حنانيــكِ يا سمراءُ إنّي لمرْهقُ
وإنّي بأمــواجِ المراراتِ مُغْرقُ
فلم يُبْـقِ منّي الحـــبُّ إلاّ بقيّةً
وما العودُ مخضرٌّ ولا الجنْيُ مُغْدِقُ
سوى صفصفٍ قفْرٍ وقبرٍ وقَفْلَةٍ
ورملٍ وأطــلالٍ ورمضاءَ تحرق
ذواتينِ مـــن أُكْلٍ وخَمْطٍ وأثلةٍ
وسدرٍ وذكرى بالمواعيدِ تبرقُ
حنانيــكِ ياسمراءُ رفقاً بحالتي
فإنّي على عزمي أشدُّ وأوثـقُ
هنالــكَ آرابي وسرّي وغايتي
أهشُّ علـى حزني وحيناً أفرّقُ
على فألِ آمالــي أسيرُ وأتّكي
أرى الدّربَ في ليلِ العشيّاتِ يشْرقُ
حنانيكَ ـ وايْمُ اللهِ ـ فالجسمُ منهكٌ
وحالي على حالـي ينوحُ ويشفقُ
دعيني وشأني يا بنةَ الحيِّ وابتغي
سوايَ بهيجاءِ اضطرامِـــكَ يُسْحَقُ
فلا نفعَ يجدي في ابتسامٍ وقبلةٍ
ولثمٍ وخمرٍ، حيثُ حزني معتّـقُ
ولا الضّمُّ والتّرياقُ يشفي صبابةً
ولا الحبُّ يجدي لو تعمّدْتُ أعشقُ
دعيني بذكرى الحبِّ أحيا لعلّني
أرى قفرَ نسيانـي بخيرِه يدْفقُ
عسى عارضُ الإمطارِ إن حلَّ صيّباً
يجلّي متـــونَ اليأسِ عنّي ويزهقُ
سئمتُ تكاليــفَ المداراتِ ساعياً
إلى زوجـةٍ أرضى هواها وتصدقُ
أراها بعيني تملأُ البيتَ بهجـةً
وتُضْفي علينـــا بالودادِ وترْفقُ
تقاسمني حلــوَ الحياةِ ومرَّها
وفي جانبي تغدو إذا الكلُّ أملقوا
كأني وريـثُ الحبِّ وحـدي تخصّصاً
تعاهدنــــي غدراً، فما فيه موثقُ
تنازعني أطمــــاعُ أهلي تعسّفاً
وتأتي على نفسي وتبْري وتُرْهِقُ
••••••••••••••••••••••••••••
ماجد الصبحي