هو منظرٌ من واقعٍ ميؤوسِ
وكذا أنا في حزنِه المحسوسِ
****
لمّا رأت منذ الطفولةِ أعيني
كفّاً وراء زجاجِها الملموسِ
****
قد خربشت بأناملٍ إذ فرّقت
قَطَراتِ ماءٍ للنّدى المرؤوس
****
قد قستُ فقهَ قياسِها بعنائها
إنّ العناء بقيْسِنا المَقْيُوسِ
****
فرعٌ وإنّي في القياسِ لأصْلُه
جدثاً غدوْتُ بقبرِه المرموسِ
****
ما كنتُ يوماً مدْركاً أبعادَها
إذ أشكلت بخداعِها الملبوسِ
****
بحدودِ فكري والفضولُ يقودني
نحوَ الهوى في حاضرٍ متعوسِ
****
في الحبِّ لم تخلصْ ولم تأمنْ به
تسعى بدَيْدنِ سائسٍ ومسوسِ
****
هل تَعْقِلُ الشّعرَ الذي ذوّبته
بقصائدي في سمْعِها المهموسِ
****
حتّى تدفّقَ غيثُ غيثِ بكائِـه
كالماءِ منفجراً من القُدْمُوسِ
****
مَزَجَتْ ذواتيَ في رقيق ذواتها
ونفوسَها في مستهام نفوسي
****
فإذا بها تهوى العداء َكغاشمٍ
تجتاحُني بخناجرٍ وتروسِ
****
ما كنتُ أحسبُ أنّ تحتَ ثيابِها
سوءاً يُقَارِعُ بُغْضُهُ لروؤسي