أجراس الرحيل

ها هو شهر رمضان يعلن الرحيل، لحظاته الجميلة ونفحاتهُ الإيمانية تودّعنا في منظر مهيب وتستودع القلوب خالقها أن تكون ممن رضي عنها واعتقها من النار.

لنا في إقبال رمضان سعادة وفي وداعه حزن وشوق، والحنين إليه يبقى ولا يزول، ولكن بُشرى الصائمين عيد الفطر السعيد وهو هدية المؤمنين وفيه تتجدد السعادة في الكون، يحلُ علينا مبتهجاً وينثرُ الفرح في القلوب، عيد يجتمع فيه ذوي القربى وهم أحق الناس بالصلة والتراحم والاحترام ،وديننا نظم العلاقات الإنسانية وجعلها في أبهى الصور من ود وإخاء ،وحافظ على منهج جميل يسلكهُ كل ذو عقل رشيد، في العيد تتألق النفوس بالفرح وتتأنق بالجمال، تكبيرات العيد هي مفتاح السعادة “تعشقها القلوب تجعلُ المشاعر تسمو بالطهر والموده “فالحرم المكي يحتضن جميع الأطياف ويتزين بالمؤمنين والالتزام بشريعة الله التي كرم بها عباده هي موطن التوفيق، فهذا الدين هو نبراس التلاحم والانسجام والتراحم ،فلا فرق بين عربي او أعجمي الا بالتقوى،جميعنا سواسيه أمام المولى عز وجل ، جميعنا أبناء آدم وحواء، وهذا الدين يزخر بكل القيم الجميلة في ديننا يتوحد الجميع الأمير والفقير يقفون في صف واحد، ميزاننا الأخلاق وحسن العمل وتقول “ساروجيني نايدو وهي هندوسية”: لقد دعى الإسلام قبل اليوم بثلاثة عشر قرناً إلى المساواة والإخوة،وقد أسس الإسلام أول جمهورية كان القانون الإلهي رائدها ، الغني والفقير سواء فيها ، ولاشك مطلقاً أنه يأتي يوم يبتلع فيه كل الأديان “
وقال غوستاف لوبون: ” إن العرب أول من علم العالم كيف تتفق حرية الفكر مع استقامة الدين “
حب عميق لهذا الدين الذي أكرمنا الله به، ومن القيم السامية البر ونشر الخير جميل هو شعور الفرحة التي ندخلها على كبار السن بشراء هدايا العيد وجميل هو احساس العطاء مؤكد ان في محيطكم كبار سن يحتاجون إلى مد جذور الاحسان ومن السهولة رسم السعادة في قلوبهم هم بسطاء يسعدون حتى بالزيارة فالقيمة المعنوية اهم من القيمة المادية ومن ابواب البر ان نكون سبباً في سعادتهم ، لو بقضاء وقت ممتع برفقتهم هم يفرحون ان احداً ما اشتاق إليهم ويسأل عنهم لاتجعلوها زيارة سريعه سيفوت العمر وهم يتمنون رؤيتكم اطرقوا الابواب التي تشتاقون إليها لاتتركوها لاتجعلوا المشاعر تموت احييوا مواطن الجمال التي تسعدكم، اغرسوا في القلوب النقاء، تماسكوا تجاه أي تيار يفرقكم واستعيذوا من الشيطان الذي يسعد بالفرقه والشتات، أهازيج الصغار تعلو بصوت واحد “عساكم من عواده” فرحة الأطفال تشبه نقاء الغيوم وأظن هي المحرك الاساسي للسعادة بالعيد، خذوا من الأطفال البراءة والصدق، هم يتعلمون منا ونحن نتعلم منهم جمال الابتسامة والفرح الحقيقي، أعيدوا للعيد بسمته، ارسموا أجمل الصور، أعيدوا الذكريات الجميلة بزيارة أماكن قريبة لقلوبكم فالعيد يحمل قناديل الألفة والوحدة اجعلوا من منازلكم أجمل منارة فالعيد أجمل ضيف، وكل عام ووطني وقيادته الحكيمة والشعب الطاهر بخير وعشتم وعاشت أعيادكم بالمحبة والسلام واللهم صلّ وسلم على نبي الهدى محمد وعلى آله وصحابته الكرام.

سمو الذات عواطف الثلابي

مقالات سابقة للكاتب

3 تعليق على “أجراس الرحيل

ابراهيم يحيى ابوليلى

رمضان يمشي حثيثا والصائمون يسألونه التريث لأنهم وجدوا انفسهم فيه ويحاولون جهدهم التغلب على شهوات النفس ويصقلون أرواحهم المتعبة بما تبقى منه ويسئلون ربهم الكريم أن يعتقهم من النار فاللهم لا تخيب فيك رجائنا يا كريم اللهم اعتق رقابنا وآبائنا وأمهاتنا واهلينا من النار وتقبل منا الصيام والقيام وصالح الاعمال يارب ….
شكرا ايتها الكاتبة المبدعة سمو الذات على مقالك الرائع كتب الله لك الاجر والمثوبة وجزاك الله خيرا ورحم الله والديك والمسلمين اجمعين .

تميم

يا استاذه كل عام وانت بخير بقولك شي سبحان الله رمضان بالذات تشتاق له وانت عايش في ايامه ولياليه كيف لمن ينتهى الشهر عشان كذا ربنا جعل لنا عيد نحمد ربنا اننا صمنا ونظهر الفرحه وياليت بعض اللي يخطبوا في صلاه العيد بلاش نغمه اين من صام معكم رمضان الفائت اين من عيد معاكم العام الماضي بلاش تقليب المواجع في العيد اظهروا فرحه العيد خلوا الناس تفرح وبعد الخطبه ماهي حلوه اي واحد يدخل رجوله في حذيان غيره والله في سنه واحد الله يسامحه لبس الحذاء حقى والمشكله كانت الصلاه في منطقه كلها حجار وشوك جلست لاخر واحد في المصلى والسياره بعيده وحوسه الاقيها من الحجاره والا الشوك وكثر ما انا محرص صكتني شوكه شكلها مسممه حسيت الالم في راسي الحمدلله على كل شي معليش استاذه والله هذا اللي صار معايه في العيد عيديه ما انساها

وضاح

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابنتي سمو الذات تملك ثقافه واسعه وفكرا راقي وابداع متميز فهى من الاقلام التى احرص على متابعتها والاستفاده من مقالاتها بارك الله فيك ونفعنا بعلمك وجزاك عنا خير الجزاء وكل عام والجميع بخير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *