رَد الصّاع بِرد ثلاثي الأبعاد!

لم يَعُد قانون نيوتن  “لكل فعل ردة فعل” يكفي ولا حتى “رد الصاع صاعين”يشفي.
هل أصبحنا نعيش اليوم في أزمة قيم وأخلاق؟! ولِمَ أصبحنا مجرد ردات فعل في زمن طغت  عليه الأفعال السيئة واللامسؤولة.

ولماذا فقدنا ثقافة التسامح؟!
هل أصبح كل منا شاهراً سيفه ومتحفزاً لأي كلمة أو حركة أو تصرف مقصود أو غير مقصود من الطرف المقابل؟

أصبحنا ندخل في النوايا ونصدر الأحكام عليها وننفذ العقاب ، من دون أن نمنح الطرف المقابل فرصة ليدافع عن نفسه ، لم يعد لحسن النية مكان في حياتنا واختفت مقولة ” خير الناس أعذر الناس ” .

العديد من مدربي التنمية البشرية يؤكدون بأن الإنسان محكوم بتصرفاته وما يبدر منها من ردود إيجابية أو سلبية، والتي يعتبر مركزها سلوك الفرد موضحين بأن من أنسب الأوقات التي تُختبر فيها الشخصيات هي أثناء الأزمات وحالات الانفعالات حيث تعتبر ردود الفعل الناتجة من البشر عمل إرادي خلاف ما يظنه الكثير من كونه عملاً
لا إرادي لا شأن لصاحبة به ولا سلطان عليه، فكل ما يصدر منّا عبارة عن سلوكيات خاضعة لاختياراتنا ولدينا كامل السيطرة عليها.

نصلي الفرائض ونتجاهل حسن الخلق ، نتحمل عناء صيام الاثنين والخميس ولا نتحمل كلمة سمعناها من أحدهم في لحظة غضب، نطلب من الله استجابة دعائنا وأن يغفر لنا ولا نسامح من أساء لنا.

أصبح الخلاف بدايته كلمة أو نظرة أو خلاف على أمر بسيط ويتطور حتى يصل لإزهاق
الأرواح !

ولعل ما عمّق أزمة غياب التسامح بين أفراد المجتمع اليوم هو عدم احترام الكبير ولا العطف على الصغير وغياب القدوة وغياب ثقافة الحب والعطف في المنزل وعدم الرجوع للقيم الإسلامية التي تزرع فينا التسامح والتآخي وتجاهل أخطاء الآخرين.

ولعل أهم ما أختم به مقالي قوله تعالى في سورة آل عمران (.. وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين)

 فيصل الزهراني

مقالات سابقة للكاتب

3 تعليق على “رَد الصّاع بِرد ثلاثي الأبعاد!

ديلاور

لماذا ابتعدنا عن اخلاقنا وقيمنا ؟ مالذي حدث لنا؟
لماذا نزايد ونتنمر على بعضنا البعض ؟
لماذا اصبح البعض شغلهم الشاغل البحث عن الخطايا وتصيد الهفوات وتصنيف عباد الله وبكل بلطجه ينصبون أنفسهم أوصياء على الاخرين بل هناك من قفز فوق دور البلطجه الأخلاقية واصبح يمارس دور السلطه التأديبه والتشريعيه والتهذبيه على الاخرين حسب اهوائهم وأمزجتهم بعيدا عن القيم والمبادئ والأخلاق لقد تجاوزوا الحدود
الاستاذ فيصل ما ندعيه اليوم من مثاليات وقيم ومبادئ في غالبها ماهي الا كلمات تكتب اوحديث مجالس وشعارات جوفاء لاقيمة لها في ظل غيابها عن الواقع لاننا ببساطه شديده جدا ابتعدنا عن هدى النبوه وأصبحنا اما أسرى لدى المتشددين او ضائعين في متاهات التحرر .
ولكن هل نملك الشجاعة ونعترف باننا الذين فعلنا هذا بأنفسنا ! وهل بمقدورنا ان نتخلص من هذا الغول المدمر الذي استوطنا دواخلنا لعلنا نسترد البعض من ما فقدناه وما أضعناه وان لا نضيع الوقت في البحث عن المبررات فذالك من ابسط الطرق وأيسرها للهروب من المواجهه وان لا يكون دورنا مثل دور هيئه الأمم المتحده اطالة امد الأزمات وليس حلها

إبراهيم يحيى أبوليلى

الاستاذ فيصل لا فض فوك مقال كل مجتمع بحاجة اليه وحقيقة ارجو ان تتوالى مثل هذه المقالات بين فينة وأخرى نعم مقال يدعو الى القيم الاخلاقية النبيلة للاسف نحن نعيش ازمة اخلاقية بل ضيق اخلاقي الظن السيء عدم اعطاء الاخر الحق في الدفاع عن نفسه وتبرير تصرفاته فقط نحكم بالظن والغضب لاتفه الاسباب وعدم تحمل بعضنا امور يعلم الله لم تكن من عاداتنا عدم احترام الكبير احتقار وازدراء بعضنا الحكم بالمظاهر واشياء كثيرة ان اردنا ان نفندها نحتاج الى صفحات وصفحات على العموم المقال يحتاج حقا الى تفاعل كبير من القراء للفائدة ونسال الله ان يثيب الكاتب القدير الاستاذ فيصل جزيل الثواب على النصح وان يجعل ذلك في موازين حسناته وتحية لصحيفة غران التي حقيقة تنتقي المقالات ذات الاهداف السامية والفائدة الجمة … تحياتي للجميع.

فريد محمد الغصن

الأستاذ فيصل
كلماتك جميلة والأجمل أسلوبك المعبر الذي ينم على محتوى فكري فعال
ومقالك هذا الجميل الذي ناقشت فيه بعض السلوك الفردي في مجتمعنا
إنما يدل على بعد النظر لديك لافوض فوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *