لا شك في أن العلم يوسع أفق الانسان الذي يطلب العلم للعلم فقط، ويوسع مداركة ويعطيه قيمة اجتماعية في المجتمع ولقد حث ديننا الحنيف على طلب العلم لأن عبادة الله بعلم خير من عبادته بجهل اذ يجعله يدرك ما هو الحق وما هو الباطل والمعلم هو خط الدفاع الأول في المجتمع من ناحية تعليم الناس أمور دينهم ودنياهم وكما قيل
العلمُ يرفعُ بيتاً لا عماد له
والجهلُ يهدم بيت العزِ والشرفِ
وبالعلم ترتقي الأمم وتُحتَرم وتكون لها مكانتها المرموقة بين الأمم والمجتمعات وعلى المعلم أن يدرك هذه القيمة وانه يتبوأ مكانةً لا تضاهيها مكانة فكل الأمم التي نراها اليوم قد احتلت الصفوف الأولى في التطور والحضارة كانت أول شيء عملته هو الاهتمام بالعلم بتكريم المعلم وبذلت كل الجهد في تطوير اساليب العلم وكذلك تطوير المعلم واخراجه بصورة تليق بما يحمل من رسالة سامية …
قال أمير الشعراء أحمد شوقي ..
قُـم لِـلـمُـعَـلِّمِ وَفِّه التَبجيلا
كـادَ الـمُـعَـلِّمُ أَن يَكونَ رَسولا
ونحن نعلم أن الطفل بعد ولادته يبدأ ولداه بتعليمه الآداب والأمور التي تنير دربه وعقله ثم بعد ذلك يدفع إلى معلم هذا في السابق أما اليوم وبعد ظهور المدارس النظامية أصبح من الواجب على الأهل أن يهتموا بإرساله إلى المدرسة ودور العلم وهنا ينتقل من مرحلة أدنى إلى مرحلة اعلى حتى يتخرج وقد شرب قلبه العلم والمعرفة ليقوم هو بدوره بتعليم الجيل الذي يليه وهلم جرى وإذا قلنا أن المعلم قيمة تربوية ومكانة اجتماعية فأننا نعني تماما هذا المسميات ولأننا نرى منذ أن وعينا على الدنيا أن كل مجتمع يحترم ذاته ويريد أن يطور نفسه لا بد و ان يعطي للمعلم مكانته من احترام وتقدير لذا على المتعلم أن يدرك ما يجب عليه تجاه معلمه وما حق العلم عليه ..
قال عمر الفاروق رضي الله عنه
:(قَالَ عُمَرُ رَحِمَهُ اللَّهُ : ” تَعَلَّمُوا الْعِلْمَ وَتَعَلَّمُوا لِلْعِلْمِ السَّكِينَةَ وَالْحِلْمَ وَتَوَاضَعُوا لِمَنْ تُعَلِّمُونَ ، وَلْيَتَوَاضَعْ لَكُمْ مَنْ تُعَلِّمُونَ وَلا تَكُونُوا مِنْ جَبَابِرَةِ الْعُلَمَاءِ ، وَلا يَقُمْ عِلْمُكُمْ مَعَ جَهْلِكُمْ “) فعلى من يريد تحصيل العلم مراقبة الله الذي وهب ويهب العلم كما قال الشافعي…
شَكَوْتُ إلَى وَكِيعٍ سُوءَ حِفْظِي …. فَأرْشَدَنِي إلَى تَرْكِ المعَاصي
وَأخْبَرَنِي بأَنَّ العِلْمَ نُورٌ…. ونورُ الله لا يهدى لعاصي
فعلينا ان درك قيمة العلم والمعلم وان نتواضع ونخفض الجناح لمن نتعلم منه فأنه يقدم لنا خدمة ومعروفا ربما لن نستطيع ان نوفيه اجره وجزاءه …
وما ضاعت بعض المجتمعات إلا بإهمال العلم وذلك بإهمال المعلمين ويجب أن ندرك تمامًا (إن العلماء هم ورثة الانبياء) كما أخبر الصادق المصدوق ﷺ وتقدير المعلم يدل بما لا مجال فيه للشك على وعي ورقي وسمو الأمة والمجتمع الذي يكون هذا شأنها ولن يضيّع الله أجر من أحسن عملًا وهنا أهيب بالمتعلمين بأن وجود معلمي الناس الخير نعمة وفضل من الله فالمخلص منهم تجد همه الأول هو إخراج جيل واعي يقف أمام الدنيا ليحارب الجهل ولتعيش الأمة في طمأنينة وسكينة وسلام وترتفع راياتها بين الأمم على أنها أمة رفعت راية العلم وجعلتها هي الراية الأولى التي تقتحم بها معترك الحياة وتزاحم الامم بالعلم والمعرفة وتجعل من المعلم بحق قيمة تربوية ومكانة واجتماعية .
إبراهيم يحيى أبوليلى
مقالات سابقة للكاتب