من المؤسف جدًا أن تسمع بعض القضايا في المحاكم بين الأزواج على أتفه الأسباب، والمصيبة إذا كان بينهم أطفالًا يضحون بهم من أجل الانتقام من بعضهم البعض.
فيا سبحان الله .. أين ذهبت العشرة بينكم ؟! ألهذه الدرجة هانت عليكم العشرة ؟ لهذه الدرجة تناسيتم كل شيء جميل في حياتكم ؟ أين عقولكم ؟ بهذه البساطة استسلمتم للشيطان لينال منكم ؟ أليس منكم ذو عقل رشيد ؟!
ولذلك قال الحق سبحانه وتعالى في توجيه رباني جميل لطيف رحيم يهدي النفوس ويذكر العقول الغافلة لعلها تصحى من غفلتها: “ولاتنسوا الفضل بينكم”.
يعني تذكروا الأشياء الجميلة بينكم .. اتركوا الحديث عن الأشياء السلبية، تذكروا الايجابيات، فإن كثيرًا من أسباب الشقاق بين الأزواج بسبب تضخيم السلبيات مع قلتها وتجاهل الايجابيات مع كثرتها، ووالله لوعددتموها لما أحصيتموها ولكن الشيطان حريص على إيقاع الشقاق، وأحيانًا وبكل أسف فإن الرجل ينزل إلى منزلة المرأة في البيت وينسى أنه رجل وهذا شي مؤسف، الرجل يجب أن يبقى رجلاً ذا حكمة وصبر وبعد نظر فإذا استسلم للشيطان ونزل إلى منزلة المرأة أصبح في البيت امرأتان تتلاسنان!..
أخي الزوج اسمح لي أن أهمس في أذنك همسة واحدة ، تذكر دائمًا أنك رجل والرجل لا ينزل عن منزلته إلى منزلة المرأة ذات الصبر القليل والعاطفة الكبيرة، فهي تتفاعل وتحب وتسامح وتغضب في ثوانٍ!.. ولكن يجب على الرجل أن يكون حكيمًا صبورًا يستحمل الصدمة ويلتزم الصمت حتى تهدأ ويمتص غضبها بالكلام اللين والأسلوب الحسن ولا يقابل غضبها بغضب أشد فتشتعل النيران ويحترق البيت بمن فيه!
فأنت القائد والأسرة سفينة عليك أن تصل بها إلى بر الأمان.
وإياك وإياك أن تفكر ولو مجرد تفكير أن تهددها بكلمة الفراق فهذه عصا من لا صبر له .
فالمرأة لاشيء يحطم شموخها ويكسر عظمتها مثل هذه الكلمة، إياك أن تعود لمثلها أو حتى تشير بإصبعك لها!.. المرأة جمالها في دلالها على زوجها، وإنهن كالأزهار في الحديقة .. فكيف يكون للحديقة جمال بدون الأزهار ؟!
البيوت قبور بدون النساء .. لا تسكن إلا بهن والبيوت تسكنها الشياطين إن لم تقام فيها الصلاة والذكر وتلاوة القران، وخاصة صلاة الفجر والعصر فهي مفاتيح للصباح والمساء، وبركة النهار في صلاة الفجر وستر المساء في صلاة العصر، وهن من يقمن الصلاة في بيوتنا.
أحبتي اجعلوا من بيوتكم جنة مصغرة اسقوها بالحب والمودة والعطف والحنان، واستعينوا بالدعاء، وعليكم بالتغافل والتسامح والصبر والمجاملة فهي أدوات لاغنى عنها لصناعة السعادة الزوجية.
اكسروا حاجز الروتين بالخروج للعمرة أو السياحة أو زيارة الأرحام، شدوا الرحال للمدينة فإن الخروج والنزهة من ملطفات الجو ولوازم التغيير، اجعلوا الاحترام والتقدير هو أساس النقاش وإياكم والخصام أمام الأطفال، اجعلوا حياتكم صرح شامخ لا يشاهد منه أولادكم إلا الحب والاحترام.
اصنعوا لحظات السعادة، احتفلوا بكل مناسبة أو حدث سعيد في حياتكم كنجاح الأولاد، كافئوهم بالهدايا، وأشعروهم بطعم النجاح والتميز، وكونوا لهم قدوة حسنة في الحياة خاصة الصلاة والله يحفظكم ويرعاكم.
سليمان حامد الصحفي
مقالات سابقة للكاتب