على “أحمدَ الحربيِّ” دمعي وحرقتي!

الشاعر ماجد الصبحي يرثي الفقيد الشهيد أحمد بن حميد بن رجاح القريقري ضحية مشاجرة الحمدانية بهذه القصيدة:

إلى اللهِ رَجْعُ الأمْرِ، والأمْرُ فاجعُ
وكلٌّ إلى الرّحمن..ِ لا بـدَّ خاضعُ

هو الموتُ سهمٌ إن أصابَ فقاتلٌ
وإن لم يصبْنا فالسّهــامُ رواجعُ

وفي كثرةِ الأسبابِ للهِ حكمــةٌ
تعدّدنَ أسباباً، وما الموتُ قانعُ

وللعُرْبِ أحــــوالٌ يُميِّزْنَ أصٍلَها
وفرقُ أصيلٍ عــن دخيلٍ لشاسعُ

لعمْري جسيمٌ خطبُ أهلي ومؤلمٌ
أتاني من الأنباءِ ما هـــــو ذائعُ

هو الحــرُّ لمّا ذادَ عن عِرْضِ حرّةٍ
تسامى إلى العليا، وما هو جازعُ

هو الحيُّ في روضِ الكرامةِ والرّضى
قريرٌ بمـــــا يُؤْتى وفي الخلْدِ راتعُ

فما مات شهمٌ ذو إبــــاءٍ ونخوةٍ
شهيدٌ ـ وربّي ـ والفعالُ شوافعُ

أقولُ بطرفٍ ساجمــــاتٍ دموعُه
وقلبٍ ونفْسٍ مــــن أسايَ تنازعُ

وفي بذْلِها كم أدفــعُ الغبْنَ داخلي
ولن تطْفىء القهْرَ العصيَّ المناقعُ

لقد كانَ عنوانَ المكــــارمِ والنّدى
دهتْه بريعـــــانِ الشّبابِ الفواجعُ

على أحمدَ الحربيِّ دمعي وحرقتي
ودينيَ ذوّادٌ…… وشعري يدافـعُ

أجاورُ أعدائي…….. وجاورْتَ ربَّنا
إذِ اختارَكَ المولى، فنجْمُكَ ساطعُ

لعمْريَ هذي ميْتةُ العـــــزِّ مولدٌ
فلا هو ميْــــتٍ في المقابرِ قابعُ

لعمْري سفيهٌ من رمـــاه بغدْرِه
سعى خلــفَ غدّارٍ له اللهُ واضعُ

ألا إنّما القَرْمُ العريــــبُ أَرومةً
لتأْبى عليه أن يهـــونَ الدّوافعُ

إذا قامَ فردٌ مــــن قبيلٍ بفعلةٍ
فما كــلُّ من فيها بذلـكَ ضالعُ

فمن قامَ بالفعلِ الدّنيءِ فإنّما
جزاؤه بالمثــلِ الذي به واقعُ

وإلاّ فقد راحت حقوقٌ وضُيّعت
وكلٌّ بثأرِ الجاهليّــــةِ ضائـعُ

فيا أوجهَ الخيرِ الكرامَ تناصحوا
بشرعٍ لـه كـــلٌّ منيبٌ وخاضعُ

فذا حكمُ ربِّ العرشِ أكرمْ بعدلِه
وليسَ لنا إن لم نحكّمْـــه شافعُ

أيا طعنةً من كــفُّ غدرٍ خسيسةٍ
أراقت دمَ الحامي، وما هو خانعُ

جلبتم بفعلِ الخزْيِ خزياً لذاتِكم
فما مثّلت قحطانَ تلكَ الفظائـعُ

حذارِ من الجهلِ المدمِّرِ يلتظي
فتسودَّ من نارِ العـداءِ المرابعُ

وعودوا إلى ما قد قضى اللهُ وحْدَه
ففي شرْعِه الإنصافُ يا قومُ سارعوا

ولا تتركوا نارَ العـــداوةِ والهوى
تشبُّ وتضْرى حينَ تجري الوقائعُ

نصحْـــتُ بني قومي ويعلمُ ربُّنا
بأنّيَ مفجـــــوعٌ، وعنهم أدافـعُ

ولكنّني راضٍ بأحكـــــمِ حاكـمٍ
وليسَ لنا من غيرِ حكْمِـه شارعُ

قصدْتُ بشعري وجْـهَ ربّي وأبتغي
صلاحاً وإصلاحــــاً، وبئسَ التّنازعُ

•••••••••••••••••••••••

ماجد الصبحي

2 تعليق على “على “أحمدَ الحربيِّ” دمعي وحرقتي!

ابن بذال

لافض فوك شاعرنا ابا عبدالملك قد قلت واجدت وكتبت فابدعت فصيحة مليحة في القتيل غدرا احمد حميد رجاح نتفع القريقري رحمه الله واسكنه فسيح جناته .
اسال الله العظيم ان يبدلك بكل حرف منها حسنات ويرفع لك بها الدرحات .
طاب مداد بوحك وسلم فكرك اخي ماجد الصبحي .

ماجد الصبحي

الله يبارك فيك واسعدتني هذه الدعوات الصادقة ولك مثلها يااستاذي الفاضل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *