دعوة للتصالح مع النفس

لا تجعل بينك وبين نفسك خصامًا مستمرًا، تصالح معها أولاً بأول واسلك أفضل وأقصر الطرق إلى ذلك.
لماذا ؟
لأن تصالحك مع نفسك هو في الحقيقة تصالح مع الآخرين، وتصالح مع كل من حولك، ولو تصالح الجميع مع أنفسهم لتغير وجه الحياة، ولعمّ الأمن والسلام جميع بقاع الأرض، ولرفرفت السعادة فوق كل البيوت.

ولكن لو تأملنا واقعنا لوجدنا أن كثيرًا من الناس في خصام دائم مع أنفسهم، ويكثرون من اللوم، ومن جلد الذات.
لا بأس من اللوم لأن النفس قد تكون لوّامة، ولكن اجعل هذا اللوم سبيلًا للاصلاح وتفادي تكرار الأخطاء.
لا تتوقف في وسط الطريق، فقطار الحياة لا يتوقف.
استمر بإصلاح الخلل وأشعل شمعة بدلاً من أن تلعن الظلام!
إن الذين في خلاف مستمر مع أنفسهم هم أولئك الذين كثرت أخطاؤهم، وتزعزت ثقتهم بأنفسهم، وحصل منهم التقصير في أعمالهم، والفشل في حياتهم، وتكررت إخفاقاتهم، وكل ذلك ناتج عن تشتت الأفكار وعدم التركيز والانشغال بالتفاصيل بسبب الخلاف بين الشخص ونفسه.
لذلك يجب على الإنسان أن يجلس مع نفسه جلسة مصارحة ليضع النقاط على الحروف ويتأمل حاله ويستعرض الحلول لمشاكله، فهو وحده صاحب القرار وعليه أن يصدر قرار العفو عما فات ويطوي صفحة الماضي ويفتح صفحة جديدة لمستقبل خالٍ من كل أنواع التشويش الذي يؤثر على أدائه.
ليس خطأً أن تخطئ مرة ولكن الخطأ أن تعرف أنه خطأ ثم تستمر عليه!
تصالحك مع نفسك يعني أنك شخص خالٍ من المشاكل وجاهز للانطلاق نحو العالم الآخر.
تصالحك مع نفسك يعني أنك جاهز على منصة الانطلاق نحو الإبداع والابتكار والعطاء بكل قوة واقتدار.
تصالحك مع نفسك يعني أنك متصالح مع مجتمعك ومحيطك.
تصالحك مع نفسك يعني أنك قد تهيأت نفسيًا لشق طريق النجاح بعزم ونشاط.
وكل يوم تشرق شمسه هو بالنسبة لك يوم جديد بريء من أعمال الأمس الخاطئة.
كل يوم جديد يعني فرصة جديدة لمزيدٍ من إثبات الشخصية، وتحقيق الذات والشعور بطعم الحياة.
اجعل مساحة الأمل دائمًا عندك أبعد وأطول ما يمكن ..
ارسم لنفسك طموحات أكبر من إمكاناتك، وادخل في تحدٍّ مع نفسك، مرة تغلبها ومرة تغلبك لا بأس! 
ومهما قابلتك من الصعاب فلا تيأس من النجاح ..
فالعزيمة الصادقة لا تعترف بالمستحيل .. ولا تتوقف حتى تبلغ محطة النجاح بإذن الله.

سليمان حامد الصحفي

مقالات سابقة للكاتب

6 تعليق على “دعوة للتصالح مع النفس

إبراهيم يحيى أبوليلى

مقال جميل ورائع من كاتب اكثر روعة هكذا فليكونوا الكتاب هذا المقال عبارة عن دعوة للتفائل وعدم الرضوخ لرتابة الحياة وتعقيداتها واسمح لي استاذي الكريم أن أقول في بعض الأحيان يتمثل الإنسان بالمثل القائل لو ترك القطا لنام ولكن نحن عقدنا أنفسنا بانفسنا فللمدنية ضريبتها المؤلمة الناس اقحمو أنفسهم في أتون
الكماليات حتى ارهقوا أنفسهم فغابت الابتسامة عن محياهم تركوا الفطرة وظنوا أن السعادة تكمن في هذه الماديات التي اتخذوها مركبا الى غاياتهم فأصبح الحب للمادة والبغض للمادة وأصبح الابن يقف أمام أبيه في المحاكم من اجل ماذا يقولون من أجل وسخ دنيا فما بالنا نكثر من وضع الأوساخ في جيوبنا ونعادي الكل لأجلها نعم قد ارهقنا أنفسنا بما لا طائل منه سوى زيادة العبء وما زلنا مستمرون على ذلك برغم نصائح امثالك من المتفائلين الذين يحملون الحب لكل الناس وهذا المقال لهو دليل على ذلك فاسال الله أن يثيبك ويكتب لك الاجر الجزيل ويرزقك سعادة الدارين انت ومن تحب والمسلمين اجمعين شكرا استاذنا القدير على كلماتك الصادقة فسوف نحاول أن نتصالح مع أنفسنا ليعم السلام والوئام أرجاء المعمورة …. كاتب يحب الخير للجميع فلنحيه بعمق.

