هنا .. أيقنت أنها الخيرة

القصة الأولى:

في صيف 1400 حصلت أشهر حوادث الطائرات السعودية حيث كانت متجهة من الرياض إلى جدة وعلى بعد حوالي 200 كم من الرياض تقريبا حول القويعية بدأ أحد المحركات في الاشتعال فما كان من قائد الطائرة الكابتن ” محمد الخويطر ” إلا العودة بالطائرة إلى الرياض وفعلاً وصلت وهبط بها في مطار الرياض القديم.

ولكن لكونها المرة الأولى ولقلة خبرة رجال الدفاع المدني في التعامل مع مثل هذه الحالات فقد فشلت جهود الإنقاذ وتوفي الركاب رحمهم الله جميعا وعددهم يقرب من ال 200 راكب الطائرة من نوع ترايستار .

المثير في الأمر أن اثنين من الركاب تأخرا عن الرحلة بسبب أن أحدهما كان نائما والآخر حصل له ظرف فلم يلحقا بالطائرة وكانا يشتكيان في المطار حتى جائهما الخبر باحتراقها ..! هُنا .. أيقنا أنها الخيرة .

القصة الثانية:

تحكي إحدى الأخوات أنهم في إحدى سفراتهم للقصيم براً كان أخوهم هو من يسوق السيارة لكنه وقبل أن يصل بهم للطريق السريع خرج من مخرج خاطئ فاضطروا أن يعودوا للرياض مرةً اخرى ! فبدئوا بالتذمر وأنهم سيتأخرون.

وفي هذه الأثناء وهم داخل الرياض إذ بالسيارة تتعطل ! وكان كما يبدو أن العطل يحتاج وقتاً طويلاً لتصليحه فإذا بهم يحمدون الله أنهم لم يخرجو مع المخرج الصحيح وإلا لكان العطل في الطريق السريع في مكان قد يكون خاليا من أي محطة ! هُنا ..أيقنو أنها الخيرة ! .

القصة الثالثة:

في إحدى الرحلات لعائلة مكونة من طفلين ووالديهما كانوا متوجهين براً إلى الشام وحينما وصلوا إلى القريات كان لهم أقاربا في تلك المنطقة فأرادوا السلام عليهم.

تقول الأم المسافرة أن قريبتها تلك كانت في كل جلستهم تحكي عن ابنتها المتوفاة من مدة قريبة وعن مدى فقدها لها لدرجة أنها جاءت لها بملابسها وكتبها وألعابها وبدأت بسرد القصص عنها وهي تبكي بحرارة تقول الزائرة : إني حينها ندمت كثيرا على تلك الزيارة فانا وعائلتي قد جئنا للتنزه وتغيير الجو ولم يدر ببالي أن قريبتي ستكون نفسيتها كذلك!

المهم أننا ودعناهم وذهبنا لنكمل طريقنا وفي أثناء ذلك أحسست بألم شديد بإحدى أسناني فاضطررنا للوقوف في إحدى مستوصفات تلك المنطقة لأُعالج هذا السن .

وحينما أخذت الدكتورة بعلاجي سمعنا صوت صراخ غريب خرجت من العيادة فزعة من هذا الصوت وإذا بابني الصغير ملقى ودماءه تنزف على الأرض بسبب شاحنة دهسته للتو.

تقول : ومشهد ابني أمامي لم أتذكر إلا تلك الأم المكلومة التي فقدت ابنتها وكيف أني لست وحدي أعايش هذا الشعور فأحسست برغبة عارمة بالبكاء ليس لان ابني قد مات فقط ولكن لأني استشعرت رحمة ربي بي حيث قابلت تلك المرأة قبل أن يموت ابني كي يسكن قلبي بأني لست وحدي من فقد ابنا له ! بعدها عدنا إلى نفس أقاربنا أولئك وشاركونا ترحنا وعزائنا وهُنا .. أيقنت انها الخيرة ! .

قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ ، وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلا لِلْمُؤْمِنِ ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ ) رواه مسلم.

 

الإدارة :

نرجو من الأخ الذي أرسل هذه المشاركة أن يكتب اسمه أو كنيته أو الاسم المستعار لأنها وصلتنا من دون اسم وشكرا له على المشاركة الهادفة.

 

 

تعليق واحد على “هنا .. أيقنت أنها الخيرة

س

أنا من رتب هذه القصة وانتشرت منذ زمن لكن أتمنى التعديل وحذف عبارة ( لقلة خبرة رجال الدفاع المدني ) فالله أعلم بالسبب والله أعلم أنهم بذلوا أقصى جهدهم ، رحمهم الله جميعاً

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *