لم يَعُد قانون نيوتن “لكل فعل ردة فعل” يكفي ولا حتى “رد الصاع صاعين”يشفي.
هل أصبحنا نعيش اليوم في أزمة قيم وأخلاق؟! ولِمَ أصبحنا مجرد ردات فعل في زمن طغت عليه الأفعال السيئة واللامسؤولة.
ولماذا فقدنا ثقافة التسامح؟!
هل أصبح كل منا شاهراً سيفه ومتحفزاً لأي كلمة أو حركة أو تصرف مقصود أو غير مقصود من الطرف المقابل؟
أصبحنا ندخل في النوايا ونصدر الأحكام عليها وننفذ العقاب ، من دون أن نمنح الطرف المقابل فرصة ليدافع عن نفسه ، لم يعد لحسن النية مكان في حياتنا واختفت مقولة ” خير الناس أعذر الناس ” .
العديد من مدربي التنمية البشرية يؤكدون بأن الإنسان محكوم بتصرفاته وما يبدر منها من ردود إيجابية أو سلبية، والتي يعتبر مركزها سلوك الفرد موضحين بأن من أنسب الأوقات التي تُختبر فيها الشخصيات هي أثناء الأزمات وحالات الانفعالات حيث تعتبر ردود الفعل الناتجة من البشر عمل إرادي خلاف ما يظنه الكثير من كونه عملاً
لا إرادي لا شأن لصاحبة به ولا سلطان عليه، فكل ما يصدر منّا عبارة عن سلوكيات خاضعة لاختياراتنا ولدينا كامل السيطرة عليها.
نصلي الفرائض ونتجاهل حسن الخلق ، نتحمل عناء صيام الاثنين والخميس ولا نتحمل كلمة سمعناها من أحدهم في لحظة غضب، نطلب من الله استجابة دعائنا وأن يغفر لنا ولا نسامح من أساء لنا.
أصبح الخلاف بدايته كلمة أو نظرة أو خلاف على أمر بسيط ويتطور حتى يصل لإزهاق
الأرواح !
ولعل ما عمّق أزمة غياب التسامح بين أفراد المجتمع اليوم هو عدم احترام الكبير ولا العطف على الصغير وغياب القدوة وغياب ثقافة الحب والعطف في المنزل وعدم الرجوع للقيم الإسلامية التي تزرع فينا التسامح والتآخي وتجاهل أخطاء الآخرين.
ولعل أهم ما أختم به مقالي قوله تعالى في سورة آل عمران (.. وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين)
فيصل الزهراني
مقالات سابقة للكاتب