الانصاري

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كل الشكر والثناء للاستاذ الشيخ الفاضل سليمان الصحفي على ما يبذله من نصح وارشاد وتوجيه بمقالات تفيض ابداع وتميز استاذنا الفاضل حينما قرأت المقال وقرأت تعليق الاستاذ ابراهيم ابو ليلى وجدت نفسي امام تحدي كبير هل يليق ما اكتبه من تعليق بمكانه ما كتب وعلق عليه من كتاب عظماء يملكون ثقافه وعلم وتجارب في الحياه وحكمة مما جعلنى اعيش صراع مع النفس هل اكتفي بما قرات ام اعيش المغامره لعل ما اكتبه يحتاج الى توجيه وتصويب فانتم اساتذتنا ونحن بحاجه الى توجيهاتكم. لتسمح استاذنا ان اعلق على الموضوع من زاويه واحده وليس من جميع الزوايا
الصراع مع النفس والتوقعات التشائميه والمشاعر السلبيه تجعل الانسان يعيش اسواء المعارك مع نفسه فاقد للامل محبط لايستطيع التعامل او استيعاب الاخرين وافكارهم بدون معانة لانه يعيش في حالة خصام وصرامه مع نفسه والانسان الغير متسامح مع نفسه قد تكون لديه الرغبه في تحقيق المزيد من التطلعات
والاهداف التى يفوق تحقيقها اماكانياته وارادته مما تتسبب فى حاله من الساخط والتئانيب المستمر للنفس وفقدان الرضى عنها من حقنا التطلع دائم للمزيد وتجديد الثقة في النفس والرضى بما نحقق من اهداف وان نكون واقعيين في معرفه قدراتنا وامكانياتنا فكل انسان معرض لهذا الشي ولاكن الاهم في كيفيه التعامل الايجابي مع هذا الصراع فمن طبيعتنا البشريه ان نخطي ونصيب وهذا لا يعيبنا فالعيب الاستمرار والتكرار في الاخطاء وان نحاسب انفسنا بعقلانيه ونلومها لتصحيح مسارها وليس لتحطيمها

أبويوسف

مقال هادف جداً
نريد من كتابنا الكرام المزيد من هذه المقالات الهادفة التي توصل رسالة إيجابية للمجتمع
لا نريد مقالات الإطراد والمديح لمن يستحق أو لا يستحق
شكراً كاتبنا الفاضل

عبدالله القحطاني

أشكرك أخي الفاضل علي هذا المقال الذي جعلني أبحث عن المزيد حول موضوع التصالح مع الذات واسمح لي بأن أنقل هذه الإضافة مما وجدته أثناء بحثي حول الموضوع كمشاركة مني وشكراً للجميع

العناصر التي تجعلك شخص متصالح مع نفسك:

الابتسامة
الابتسامة العريضة ووجودها على وجهك طيلة الوقت، وإن لم تشعر بها بعدما أصبحت دائمة، هي علامة أنك متصالح مع نفسك ولا تود إبراز أي هموم أو مشكلات للآخرين، لأنك غالبا تحاول تخطى أي أزمة تخصك أو تخص غيرك بالابتسامة لتقلل من توتر أي محيط تتواجد به.

التسامح
عند تواجدك في موقف صعب تكون فيه أحد الخصوم، وإن كان بسيطا أو معقدا، تسامحك في هذا الموقف يعيني أنك شخص لا تحب المشكلات، ولا ترضى الخصام أو المشاعر السلبية، كما أن عدم التشبث بالرأي والمجادلة تدل على صفائك الداخلي.

التقبل
تقبل الآخرين بعيوبهم وميزاتهم والتعاون معهم على هذا الأساس، يعني أنك شخص متصالح جدا مع نفسك ومتفهم أنه لا يوجد شخص بلا عيوب، لذا تتعامل مع الجميع بهذه الأفكار التي تستوعب الكل وتعاملهم دون معاناة.

التفاؤل
الشخص المتصالح مع نفسه يتوقع الأفضل والخير دائما، والابتعاد عن التوقعات السلبية أو مجاراة الواقع التشاؤمي، ويقدم التبريرات التي تؤكد أن القادم أفضل، فهو حريص على جعل الآخرين في حالة من الأمل.

عدم التعصب
الشخص المتعصب لرأيه غير متصالح مع ذاته على الإطلاق، هو شخص يحاول إثبات وجوده وفرض رأيه، أما الشخص الذي يطرح رأيه ويجعل الجميع يناقشونه ويسمح بإبداء الآراء الأخرى ومناقشتها، هو شخص متفهم ومتصالح مع نفسه.

ابواحمد

الشكر والتقدير لكل من قرأ الموضوع ولكل من شارك واسعدنى برأيه
تشرفت بمروركم جميعاً لكم مني خالص الدعاء بالتوفيق
والى لقاء اخر يجمعني بكم قريباً
اترككم في حفظ الله ورعايته

تميم

درر يا شيخنا الله يحفظك بس احيانا ظروف الحياه تجبر الواحد يتهاوش مع نفسه فواتير ما ترحم وارتفاع الاسعار وغلاء البنزين غير الديون تكاليف الحياه صارت مرهقه الكماليات صارت ضروريات تتهاوش عشان تسوي اقتصادي وتوازن الدخل مع المصروفات ما تزبط المعادله قد ما حاولت مافيه فايده ولو انشتاين عندي ما راح يقدر يوزن المعادله يا شيخنا ما ودي افك البقشه ومع هذا كله نحاول نتظاهر قدام الناس بالسعاده وراحة البال
صدقنى هذا حال الكثير كان الله في عون الجميع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *