﴿يَا أَيَــّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ، ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي)..
ليس هناك أشد إيلامًا على النفس من أن تتلقّى نبأ وفاة صديق عزيز، خاصةً إذا كنت قد عاشرت هذا الصديق سنوات طويلة، وبقي وفيًا صادقًا لهذه الصداقة الحميمة إلى آخر لحظة من حياته؛ صحيح أن الموت هو نهاية رحلتنا في الحياة ولكن الذكر الطيب يبقى في قلوب المحبين أبد الدهر..
﴿ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ، وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ)..
ففي يوم الخميس الموافق 10 / 8 / 1439هـ ببالغ الأسى والحزن وبقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره
تلقّيت نبأ انتقال الصديق العزيز والأخ الحبيب رفيق الدرب والمغفور له -بإذن الله– أبو سعود (عطا الله غنام المغربي ) إلى عالم الخلود.
فمن حقي عليه ومن حقك علي أيها الحبيب الراحل أن أنشر شيئًا من سيرتك العطرة لمن لا يعرفك؛ فقد كنت الأخ والصديق والزميل، صاحب السيرة العطرة، والتواضع الجم، تنفتح لرؤيته النفوس، وترتاح له القلوب، حاد الذكاء، دمث الأخلاق، كريم النفس، محترم، غيور على مهنته ودينه، وأياديه البيضاء بالعطاء يشهد لها البعيد قبل القريب، لقد رحل عنا، وبقيت ذكرياته عالقةً في أذهاننا وأرواحنا، وستبقى حاضرةً في حياتنا تزهر حباً وفخراً برجلٍ نبيلٍ مثله
استطاع من خلال شخصيته الحميدة، الدخول إلى قلوب زملائه وكل من عاشره كاسبًا احترامهم وثقتهم..
لن ننسى روحك النبيلة وأفعالك الطيبة، فقد عُرفت بين الناس بحسن الصحبة وجمال المعشر.
إلا أن الموت المكتوب على كل حي لم يمهلك لكي تواصل العطاء في دروب الخير؛ فإلى جنة الخلد يا صديقي ولن تكفيك كلماتي، ولكنها ستبقى عزاءً لي. ولا نقول إلا ما يُرضي ربنا: إنا لله وإنا إليه راجعون.. اللهم أجرنا في مصيبتنا وأخلفنا خيرًا منها..
اللهم اغفر له وارحمه واعفُ عنه وأكرِم نزله..
اللهم املأ قبره بالرضا والنور والفسحة والسرور..
اللهم أعذه من عذاب القبر وجافِ الأرض على جنبيه.. اللهم أنزله منازل الصديقين والشهداء والصالحين وحسُن أولئك رفيقًا..
اللهم أبدله دارًا خيرًا من داره، وأهلًا خيرًا من أهله وزوجًا خيرًا من زوجه وأدخله الجنة بغير حساب.. برحمتك يا أرحم الراحمين..
وإنا لفراقك يا أبا سعود لمحزونون!
مسعود العود المسعودي
مقالات سابقة للكاتب