منذ سنوات طويلة أبهرتنا عبارة “الإعجاز العلمي في القرآن والسنة” .. كلما سمعنا بإعجاز فرحنا به وشعرنا بالفخر بالقرآن والسنة وما فيهما من إعجاز ، وتحدثنا بما سمعناه ونحن واثقين بأنه صحيح ولم يكن ليتبادر إلى أذهاننا احتمال الخطأ ، لكننا عندما ولجنا إلى داخل الشبكة العنكبوتية وغصنا في أعماق مواقعها ، عرفنا أن إعجابنا كان في غير مكانه الصحيح وأن دهشتنا كانت بسبب الجهل الذي أحاط بنا من كل الإتجاهات ، فكم من فرضية ارتبطت بالقرآن تَبَيَّن لنا أنهاخاطئة ، وكم من معلومات ارتبطت بالسنة على أنها معجزات مذهلة عرفنا من مواقع علمية موثقة أنها مجرد فرضيات باطلة .
هذه الفوضى الحاصلة بين الفرضيات العلمية والحقائق الثابتة في القرآن الكريم والسنة الصحيحة أساءت للقرآن والسنة ، لأن كل فرضية أو نظرية فُسرت بالقرآن والسنة على أنها معجزة ثم ظهر فيما بعد أنها خاطئة أدخلت الشكوك في النفوس بدقة القرآن الكريم وبصحة الأحاديث النبوية وزعزت الثقة بأن كلام الله لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، وبدلاً من منع هذه الأباطيل من الانتشار أتت وسائل التواصل الاجتماعي لتساهم في نشرها وانتشارها بسرعة مذهلة فكان لابد من التصدي لها والتحذير منها ، فبدأ كثير من المخلصين بالنشر في مواقعهم أو صفحاتهم بالفيس بوك أو في قنوات اليوتيوب تصحيحاً لكل رسالة خاطئة وتنبيهاً على كل معلومة تنسب للعلم وهي لاتمت للعلم بصلة .
أما نحن كمستخدمين لوسائل التواصل الاجتماعي ماعلينا إلا التوقف عن نشر الرسائل التي تربط العلم بالقرآن والسنة حتى لا نأثم بنشر الأباطيل بل والخرافات باسم العلم ، فالتأكد من صحة ما يتعلق بالعلم أمر يحتاج للتواصل مع ذوي العلم والخبرة وسؤالهم والإستفسار منهم ، وهذا يشق على الكثيرين فالأولى والأسلم الامتناع عن نشر هذا النوع من الرسائل بل والتحذير من نشرها حتى لانسيء لديننا في الوقت الذي نحسب فيه أنفسنا محسنين .
ناهد طليمات
مقالات سابقة للكاتب