لا تجعل بينك وبين نفسك خصامًا مستمرًا، تصالح معها أولاً بأول واسلك أفضل وأقصر الطرق إلى ذلك.
لماذا ؟
لأن تصالحك مع نفسك هو في الحقيقة تصالح مع الآخرين، وتصالح مع كل من حولك، ولو تصالح الجميع مع أنفسهم لتغير وجه الحياة، ولعمّ الأمن والسلام جميع بقاع الأرض، ولرفرفت السعادة فوق كل البيوت.
ولكن لو تأملنا واقعنا لوجدنا أن كثيرًا من الناس في خصام دائم مع أنفسهم، ويكثرون من اللوم، ومن جلد الذات.
لا بأس من اللوم لأن النفس قد تكون لوّامة، ولكن اجعل هذا اللوم سبيلًا للاصلاح وتفادي تكرار الأخطاء.
لا تتوقف في وسط الطريق، فقطار الحياة لا يتوقف.
استمر بإصلاح الخلل وأشعل شمعة بدلاً من أن تلعن الظلام!
إن الذين في خلاف مستمر مع أنفسهم هم أولئك الذين كثرت أخطاؤهم، وتزعزت ثقتهم بأنفسهم، وحصل منهم التقصير في أعمالهم، والفشل في حياتهم، وتكررت إخفاقاتهم، وكل ذلك ناتج عن تشتت الأفكار وعدم التركيز والانشغال بالتفاصيل بسبب الخلاف بين الشخص ونفسه.
لذلك يجب على الإنسان أن يجلس مع نفسه جلسة مصارحة ليضع النقاط على الحروف ويتأمل حاله ويستعرض الحلول لمشاكله، فهو وحده صاحب القرار وعليه أن يصدر قرار العفو عما فات ويطوي صفحة الماضي ويفتح صفحة جديدة لمستقبل خالٍ من كل أنواع التشويش الذي يؤثر على أدائه.
ليس خطأً أن تخطئ مرة ولكن الخطأ أن تعرف أنه خطأ ثم تستمر عليه!
تصالحك مع نفسك يعني أنك شخص خالٍ من المشاكل وجاهز للانطلاق نحو العالم الآخر.
تصالحك مع نفسك يعني أنك جاهز على منصة الانطلاق نحو الإبداع والابتكار والعطاء بكل قوة واقتدار.
تصالحك مع نفسك يعني أنك متصالح مع مجتمعك ومحيطك.
تصالحك مع نفسك يعني أنك قد تهيأت نفسيًا لشق طريق النجاح بعزم ونشاط.
وكل يوم تشرق شمسه هو بالنسبة لك يوم جديد بريء من أعمال الأمس الخاطئة.
كل يوم جديد يعني فرصة جديدة لمزيدٍ من إثبات الشخصية، وتحقيق الذات والشعور بطعم الحياة.
اجعل مساحة الأمل دائمًا عندك أبعد وأطول ما يمكن ..
ارسم لنفسك طموحات أكبر من إمكاناتك، وادخل في تحدٍّ مع نفسك، مرة تغلبها ومرة تغلبك لا بأس!
ومهما قابلتك من الصعاب فلا تيأس من النجاح ..
فالعزيمة الصادقة لا تعترف بالمستحيل .. ولا تتوقف حتى تبلغ محطة النجاح بإذن الله.
سليمان حامد الصحفي
مقالات سابقة للكاتب