كلٌّ منا لديه غيرة على المحافظة التي ينتمي إليها، ويسعى دومًا بحسب جهده ومقدرته أن يساهم في إبرازها والوصول بها للقمة، وهذا حق مشروع للجميع بل واجب على الجميع بلا استثناء.
ولكن السؤال الذي يتبادر للذهن ما هي الطرق الصحيحة والأساليب السليمة في الدعم؟! هل هو بالتطبيل الدائم والتصفيق المستمر لكل عملٍ يُنجز في المحافظة؟ أم هو بالنقد الأعمى الذي لا يرى إلا الجانب المظلم دون البحث عن أي جانب إيجابي لذلك المنجز؟!
أم الأجدر بنا أن نكون منصفين في طرحنا ورؤيتنا عند كتابتنا عن أي منجز أو فعالية يتم تنفيذها؟ فنذكر جوانب القصور ونرفق معها طُرق المعالجة؛ ليستفيد المسؤول من هذا النقد ويتم معالجة الخطأ، مع الشرح الوافي لأساليب المعالجة لكل خطأ قد نراه من وجهة نظرنا غير متوافق مع طموحاتنا وآمالنا، وكذلك يجب أن لا نغفل عن دعم وتعزيز الجوانب الإيجابية وتشجيعها وإبرازها ليستمر النجاح ونصل لمرادنا ومبتغانا.
وهذا هو المأمول من الجميع وبصفة خاصة من أصحاب الرأي وأمناء الكلمة الذين يقودون فكر وتوجُّه أي مجتمع، إلا أن الواقع الذي نراه من البعض وهم قلة ولله الحمد هو الهجوم الدائم والمستمر على كل عمل يتم تنفيذه في المحافظة، وقد يتجاوز الأمر في بعض الأحيان ليصل إلى أن يكون هناك اتفاقات وشراكات بين بعض الكُتاب في الصحف والمغردين في تويتر من أجل الهجوم على كل حدث لا يتوافق مع وجهة نظرهم أو لايتناسب مع آرائهم، ويزداد هجومهم ويشتد عندما لا يكونوا ضمن تلك الكوكبة المنفذة لهذه الأنشطة أو خارج أعضاء ذلك المجلس أو تلك اللجنة أو على خلاف شخصي مع مدير تلك الإدارة، وهذا فيه مخالفة كبيرة لأمانة الكلمة.
أنتم يا من أوجه كلامي لهم لماذا لا تسعون إلى دعم كل من ترونه مخفقًا في عمله أو مقصر في أداء واجبه؟! لماذا لا تأخذون بيده وتنطلقون به نحو النجاح؟! فالنقد المستمر وغير المبني على هدف وقوة حجة لن يزيد ذلك المخفق إلا زيادة في الإخفاق واستمرارًا في الاتجاه الخاطىء.
ادعموهم وشجعوهم وساندوهم وبينوا لهم الأخطاء من خلال تواصلكم المباشر معهم، وضعوا أيديكم في أيديهم ليكون النجاح للجميع والفشل محصورًا في نطاق ضيق لا يُرى أمام النجاحات الكبيرة المنفذة، وإلا فلن يضيف لكم نقدكم قيمة سوى أنه سيكشف ما تكنه الصدور وسيظهر أمام المجتمع أنكم أعداء نجاح لأن المجتمع لديه الوعي الكافي ولن تملكوا تضليله فأفيقوا!
ومضة: كن إيجابيًا ولا تكن سلبيًا!
محمد الرايقي
مقالات سابقة للكاتب