ها هو شهر رمضان يعلن الرحيل، لحظاته الجميلة ونفحاتهُ الإيمانية تودّعنا في منظر مهيب وتستودع القلوب خالقها أن تكون ممن رضي عنها واعتقها من النار.
لنا في إقبال رمضان سعادة وفي وداعه حزن وشوق، والحنين إليه يبقى ولا يزول، ولكن بُشرى الصائمين عيد الفطر السعيد وهو هدية المؤمنين وفيه تتجدد السعادة في الكون، يحلُ علينا مبتهجاً وينثرُ الفرح في القلوب، عيد يجتمع فيه ذوي القربى وهم أحق الناس بالصلة والتراحم والاحترام ،وديننا نظم العلاقات الإنسانية وجعلها في أبهى الصور من ود وإخاء ،وحافظ على منهج جميل يسلكهُ كل ذو عقل رشيد، في العيد تتألق النفوس بالفرح وتتأنق بالجمال، تكبيرات العيد هي مفتاح السعادة “تعشقها القلوب تجعلُ المشاعر تسمو بالطهر والموده “فالحرم المكي يحتضن جميع الأطياف ويتزين بالمؤمنين والالتزام بشريعة الله التي كرم بها عباده هي موطن التوفيق، فهذا الدين هو نبراس التلاحم والانسجام والتراحم ،فلا فرق بين عربي او أعجمي الا بالتقوى،جميعنا سواسيه أمام المولى عز وجل ، جميعنا أبناء آدم وحواء، وهذا الدين يزخر بكل القيم الجميلة في ديننا يتوحد الجميع الأمير والفقير يقفون في صف واحد، ميزاننا الأخلاق وحسن العمل وتقول “ساروجيني نايدو وهي هندوسية”: لقد دعى الإسلام قبل اليوم بثلاثة عشر قرناً إلى المساواة والإخوة،وقد أسس الإسلام أول جمهورية كان القانون الإلهي رائدها ، الغني والفقير سواء فيها ، ولاشك مطلقاً أنه يأتي يوم يبتلع فيه كل الأديان “
وقال غوستاف لوبون: ” إن العرب أول من علم العالم كيف تتفق حرية الفكر مع استقامة الدين “
حب عميق لهذا الدين الذي أكرمنا الله به، ومن القيم السامية البر ونشر الخير جميل هو شعور الفرحة التي ندخلها على كبار السن بشراء هدايا العيد وجميل هو احساس العطاء مؤكد ان في محيطكم كبار سن يحتاجون إلى مد جذور الاحسان ومن السهولة رسم السعادة في قلوبهم هم بسطاء يسعدون حتى بالزيارة فالقيمة المعنوية اهم من القيمة المادية ومن ابواب البر ان نكون سبباً في سعادتهم ، لو بقضاء وقت ممتع برفقتهم هم يفرحون ان احداً ما اشتاق إليهم ويسأل عنهم لاتجعلوها زيارة سريعه سيفوت العمر وهم يتمنون رؤيتكم اطرقوا الابواب التي تشتاقون إليها لاتتركوها لاتجعلوا المشاعر تموت احييوا مواطن الجمال التي تسعدكم، اغرسوا في القلوب النقاء، تماسكوا تجاه أي تيار يفرقكم واستعيذوا من الشيطان الذي يسعد بالفرقه والشتات، أهازيج الصغار تعلو بصوت واحد “عساكم من عواده” فرحة الأطفال تشبه نقاء الغيوم وأظن هي المحرك الاساسي للسعادة بالعيد، خذوا من الأطفال البراءة والصدق، هم يتعلمون منا ونحن نتعلم منهم جمال الابتسامة والفرح الحقيقي، أعيدوا للعيد بسمته، ارسموا أجمل الصور، أعيدوا الذكريات الجميلة بزيارة أماكن قريبة لقلوبكم فالعيد يحمل قناديل الألفة والوحدة اجعلوا من منازلكم أجمل منارة فالعيد أجمل ضيف، وكل عام ووطني وقيادته الحكيمة والشعب الطاهر بخير وعشتم وعاشت أعيادكم بالمحبة والسلام واللهم صلّ وسلم على نبي الهدى محمد وعلى آله وصحابته الكرام.
سمو الذات عواطف الثلابي
مقالات سابقة للكاتب