أكثر الدول عرضة للاختراق هي تلك اللي تجد بها موطئ قدم لدول أخرى، والتاريخ الماثل أمام عيوننا اليوم ببعض الدول العربية يؤكد صدق هذا بالعين المجردة، فالبنان لم يعيش دومًا على كف عفريت لولا تدخل بعض الدول به، فمجلس نواب لبنان اليوم يجمع بمقاعده النطيحة والمتردية وكل ذلك بفضل أموال خارجية تسربت إليه رغم إرادة مواطنيه المغلوب على أمرهم ، فتشتت البلد وتشرذمت وكل حزب بما لديه فرح!
وضاع كيان لبنان كدولة عليها التزامات ولها حقوق، وما يمكن أن ينطبق على لبنان يمكن أن ينطبق على اليمن وبفضل التدخل الخارجي ووجود عملاء له، والكل شاهد كيف الحوثي يبتلع دولة وشعبها ويجعلهم رهينة لمشاريعه التآمرية على العرب قاطبة والمجاورين له خصوصًا، ونحن هنا لسنا بصدد سرد العلل والآفات التي أصابت الدول وأسقطت هيبتها وجعلتها كيانات هشة لا يأمن فيها الإنسان على حاله وماله يصبح بحال ويمسي بحال وإنما نحذر من المشاريع التآمرية على باقي الدول العربية للنيل من هيبتها وتصبح كحال لبنان واليمن، وتهاون الدول ببسط سلطتها على كامل أرضيها ومكونات شعبها خطأ كارثي سيدفع ثمنه السلطة والشعب ،والدول العربية والخليجية خصوصًا، معنية قبل غيرها عليها الالتفاف للشراذم اللي باعت نفسها ووطنها وأموالها للخارج وتغلغلت بالحياة العامة بدوافع ايديولوجية أو باسم مطالب إنسانية عامة، وتتصرف ككيان حريص على مصالح الشعب حسب ما يمليه عليها واجبها الدستوري.
وعليها أن تعي بأن المطلوب التالي هو رأسها وهيبتها واللعب بمقدراتها ومقدرات شعبها، ولا يمكن أن يصدق عاقل إن إنسان سوي أمن وطنه وشعبه هاجسه الأكبر يستعين بمطالبه بالخارج، فمن استنهض الآخرين على حكومته وشعبة من المحال أن يكون مواطن صالح ويمكن الاتكال عليه، لأن العينات الخائنة المريضة لا تعي أن ضعف كيان دولتها وهيبتها هو بداية خراب سيقف ضده كل مواطن صالح وستكون خط أحمر بالنسبة له لن يسمح بمروره مرور الكرام.
والحمد الله انني ببلد يعي أغلبية شعبه أن صانع القرار فيها هو من له البيعة بالرقاب فقط ولن نسمح لمن يكون بمزاحمتهم أو التعدي على صلاحياتهم تحت أي مسمى، فقائدنا هو ملك الحزم الملك سلمان، وولي عهده محمد بن سلمان حفظهم الله ومن صدق معهم هو صديقنا ومن كسب عداوتهم ليس له عندنا أي اعتبار هذا نهجنا وليس عندنا شيء أخر، نهجنا واضح ولا لَبْس فيه ولن نسمح لمن يكون بالتأويل علينا، ويتصيد بحكاية تخرج من أفواه معادية للبلد وشعبه أصابها بمقتل قوة التلاحم بين ولاة الامر والشعب، فبلد الحرمين سيظل عزيز بقياداته وشعبه الوفي دومًا وحمى الله امتنا الخليجية والعربية وشعوبها من أطماع المتطفلين أصحاب الاجندات الخبيثة.
عايد عيد المحمدي
مقالات سابقة للكاتب