أخبرتني بأن أيامها فارغة بدونه وفاقده لجمالها في بُعده. بقدر جمال الأمومة الا أن مشاعرها تؤلم في الفقد والإشتياق والحنين. لذلك كانت تقول لي لم أكن أرفض الأمومة لأني لا أريد طفلاً يملأ دنياي سعادة بل لأني أعلم جيدا ماذا أعني لأمي وأعلم جيدا أيضاً أن طفلي سيعني لي كل ذلك بل أكثر . الأمومة إيثار،، تضحية ،، فداء،، من أجمل جماليات الكون . ولكنني عندما فقدته شعرت بأنني في عالم ٌآخر،،، عالمٌ مُغيّب،،، أمضي فيه بمفردي ،،،حائرة أشعر أنني أجهلهم جميعاً. أبحث عن بصيص ضوء فقط ليوصلني الى قرة عيني وبلسم روحي ،،،. آهِ ثم آااااااااااهِ يأِن قلبي الآه تلو الأخرى ،،،. هل رُزقنا الأطفال لكي نُعذب بحبهم!! لكي نبكي فراقهم!! لكي نُؤثرهم على أنفسنا!! لكي نفديهم بأرواحنا !! موجوعة جداً تلك المشاعر المتراكمة في فؤادي أعلم أننا لسنا مخلدون في الدنيا وأننا لابد أن نشرب من مرارة كؤوسها فهي لم تصفوا لخير من ظهرت على وجهه الشمس صلى الله عليه وسلم لكي تصفوا لنا ولكن ليس بيدي مايحدث هي مشاعرٌ تتملكني رُغماً عني ،، الشيءالوحيد الذي يكسر قلب الأنثى ويسلبها قوتها هو فراقها لطفلها،، عندما أتذكر كل تفاصيله،، براءة ملامحه ،، عفوية تصرفاته،، ينزف قلبي دماً لا دمعاً،، وجوده في حياتي ملأ كل الفراغات،،سد كل الثغرات،، زاد حياتي جمالاً ،، ياترى يا حبيبي هل أحدهم سيوُبخك الآن ؟؟؟ هل أحدهم سيصرخ عليك ؟؟؟ هل أحدهم سيحرمك من شي تريده وتتمناه ؟؟ ياترى هل أحدهم سيقرأ عليك الأذكار صبح مساء ليحفظك الرحمن ، هل اشتقت لحلواك المعتاده ، هل تشعر بحجم الفقد والحنين الذي بداخلي ، لا بأس ياحبيي دعواتي ترافقك ليل نهار وأستودع بك الباري في كل حين فأنت نبض قلبي ياقرة عيني . اشتقت لعبارات الغزل التي كنت تلقيها علي حينما كنت تقول لي بأني جميله ولون شعري كلون شعر الدمى فاتن ،، اشتقت ليداك البريئتان عندما تسرح شعري ،، فهل هناك عشقٌ أفضل من عشق الأم لضناها بعيدا عن كل تلك الأشعار والقصائد النبطيه هنا ينبع الصدق والإخلاص والعطاء اللامحدود ،،، أدركت حينها معنى قوله تعالى ( وأصبح فؤاد أم موسى فارغاً).