استهلاكنا.. إلى أين؟!

لا نحتاج إلى الكثير من التأمل لندرك حقيقة النمط الاستهلاكي المترف الذي سيطر على حياتنا وتغلغل بين طبقات مجتمعنا في السنوات الأخيرة , ولم تعد مظاهر البذخ والإسراف حكرا على عِلية القوم أو الأسر الثرية فحتى البسطاء أصبحوا يتنافسون في اقتناء السلع الغالية ويتسابقون لشراء كل ما تروج له الإعلانات والدعايات, وبلغ الحال ببعضهم حد الاقتراض من البنوك وتحمل ديون تثقل كاهله لسنوات , فقط لأجل السفر لعدة أسابيع, يعود بعدها ملوما محسورا يئن تحت وطأة الهموم.

لقد أصبح الحصول على كل جديد في عالم الهواتف وإقامة الحفلات لأبسط سبب وتغيير أثاث المنزل بشكل دوري فرضا واجبا على المستطيع والعاجز .

وبكل أسف تحولت هذه النزعة الاستهلاكية إلى طوفان حقيقي أغرق المجتمع وغيّر أولوياته ولوث قناعاته . والمؤلم أنها تزامنت مع شحٍ في الوظائف وتدنٍ بالأجور وازدياد معدلات البطالة وارتفاع أسعار السلع .

و كان هذا الهوس المادي على حساب أمور هي أجدر بالاهتمام والتنمية اجتماعيا وتربويا واقتصاديا . فنشأ في ظل هذا الفكر جيلٌ يرى الحياة تسوّق وسفر وماركات عالمية ومناسبات اجتماعية ويجهل أبسط أساليب التدبير والاقتصاد والتوفير .

والآن… إلى متى سنظل نتجاهل هذا الخلل وإلى أين سنصل ؟

علينا أن نستشعر حجم المشكلة وأن نقف مع أنفسنا وأجيالنا وقفة مسؤولة , وأن ننمي فيهم الفكر الواعي والإحساس بالمسؤولية والحرص على الموارد والبعد عن المظاهر التافهة  

وأن نستلهم الرشد والخير من هدي كتاب الله وتوجيهات نبينا صلى الله عليه وسلم في البعد عن كل صور الإسراف ( وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين ).آية 31 سورة الأعراف

بدرية الصبحي

مقالات سابقة للكاتب

16 تعليق على “استهلاكنا.. إلى أين؟!

ام الشيوخ

الله يعطيك العافية ا. بدريه
صحيح كلامك والمشكله لانقدر نتوقف عن المظاهر ولا الوضع الملدي يساعد
الله يعين

محمد صامل الصبحي

عرضٌ بناءٌ لسلوكٍ سلبي تجاوز وصفه بالظاهرة إلى كونه مشكلة اجتماعية معقدة تؤرقُ كاهل الأفراد والأسر ..
وبدأت ملامح آثارها جليّة كما بيّن المقال إذ تمخض عنه
ظهور مشكلات جديدة كالقروض البنكية وغيرها .
المقال جمع بين سهولة الطرح والالتزام الكامل بفنيات
كتابة المقال الصحفي .
بالع الشكر للكاتبة ودمتم سالمين .

الحربي

مقال وضع النقاط على الحروف
هذا الفوضى في الأستهلاك دمرت الناس وتضاعفت حالات ايقاف الخدمات بسبب الديون
نحتاج وعي مثل ماقلتي يا استاذه

وفاء عبدالرحيم الصعيدي

صدقت أ. بدرية .. هلكوا أسرهم وأولياء أمورهم بهذا البذخ.. والتقليد مازال مستمرًا من بقية العوائل.. نسأل الله السلامة .

شفاء الصبحي

الاستهلاك المترف اصبحت عادة عند الغني والفقير على حدٍ سواء بل اصبحت ادمان

تربوي

لغة المقال في غاية الرصانة والبلاغة
والافكار نوقشت بموضوعية ووضوح ورزانة
لمثل هذه الأقلام نرفع القبعات

حنان الصبحي

ظاهرة اجتماعية خطيرة، ويزداد الأمر سوء اذا تربى النشء على الإستهلاك المترف، وتلاشت معها قيمة القناعة والرضا ،وتوجه الإنفاق على الكماليات وتركت الضروريات ، نسأل الله السلامة

مفلح الصاطي

ما تحدثت عنه الكاتبة صار داء ينخر في جسد المجتمع ولابد من خلق أفكار عملية وطرق إجرائية للحد من تبعات هذا السلوك .
ولا يخفى كما أشارت الكاتبة لما انساق إليه حتى البسطاء ماديا لمواكبة غرور المجتمع .

أرى أنه لابد من تضمين المقررات الدراسية أفكارا تؤسس لثقافة استهلاكية متزنة تعتمد على ترتيب الأولويات وتقديم الأهم كما أنه لابد من زيادة جرعة ثقافة الادخار المالي للأسرة.

شكرا لكاتبتنا على طرقها هذا الموضوع الذي يعد من المواضيع التي تهم كافة شرائح المجتمع
شكرا لكاتبة المقال على اللغة الجميلة والعرض السلس.
وفقها الله لكل خير .

محمد البشري

صبرك عليهم شوي يا بدرية
كل هذا سوف يتغير
سنن الله لا تتغير ولا تتبدل ولا تحابي أحداً
النعم لا تدوم إلا بالشكر
وكفرانها سبب زوالها

ليلى الحربي

مقال جدا رائع وشرح بإسهاب قضية هوس الشراء وادمانه في نقاط واضحة وبإسلوب راقي وكيف انه اصبح داء ينتشر خاصة لدى الاجيال القادمة وفي ظل الاوضاع الحالية التي ترهق الفرد أكثر مما هو عليه في صحيح مسلم: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضيَ الله عنه قال: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ «أَحَبُّ الْبِلاَدِ إِلَى اللَّهِ مَسَاجِدُهَا وَأَبْغَضُ الْبِلاَدِ إِلَى اللَّهِ أَسْوَاقُهَا» صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهل يعني ذلك أن من تخرج أو يخرج للسوق إنما يكون في أبغض الأماكن لله وهو ما يعني أنك لا تأتيه إلا مضطرا لحاجة هل أحد من الناس يعي ذلك؟ 

بدرية الصبحي

وافر الشكر وجزيل الامتنان لكل الإخوة والأخوات ،
ردودكم القيمة أثرت الموضوع

أحمد بن مهنا

بمثل هذا الطرح نغذي فكرا يسير بنا نحو ثقافة واعية، لنعي بعدها قول الله تعالى (وكلوا واشربوا ولاتسرفوا إن الله لايحب المسرفين) ، جملة من الناس وأنا أحدهم صرنا منالا سهلا للجشعين ،وكثير من سلعهم لو لم نشترها لكانت في أسواق ( الأستوكات) ينادى عليها بريال. وكل ما أشارت إليه الكاتبة أو تمثلت به هو عينات من الحقيقة..
شكرا لك كاتبة المقال ، وتحية .

أ.نويفعة الصحفي

إستهلاك مترف .. تساوى فيه الغني والفقير ومتوسط الحال . داء أستفحل أمره ، وبان ضرره .. يجب أن يبتر ..وبتره بيد العقلاء بل بيدنا نحن أولياء الأمور جميعا متى ما أردنا فعليا وأستعنا بالله ..إلا أن المشكلة حقيقة عندما لا تكون هناك القناعة لدى الكبار في وقف هذا البذخ بحجة حتى لا يقال اننا اقل أو ما شابه ويكتفون فقط بالمناظرات حول الموضوع ولا يحركون ساكنا … فهذه أعظم وأدهى وأمر … وخلاصة القول القناعة كنز لا يفنى يجب أن نعيشها ونغرسها في أذهان أبنائنا بعيدا عن التقليد الأعمى . والذي سنكون عنه مسؤولين أمام الله تعالى ..
شكرا لك ا. بدرية جميل ان نسخر اقلامنا فيما ينفعنا .

بدرية الصبحي

أساتذتي … أ.أحمد وأ.نويفعة

شاكرة مروركم العاطر

وضاح

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا للكاتبه على هذه المقاله التى نتفق جميعا على ما ذكرته من الفوضى والتخبط والعشوائية التى نعاني منها في الاستهلاك.
نحن بحاجه ماسه لغرس مفاهيم الثقافة الاستهلاكية الصحيحيه من خلال التوعية والتربيه لرفع الوعي الاستهلاكي الإيجابي وإعادة صياغة ترتيب الأوليات في مشترياتنا وان يكون الإنفاق حسب استطاعتنا ومقدرتنا الماليه لاننا نعاني من خلال في القيم الاستهلاكية تبذير إسراف وهياط فذالك اسرع الطرق للدخول في عالم الفقر والديون وإلحاجه ومع الأسف أصبحت هذه الظاهره قناعه تحتاج المزيد لتغييرها خاصه عند الطبقة المتوسطه والفقيرة.
فعلينا ان نغرس ثقافة التوعية الاستهلاكية الإيجابية في ابنائنا وبناتنا ليس من خلال التنظير والتغنى بالمثاليات أمامهم التى سوف تتبخر بأول تصرف استهلاكى احمق نمارسه أمامهم بل من خلال التطبيق العملي الصحيح قد نحتاج إلى مزيد من الصبر والتشجيع لهم فهذا الابن سوف يكون رب أسرة وقدوه وهذه الابنة سوف تصبح زوجة تدير شؤون اسرتها فانا لا الوم الابن أو الابنة حينما تكون مطالبهم اكبر من مقدرتنا الماليه لانهم تربوا على ذالك وعلينا ان نحاول إصلاح هذا الخلل قدر المستطاع. حفظ الله الجميع

عبدالرحيم الصبحي - أبو أوس

في الحقيقة كلنا يعي هذه الحقيقة جيدا ولكننا نفتقد للقدوة وتمثل القدوة في حياتنا .
كلام يحكي واقعا مؤلما وكم حكمنا على أنفسنا بعادات وتقاليد مجتمعية وللأسف الكل يلوم والملام يختفي خلف الستار
لعل الحديث عن العادات الخاطئة والسلوكيات غير مرغوب فيها يجد يوما من يتبناه ولعل مبادرة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل كيف نكون قدوة تكون طريقا لعودة القيم العظيمة لهذا المجتمع العظيم
شكرا للكاتبة حمل هم من هموم المجتمع والتي تحتاج فعلا للنقاش والمناقشة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *