سبق صحفي !

خصوصية الناس ليست مجال لكل عابث متطفل ، فالمدير بالمنشأة عندما يصور الموظفين بدون علمهم – لقصد الضبط والربط – يعتبر منتهكاً لخصوصيتهم ، ويحق للموظفين مقاضاة مديرهم بتهمة التجسس وانتهاك الخصوصية حتى لو لم تكن هناك أسرار يمكن أن يخاف من انتشارها ، فالجرم هنا يكمن باستغفال الناس دون علمهم والتدليس والتزوير ..

ديننا الحنيف زرع فينا من نعومة أظافرنا احترام خصوصيات الآخرين بداية من الوالدين وعدم الدخول عليهم بمرقدهم إلا بعد الاستئذان؛ فما بالك بمن ينتهك خصوصية مرضى لهم ظروف صحية لايحق لأحد أن يطلع عليها إلا الطبيب والفريق المعالج ، وما فعله الصحفي بأحد الصحف المحلية وانتحال شخصية طبيب بأحد المستشفيات بجدة يعتبر جرم غير مبرر ، فـ “وزارة الصحة” أهم شعار لها هو الحفاظ على سرية المريض وسجله الطبي وعدم الاطلاع عليه ، ويُمنع تسليم السجل الطبي للمريض نفسه أو أحد ذويه ، كما أن هناك كوادر طبية بالفريق العلاجي بوزارة الصحة؛ أول مبدأ عندها هو التعريف بنفسها حتى يكون المريض على بينة بمن معه وخصوصاً الإخصائيين الاجتماعيين والنفسيين ، وأي معلومات يحصلون عليها ليس من حقهم الإفشاء بها إلا للأسرة أو من يشارك بالعلاج ..

غير أن مافعله الصحفي هو انتهاك صارخ لخصوصيات مرضى .. فقد انتهك مبدأ العمل الاعلامي النزية وقام بالتصوير داخل منشأة والتجول فيها دون إذن من إدارتها مستغلاً بذلك كثرة المراجعين وكبر المنشأة ، وربما لا يعلم أن المستشفى الذي دخل إليه يخدم أكثر من 170 ألف مواطن؛ منهم من به تشوهات سمعية أو خلقية وبعضهم من ذوي الاحتياجات الخاصة ، وعدد المنومين فيه بستة أشهر فقط تجاوز الـ 5 آلاف مريض ، والكادر الطبي فيه كبير ويضم وجوهاً جديدة كل فترة ..

مافعله الصحفي هو عمل غير نظامي وترصد غير مبرر لايمكن السكوت عليه ، والنظام يجيز مقاضاته ومقاضاة الصحيفة التي تعتبر متواطئة معه بالعمل اللا إنساني ، فالسبق الصحفي لا يأتي على حساب أسرار الناس والضحك عليهم واستغلال حاجتهم للعلاج ، أو أن يعترض طريق المرضى والمراجعين – على أنه طبيب – ويصور للعامة بأن هذا اختراق ، وربما يكون ذلك مع مراجعين يدخلون المستشفى لأول مرة ولا يعلمون وجوه العاملين فيه .

ياسعادة الاعلامي المحترم .. الاختراق الحقيقي فعلاً ، عندما تتمكن من الجلوس على كرسي الطبيب والاطلاع على ملفات المرضى ، والسبق الصحفي المذكور هو عبارة عن تهريج لايقدم ولايؤخر وربما له غايات شخصية بحتة .

عايد عيد المحمدي

مقالات سابقة للكاتب

4 تعليق على “سبق صحفي !

اوجاع كاتب

سيدي هناك خلل في المنظومه الامنيه بالمستشفى حيث استطاع ان يتجول في طرقات المستشفى منتحل شخصيه طبيب وعمل ما عمل فليس هذا بسبق فقد سبقه من استطاع الجلوس على كرسي الطبيب والاطلاع على ملفات المرضى والكشف عليهم واجراء العمليات بشهادات مزوره فمات المريض ونجى الطبيب

المغربي

نعم باي حق ينتحل هذا الصحفي شخصية طبيب او ممرض
فين ادارة المستشفى؟
هناك خصوصية لكل مريض
وهناك حقوق يجب مراعاتها
اعتقد ان هذه سقطة للإعلام وتسيب إداري بالمستشفى
يجب أن لا تمر هكذا !!

الساطي

صدقت الأخ اخذ كم صورة بالبلطو بالسيب وقال اختراق بإمكان اي شخص يعملها الموضوع فيه ان واخواتها هو لو عمل تقرير صحفي بدون بالطو وانتحال شخصية طبيب ومقابلة الناس كإعلامي سياتي بنتائج افضل وتبين الخلل والكل سيصفق له

محمد الرايقي

قد لانتفق مع تقرير الصحفي المتجاوز لخصوصية المرضى ،
ولكن التقرير أظهر لنا ضعفاً كبيراً في المراقبة وقد تكون بداية لظهور قرارات تدعم الأمن والمراقبة داخل أسوار المستشفيات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *