نعمةُ المطر

إيهِ من الخيرِ إقبالاً وإدبارا
ونعمةٌٌ قد بدتْ للهِ مدرارا

يمضي العِبادُ على خُلْفٍ ومعصيةٍ
والربُ يُغدقُ بالإحسانِ غفَّارا

ويبلغُ الضيقُ أحوالاً مغلغلةً
درسٌٌ بليغٌٌ يفيدُ الناسَ أسرارا

وتجأرُ البُهمُ من أوزارِ مالِكها
ويُسعفُ الخالقُ المفضالُ أبرارا

كمْ قدْ مضينا من الآثامِ في ضررٍ
لا نستفيقُ من الأوزارِ إصرارا

فيكرمُ الربُ من أفياءِ رحمتِه
مايدفعُ الهمَ أفراحاً وأنوارا

فيشملُ الفضلُ في أوساعِ مملكةٍ
في كلِ وادٍ يمورُ السيلُ أنهارا

فيصبحُ الخلقُ في أجواءَ باهرةٍ
ترى البشائرَ بين الناسِ أخبارا

ويخرجُ الناسُ من بُهرٍ ومرقبةٍ
نحو التنزُهِ في الآفاقِ أدوارا

مااجملَ العيشَ والأوطانُ ممطرةٌٌ
والروضُ يُنبتُ بالأنواءِ أزهارا

ياقومِ شُكراً لِمنْ أبدى فضائلَه
وجلَّلَ الأرضَ بالخيراتِ أمطارا

فنعمةُ اللِه لاتُحفظْ بمعصيةٍ
لكنَّها توقظُ الأخيارَ تِذْكارا

وتحملُ الجمعَ في أدبارِ معصيةٍ
في أِوبةٍ تُفرغُ الآثامَ أحرارا

قد حاطنا الربُ من أفضالِ نعمتِه
وخصَّنا من جليلِ المنِ أطوارا

مابينَ أمنٍ وإثراءٍ ومسبغةٍ
من النعائم تُضفي الجمعَ أستارا

فلايقينا من الأعداءِ في أمدٍ
إلا تآلفُ يضفي الروحَ أطهارا

ويُلجمُ الباغيَ الغدَّار ماجلبتْ
خبائثُ الجُرمِ في الإعلامِ أغرارا

غيثُ السماءِ إذا ما جادَ خالقُها
تلأْ لأَ الكونُ بالخيراتِ إبهارا

فجاهدوا النفسَ والاعداءَ مابرحوا
وآزروا خادمَ البيتينِ أنصارا

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

أ.د غازي بن غزاي العارضي
المدينة النبوية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *