ومن كُثْرِ ما رأيتُ للبَيْنِ هَوْلَهُ
أرى أني بانطوائي اليوم مُجْبَرُ
………..
رأيت الهوى يعاب بالصدق أمر
وفي البذلِ والإخلاصِ جُرْمٌ مُكَفِّرُ
………..
فللقُرْبِ إِقْصَاءٌ وللوصلِ مُبْعِدٌ
وللبُعْدِ أحزابٌ وبالهجر يُؤْجَرُ
……….
وفي الشر والتفريق إِعْلاَءُ رايةً
وفي الشَّمْلِ تَحذرٌ ونَهْيٌ مُصَدَّرُ
………..
وللجود إِعْياءٌ وللخذلِ أجْرُهُ
وللحُمْقِ إِظْهَارٌ وللحِلْمِ مُضْمِرُ
………..
فَلَمْ يَخْلُو من حَوْلِي عذولٌ بعذلهِ
أرى فِيْه أَخْلَاقاً بها الزَّيْفُ مُغْبَرُ
………..
فإما نُفُوْرٌ عني قد ذُقْتُ خَذْلَهُ
وإما دُنُوٌّ نَحْوِي بالخبث أَغْدَرُ
…………
وإما حقود يَمْلأُ الحقدُ قلبَه
وإما حسود فيه شَرٌّ مُسَطَّرُ
………..
وإما عدوٌ أَو نصيرٌ لِحِزْبِهِ
وإما لئيمٌ فيه لُؤْم ٌ مُقَرَّرُ
………..
وإما ظَلُومٌ طاغياً فيه ظُلْمُهُ
غَشما ًبه زورٌ وبُهْتَانُ يَقْهَرُ
……….
وإما قَرِيْبٌ مُسْتغل لخبثه
بجهد دون الحياء سَعْيٌ مُشَمِّرُ
……….
وإما نديم قد تناسى بكبره
يراني بعينِ أطباعٍ فيه تَقْصُرُ
………..
وإما حبيب خان ودي بغدره
يرى الصدق إِشْراكاً وأَلَّيْسَ يُغْفَرُ
……….
وإما رفيق كم يراني كسقمه
وحينا طعاماً سائغاً ليس أُذْكَرُ
……….
فَكُلٌّ أَضَرَّ بِيْ مُضِرٌّ رأيته
إلى أَنْ ظَنَنْتُ النَّفْعَ شراً مُقَدَّرُ
……….
وخِلْتُ بأنِّي خَائِناً بين شرهم
وخِلْتُ بأنَّ صِدْقِيْ بَغْيٌ وأَبْطَرُ
……….
وكُلٌّ قد خانني فخَوَّانَ خِلْتُهُ
وإِن لَّم يَخُنْ فَبِالشُّؤْمِ يُنْظَرُ
……….
أرى مُوجِباتُ عُذْرِي مَوْؤُدَةً لنا
وعَيْشٌ لآمالي من العسر أَعْسَرُ
……….
فوالله لو لا الله أرجو ثوابه
وأخشى عقابه وللذنب يستر
……….
لَمَا كان للجُحُودِ مني سَمَاحَة
ولستُ وأَيْمُ الله للظلم أَغْفِرُ
……….
ولكنني أرى نعيماً بزيْفِهِ
لأهل النهى طاغٍ ومُنْسِيٍ مُغَرِّرُ
……….
فأيقنت أنَّ الفضل لله كله
نصيبٌ لحظِّ مَنْ كان أَصْبَرُ
……….
فيعفو لوجه الله للأجر يطمع
يَعِيْ أَنَّ فضل الله أَبْقَى وأَوْفَرُ
……….
بإيمانٍ صادقٍ يُغَذِّي يقينه
وإيقانُ حقٍّ أَنَّهُ الحق مُسْفِرُ
……….
وبالله رباً يحسن الظن ظنه
وبالبذل للأسباب عزمٌ مثابر
……….
فيسعى ويحتسب من الله أجره
فما خَابَ ظَنٌّ فيه أو فيه يَخْسَرُ
……….
على المرء مجهود ولله يُخْلِصُه
فإن نال حظه فلله يشكر
………………………………….
ماجد الصبحي