أهم أسباب النجاح على جميع الأصعدة وأيما كانت الأهداف هو الإخلاص في العمل، فمتى وجد الإخلاص وجد النجاح، هذه معادلة النجاح الصعبة، فالإخلاص عملية متناغمة متواترة تسير وفق منظومة معينة لا تحيد عنها ونحو هدف معين وهو النجاح.
الإخلاص سر النجاح وعاموده الفقري، والإخلاص لا يحتاج لقدرات خارقة عقلية أو جسدية، فهو يتكيف مع قدرات الشخص الذي يعقد معه عقد النجاح، وكلما زادت درجة إخلاص الشخص زادت نسبة نجاحه، وكلما زادت نسبة نجاحه زادت نسبة توفقه، وكلما زادت تلك النسب تصاعديًا زاد تميز الشخص وتفرده في مجاله أيًا كان ذلك المجال.
والإخلاص صديق كل قوي وعدو كل ضعيف، والمقصود بالقوة هنا ليست تلك البدنية بل هي القوة النفسية، النابعة من أعماق الذات البشرية التي لم يكتشف العلماء من أسرارها شيئًا، فالذات الإنسانية تحمل قوة كبيرة ومفتاح هذه القوة هو الإخلاص، فالعبادة دون إخلاص النية لله عزوجل تذهب هباءً منثورًا، والعمل يدرج تحت العبادة، وكل نجاح يحتاج لعمل أيا كان مجال ذلك العمل، والعمل يحتاج لقوة ومفتاح القوة هو الإخلاص، فثق أنه لا قوة دون إخلاص ولا إخلاص دون نية صادقة.
ولو بحثت في دفاتر التاريخ ومذكراته لوجدت أن أي شخص ناجح كان يمتلك الإخلاص وقوته، حتى تميز في مجاله وصار يسبح في فضاء النجومية في مجاله، ومثل يحتذى به والرقم الذي يصعب كسره، وهذا دليل مادي ملموس لا يحتاج كاتب صغير مثلي إلى أن يقدمه لك عزيزي القارئ؛ فالتاريخ فيه تبيان لكل سؤال والعبرة والموعظة والخبرة.
امتلك ولو القليل من الإخلاص ستجد الكثير من النجاح، وعاهد نفسك على الإخلاص بالعمل حتى لا ترغم عليه، والإخلاص ذاته له مفتاح وهذا المفتاح هو الحب، فالحب له قوة عجيبة ليس لها في عالمنا تفسير، فأحب ما تعمل حتى تخلص به وحتى تتميز به، وللإخلاص أصحابه فكن منهم.
إبراهيم سيدي
مقالات سابقة للكاتب