مقال رائع وجميل جدا كروعة كاتبه
سلمت الايادي ياابو اوس
دمت ودام قلمك المميز

محمد الرايقي

اللغة العربية تغزلت في كل شئ
فمن سيتغزل فيها ويرد لها الفضل ؟!!
غير أستاذنا الراقي عبدالرحيم الصبحي الذي تغزل بها وأعطى محبوبته ماتستحق من تقدير واحترام ومحبة

متعب الصعيدي

نحن كالعاشق الكذوب
نتغنى بالمحبوبة ولكن من طرف اللسان وليس حباً حقيقيا من القلب
ندعي حبها ونهجرها إلي العامية واللغات الأجنبية
نتغنى بجمالها ونركن إلى غيرها
نفاخر بأصالتها ونعجر عن استعمالها
فأين الحب ؟

ابراهيم مهنا

شكرا كاتبنا القدير
نفع الله بك ، عرفتك متميز في الاختيار والذوق والخلق

ابوعاصم

إن الذي ملأ اللغات محاسناً جعل الجمال وسره في الضاد
نحتفل كل سنة بلغتنا المجيدة فعاليات وأمسيات ومؤتمرات لكن لا أثر على أرض الواقع لأي اعتزاز بها .
وللدكتور عبدالله الدنان تجربة جديرة في تعليم اللغة العربية الفصحى بالفطرة والممارسة تستحق الاطلاع والتجربة وقد طبقها على أحد أبناءه . وطبقت التجربة في أحد الروضات وكانت التجربة أكثر من رائعة فالاطفال يتحدثون بالفصحى رفعا ونصبا وجرا دون أي معرفة بقواعد النحو . ولمن يحب الاطلاع على التجربة يكتب اسم الدكتور في محرك البحث ويستمتع ! ومع الأسف تجربتنا في المدارس مع اللغة العربية تجربة سيئة . ليت طريقة الدكتور في تعلم اللغة العربية تطبق في مراحل ماقبل الابتدائي . فما أروع أن تشاهد طفلا صغيرا يتحدث العربية بطلاقة واتقان . شكرا لكاتبنا الموقر على طرح هذا الموضوع . بورك في قلمك .

مفلح الصاطي

نعم يا أبا أوس ، ليتنا نستمتع باللغة العربية ، ليتنا نتخذها قلائدا من جمان نرصع بها حياتنا الفكرية .

علموا أولادكم وطلابكم كيف يستمتع باللغة كيف يستنشق عبير أساليبها وأريج مفرداتها
لا تعلموا الأبناء أن اللغة هي تلك القواعد الجافة والمملة ، لا تزرعوا فيهم أن العربية إعرابا فقط .

اللغة العربية التي تغزل بها كبار اللغويين الغربيين المنصفين
أليست لها الحق أن يستمتع بها أبناؤها؟!!

شكرا أبا أوس على ما خط يراعك وما جاد به مدادك
دمتم موفقا أخي لكل خير،،

عبدالرحيم الصبحي

غير معروف : شكرا لمرورك العطر ونسأل الله للمعشوقة حياة هانئة وابتسامة دائمة .

ابن بذال الغالي : جزيت خيرا أما لغتنا فهي كذلك أم اللغات بلا زيف ولا تملك لا حرمني فضل ماكتبت فشكرا لك

أستاذي أحمد مهنا : دوما يعانقني همسك وتسمو كلماتك فلا حرمني الله محبتك ولا حرمك وفائي لك شكرا لمرورك

أبا ليلى الغالي : تشرفت بمرورك وأسعدك بين المتحدثين وجودك شكرا لك ولما كتبت

الطير المسافر العزيز : ما أجمل شعاع الشمس عندما تشرق وما أجمل تواجدك المشرق لله درك ما أجمل الطيور المسافرة .

محمد الرايقي : بحثت في القواميس عن كلمةٍ واحده تصف مقدار حبي .. فلم أجد سوى كلمة .. أعشقُك فيكفي لغتي تواضعاً.. أنها عشيقتي ،، دوما اتشرف بك وبمرورك الأجمل

متعب الصعيدي : لعمرك أصبت الحقيقة عندما تحدثنا عن واقعنا ولكن ياعزيزي لا يجتمع الكذب مع العشق لكننا نفسر علاقتنا بالأشياء خطأ فمن عشق شيئا لا يملك مفارقته و بمكانة اللغة العربية السامية

إبراهيم مهنا : اللهم آمين سلمت وسلم لي مرورك الجميل تشرفت بك وبما حملته كلماتك من صدق الكلمة وسمو المحبة وعطر التوجه .

أبو عاصم الجميل والأجمل أن تحدثنا عن تجربة زادتنا اشتياقا لمعرفة تفاصيلها أتنمى منك فضلا لا أمرا أن اتعرف عليها والشكر لك ولمرورك الأجمل والأنفع

الصديق والزميل الأخ أبا لمى يدي بيدك نستمتع ونتعلم الاستمتاع باللغة العربية أعلم حرصك وأقدر لك فضلك ولا أستغني عن حزمك علي بما نثرناه خلال الأيام الماضية من رؤى تتحدث عن هذا الموضوع

شكرا للجميع من مر وقرأ و من تصفج وكتب شكرا للمنبر الإعلامي صحيفة غران ولرئيس تحريرها الغالي

محبٌ للغة العربية

شكرًا للكاتب الفاضل – وفقه الله وبارك فيه وسدّده .
إنّ لغتنا العربية تستحق منا الكثير من العناية والاهتمام ، كيف لا ، وهي لغة القرآن العظيم والدين القويم والنبي الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم .
*** لديّ بعض الوقفات والتساؤلات ، : –
١- هل النجوم تغرب أم تغيب وتختفي ؟
٢- ( أنتِ أغلى الوجود ، فحبكِ لا يعرف القيود )… من أغلى الوجود ؟
( حب لا يعرف القيود ) ؟! كيف ؟.
أكرّر الشكر الجزيل للكاتب الفاضل ، بارك الله فيه ووفقه لكل خير . آمين ،،
والشكر موصول لصحيفة غران على جهودها وتميزها .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *