في مغرب هذه الليلة خرجت متأملة مع طفلتي الصغيرة في الحي الذي أسكن فيه وكانت هناك نسمات هواء باردة وبينما أنا أحٌث الخٌطا وصلت إلى مكانٍ فُجعنا فيه قبل أسبوعين بزهرةٍ من زهراتنا راحت هباء!..
هو قضاء الله لكننا لم نعمل بالأسباب؛ كانوا في نفس العمر لا غرض لهم إلا لعب الكرة وأقصى اهتماماتهم هو اللعب حيث اشتهر هذا الدوار منذ سنين باجتماع أطفال الحي جيل وراء جيل لم يخلو يومًا من أولاد وزهرات يانعة حتى تكاد أن تجزم أنه ملعب كرة أو شئ من ذلك لكنه بعد فاجعتنا أصبح حزينًا وقد يكون كئيباً .. أصبحت أرجلهم التي تركل تلك الكرة جريًا وراءها حزينةً متثاقلة؛ ذلك وكأنهم يقولون: كيف بنا أن نلعب في مكانٍ سالت فيه دماء صديقنا ؟!
بحكم قربي من المكان أرى كثيراً من المتهورين يعبرون هذا الشارع وكأنهم لا يرون الأطفال !
فجلست أسأل نفسي لماذا تهدر كل هذه الطاقات؟
لماذا نجعل شوارعنا تهدر طاقات أولادنا دون جدوى؟ لوكانت لكم عقول يا أصحاب العقول لأيقنتم أن هناك استثمارات ورؤوس أموال مهدرة وأن الشوارع مليئة بالكنوز التي لو اٌهتم بها فسوف تصنع فارقًاً كبيرًا !
فما أجمل من الاهتمام بكل ما له معنى في هذه الحياة وكيف لوكان هذا كنز واستثمار عظيم لكن نحن من جعلناه شيئًا مهملًا !
عندما نٌغيِّب التخطيط عن هدف فيه تتحقق كل الأهداف وبه نصل إلى فرص نجاحنا فكنزنا المنشود قد نفقده يوماً بسوء تدبيرنا .. هم أولادنا قصة نجاح وأمل وتفوق في الدنيا والآخرة.
ومن هذا المنبر وأنا أم لطفل ذي عشر سنوات مولعٌ بلعب الكرة ومحبٌّ لها هو وأصدقاءه؛ فمن أجلهم لابد أن نصنع شيئًا .. فالشارع لايصلح للعب ولا للتجمع حيث من الممكن أن يسطوا عليهم ضعاف النفوس وربما يكون تجمعهم من أجل الكرة فيرمي بهم هؤلاء في وحل الرذيلة؛ أٌناشد كل مسؤول ممن ولِّي أمر خليص ورجال الأعمال وأولياء الأمور وكل من يهمه حق الطفولة أن نبي لأولادنا نوادٍ متخصصة يرأسها من هم ثقة لذلك .. وعلى رأس هؤلاء محافظ خليص ورئيس بلدية خليص ، فشارعي فقد جوهرة -رحمه الله -وربط على قلوب والديه وفي جنان الخلد شفيعًا لهما بإذن الله-.
وكأني أرى عيني ولدي عندما أمنعه عن الخروج للعب تقول: أين العب يا أمي ؟!
بلسان طفلي وأقرانه أرسل كلماتي هذه إلى محافظ خليص فإني أرى فيه العون -بإذن الله-، أريد ملعبًا مجهزًا في شارعي فمن حق طفولتي ذلك؛ فحتى أكون شابًا نافعًا بعون الله لابد أن تهتموا بمكان لعبي !.
رندا اللبدي
مقالات سابقة للكاتب