ان المتابع بعناية لما نشاهده هذه الايام من ردة فعل تجاه وباء الكرونا يجد ما يشيب له الغراب عجبا ويتمايل له ابليس نشوا و طربا من نفوس بلا ذنب قتلت جهلا و رعبا
اصبح هاجس الكبير والصغير هو الكرونا و ما ان يعطس طفلا او كهلا الا و اوجسوا منه خيفة وكان العطس حكرا علي حامل الفيروس وما سواه ممنوع من العطس حتي انتهاء الازمه اما من يصاب بانفولونزا عادية فلن يجد له عائلا ولا صاحب ويحكم عليه بالحجر في احدى الغرف لمدة 7 ايام وان لم يشفي تطلب له سيارة الاسعاف لتنقله الي مستشفيات الحجر
وما يزيد الحليم حيرة ويعمي البصر والبصيرة هو مجموعة دكاترة الازمات وفني مختبرات الادوية الذين ما ان يسمعوا بمرض نادر الا و ابرزوا مهارتهم في اختراع خلطات العلاج وارسالها في مواقع التواصل الاجتماعية مذيلة باسم طبيب شعبي مشهور او بخلطة مجربة ولا نسالك الا الدعاء في جوف الليل ليقوم المتلقي لهذه الرساله بتمزيق جوف الليل قنوتا لهذا الطبيب الخفي مرة نعنان بالزنجيل ومرة زعتر و من اشهر الخلطات خلطة الثوم والزبادي التي حازت علي الريادة في هذه الازمه التي ما ان تقوم بالسلام علي احد الا وكانك حضنت كيس ثوم انتهت صلاحيته وكل ذلك هربا من الكرونا , ناهيك عن عطاري الازمات و وصاياهم بتبخير البيوت تارة بالمستكه وتارة باللبان وتارة اخرى بحبة البركة التي لم اكن اعرف انها لها رائحه الا بعد هذه الازمة لتتحول معه المنازل كأنها بيوت كهان وسحرة ,
وايضا هنا يبرز محللي الازمات فتجده هو الاخبر بالمرض ونشأته وطريقة علاجه ويبرأ الابل وحليبها ويوجه اتهامات مباشره الي الخفافيش ولا يستبعد تورط جماعة الاخوان وحزب الليكود والوهابية وخلايا الباسدران المنتشرة , فانقسم الشعببين محللين للمرض يهرفون بما لا يعرفون وبين متلقين للادوية والتحليلات وكانه فئران تجارب
واخر يقول ان هذا الفيروس صنع مختبرات يهودية وهو عبارة عن مجموعة فيروسات هيئت للتناسب مع طبيعة بلادنا الجفرافيه وانه كان من المفترض ان يطلق هذا الفيروس في الحج ولكن لموت البطل وانتحار المخرج اطلقت شركة كذب هوليود هذا الفيروس في هذا الوقت
وكان البلد مطهرة ارضها ومعقم بحرها و لا يمكن ان تصله الفيروسات بالرغم من ان شواطيه محتلة من الجرذان التي تسيطر علي جميع الحدود البحريه وترسل بين كتائبها الاستخباراتيه الاستطلاعية الفدائيه الي المنازل والمطاعم بين الفينة والاخرى , ناهيك عن مسابح الصرف الصحي والباعوض والصراصير وغيرها
واخر مرتديا كمامته لا يخلعها الا حين اشعال سجارته و يحدث عن اخطار الكرونا وفرصة الشفاء منها و كأن النيكوتين مكمل غذائي لخلايا القلب الجذعية وموسع وصديق حميم للاوردة والشرايين.و أخر مصطحبا اصدقائه في سيارته ويسير بهم بسرعة جنونيه ويحدثهم عن طرق الوقاية من المرض وكان اسباب الموت متوقفة هذه الايام علي الكرونا ولا يمكن ان يكون للموت سببا غيره
واخر متابع جيد لاخر احصائيات المصابين منهم وعدد المتوفيين و واخر واخر واخر
وما بين هذا وذلك تجد قليل منهم من توكل الله حق التوكل وايقن ان ما صابه لم يكن ليخطئه و ما أخطئه لم يكن ليصيبه وحصن نفسه واهله بما يتحصن به المسلم من اذكار ويتبع الاسباب
سهرت اعين ونامت عيون *** في امور قد تكون او لا تكون
ان ربا كفاك بالامس ما كان *** سيكفيك في غد ما يكون
والله لو قامت حملة اعلامية مماثلة لحملة الكرونا توعي باضرار التدخين الذي يموت باسبابه يوميا أضعاف ما يموتون بفيروسات الانفلونزا مجتمعه لما بقي مدخنا واحدا في هذه البلد
واخيرا ان كانت الازمات هي من يظهر لنا هذه المواهب المدفونه والكم الهائل من هؤلا العلماء فدعونا نردد حيوا الكرونا حيوا