صادف اليوم العالمي للمعلم والذي يكون في الخامس من شهر أكتوبر من كل عام ميلادي ،وقد صادف هذا التاريخ ثاني أيام عيد اﻷضحى المبارك فمر هذا اليوم على البعض مرور الكرام. دون التطرق له أو الإشارة إليه . فربما كان ذلك لأنشغالهم ، بالحج ومناسكه أو انشغالهم بالعيد، أوالتمتع بإجازة الحج خارج البلاد.
لذا دعوني باسم الآباء والأمهات بصفتي ولي أمر وليس معلمآ أن أحييك أيها المعلم والمعلمة أجمل تحية وأجزل الشكر والتقدير والعرفان لكل واحد وواحدة منكما فردآ فردآ . فأنتما محل ثقة وأمان لنا. فنثق بدوركما العظيم والكبير في تعليم اﻷنفس الناشئة التعاليم السمحة الصحيحة المستمدة من كتاب الله وسنة نبيه صل الله عليه وسلم .وأنتم الأمناء على فلذات أكبادنا أغلى ماوهبنا الله به في حياتنا . فنأمن على أولادنا عندكما وأنتما محل اﻷمل ومحط الرجاء، فالمجتمع كله يعول عليكما بعد الله عز وجل في تهيئة الأبناء التهيئة الصحيحة ليكونوا خير أمة أخرجت للناس كما يريد الله ذلك. وبجهدكما ووعيكما بمشيئة الله تعالى سيصبح هؤلاء اﻷبناء أعمدة من عماد الوطن ولبنة من لبنات المجتمع، فبهما يسمو الوطن وتتبلور صوره في أحسن الصور حتى يشار له بالبنان.
فلك ..سيدي ..ولك سيدتي .. يامن يحمل وتحمل لقب ((معلم / معلمة )) فائق احترامنا وتقديرنا … فإليكما تحية حب وإجلال واحترام وتقدير.
أيها القدوة وأيتها القدوة إليكما يا من تنشئا أنفسآ وعقولآ…. إليك يامن علمتني كيف أقرأ وأكتب فكان حرفك سيدي هذا أولى خطواتي الثابتة نحو ميادين العلم والمعرفة في مستقبل أيامي ، حتى وصلت إلى ما وصلت إليه اﻵن ، وذلك بفضل الله ثم بفضل جهودك ، فكنت كالشمعة تحرق نفسك لتنير للآخرين دروبهم . فصدق من قال : أعلمت أشرف أو أجلّ من الذي يبني وينشيء أنفسا وعقولا.
ومن هذا المنطلق فإنه يجب بل يتحتم على كل طالب وطالبة الاحترام والإجلال والإكرام والتواضع لكل معلم ومعلمة، فحقهما كبير. فإذا تحدث أنصتا له ، وإذا شرح أصغيا له ولا ترفعا عليه صوتاً.
فالمعلم فضله كبير فهو ذاك الجبل الشامخ في مناهل العلم والمعرفة، وهو النور الوهاج الذي يضيء وينير حياة اﻵخرين.
ويجر بنا في هذا المقام أن نسترجع ما ورد في الأثر مما يعلي من شأن المعلم ويبرز مكانته فقد جاء في الحديث أن رسول الله صل الله علية وسلم قال :” إن الله وملائكته وأهل السموات والأرض حتى النمل في جحرها وحتى الحوت في جوف البحر ليصلون على معلم الناس الخير ” ويقول رسول الله صل الله عليه وسلم : من سلك طريقا يبتغي فيه علماً سهل الله له طريقاً إلى الجنة , وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضىً بما يصنع , وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء , وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب , وإن العلماء ورثة الأنبياء , وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً وإنما ورثوا العلم . فمن أخذه أخذ بحظ وافر .
* ختامآ : عذرآ أيها المعلم / وعذرآ أيتها المعلمة . مهما قلت عنكما فلن أوفيكما حقكما.
وصل الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
أحمد عطية البشري
مقالات سابقة للكاتب:
الرجل الوسطي
مقالات سابقة للكاتب