لم أجد في حياتي شيئا يوبق الإنسان مثل الهمّ. فلا يتلذذ المهموم بيومه ولا بأمسه ولا بالغد المغيب..
يهلك عقله بكثرة التفكير، ولا يحسن التدبير. يعكر صفو يومه بما لا يفيد،و لو أنه أحسن الظن بالله وتوكل عليه خير التوكل ؛ لأغدقه الله في بحر من الرضا بالقضاء و لرزقه طمأنينة لم يذق قلبه مثلها أبدًا..
تذكروا دائمًا أن الله لم يخلقنا ليشقينا ولكن خلقنا لنطلبه ويعطينا، ربك أرحم بك ممن ولدتك، وربك أكرم من والديك. إذا أعطى فإن عطاءه جزيل، وإذا أسبغ عليك النعم فقل: الحمد لله حتى يرضى حتى يغفر حتى تطيب لنا الحياة..
لا تكثر من الشكوى فيأتيك الهمّ و أكثر من الحمد تأتيك السعادة.وأعلم أن رزقك مقسوم وأجلك محسوم فتوكل على الحي القيوم الذي يراك حين تقوم.
فالحمد لله على حياة يدبرها الله، و الحمد لله أن جعلنا مسلمين.
فلما الهم ، لا شئ يستحق فانية ، ونحن ضيوف فيها ولابد للضيف و إن طال مقامه للرحيل.
وما الهموم والنوائب إلا سحابة صيف ستنقشع، و ما تراكمت إلا وهي تبشر بغيث منهمر..
فأرح قلبك وردد: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.
بقلمي:خواطر زيزفونة – أبها