بين ماضي وحاضر لا تختلف عادات وأوقات المتسحرين في شهر رمضان المبارك كون الوقت المعروف يبدأ من منتصف الليل حتى أذان الفجر , يتناول فيها الصائم وجبةً رئيسية ليختتم بها الوجبات الغذائية تراتبياً منذ إعلان دخول وقت الإفطار مع أذان صلاة المغرب.
ولما تشتهر به المملكة العربية السعودية من تنوع في الوجبات الغذائية فإنها تعد البديل لوجبة العشاء إذ تتضمن عادات مختلفة ومتنوعة وفقاً لما أصبح عُرفاً لدى المجتمع باختلاف عاداته وتقاليده.
وبين العادة والعبادة يحتم على الصائم أن يغير برنامجه الغذائي ليصبح أمام تنظيم يتطلب منه أن يعوض حاجة الجسم الذي يصوم طوال النهار وفق ما أوجبه الله في الركن الرابع من أركان الإسلام ليصوم عن الطعام والشراب والمحذورات في نهار شهر رمضان.
ولحاجة الجسم إلى الغذاء الدائم فإن وجبة السحور تمثل أهمية كبيرة للصائم في ظل حاجة الجسم إلى عناصر غذائية مهمة وأساسية تساعد على إكماله للصيام دون أن يلحق به الجوع والعطش .
وحظيت وجبة السحور بتوجيه نبوي للصائمين كافة ، حيث ورد في صحيح البخاري الذي رواه أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقوله : ( تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً).
وتشكل وجبة السحور أهمية صحية للصائم كونها تحافظ على التوازن الغذائي من خلال عناصر غذائية مهمة يحتاجها الجسم طوال اليوم إلى جانب تخفيف الأعباء على الجهاز العصبي والمخ والأجهزة الحيوية الأخرى في الجسم .
وتشير الأخصائية في مجال التثقيف الصحي ريوف خالد اليوسف إلى أن وجبة السحور تجنب الصائم حدوث الإعياء والصداع أثناء نهار رمضان، لا سيما إذا احتوت وجبة السحور على عناصر غذائية متنوعة ومكتملة, تسهم في منع الكسل والخمول والرغبة في النوم أثناء ساعات الصيام، وتمنع فقد الخلايا الأساسية للجسم, وبالتالي فإن وجبة السحور تنشط الجهاز الهضمي، وتحافظ على مستوى السكر في الدم خلال فترة الصيام لأنها تمثل امتداداً لوجبة الإفطار والعشاء.
ولفتت اليوسف النظر إلى أهمية أن تكون وجبة الإفطار غنية بالسكريات والبروتينات, ثم يتم تتابع التغذية للجسم بالألياف والسوائل حتى وجبة السحور التي يجب أن يراعى فيها حاجة الجسم إلى الكثير من الفيتامينات بما في ذلك فيتامين ” سي ” الذي يعطي الجسم نشاطاً وحيوية حيث تعد العصائر الطازجة خصوصاً قمر الدين والتمر الهندي والفواكه إحدى أهم ما يمكن أن يركز عليه الصائم في السحور إضافة إلى النشويات والبروتينات وما يمكن تعويضه في فيتامين ” دي ” وتعديل نسب الدهون مع أكل البيض واللحوم بتنوعها والأجبان والألبان الغنية بالماء والفيتامين ” بي ” .
وحثت على التركيز على الوجبات بطيئة الهضم التي تراعي الشروط الصحية وتعطي الجسم الحيوية دون أن تسبب العطش والجوع خلال نهار رمضان حيث يجب الامتناع عن تناول المأكولات المشبعة بالدهون الصعبة الهضم والسكريات التي تؤدي إلى فرز البنكرياس كميات كبيرة من الأنسولين التي تخفض نسبة السكر في الدم وتعرض الصائم للاختلال وعدم التوازن.
وأفادت أن العادات لدى الكثير من المجتمعات على مستوى العالم الإسلامي تختلف في تنظيم وجباتهم الغذائية في رمضان لذا فليس بالضرورة تشابه الوجبات بين الصائمين بمجرد القراءة في وسائل الإعلام في الجانب الصحي, محذرةً اليوسف من تتبع بعض التوجيهات الصحية التي تطرح في بعض وسائل التواصل الاجتماعي إذ أن تغيير العادات الإيجابية إلى عادات سلبية في التغذية يشكل خطراً على الصائم في الجانب الصحي، مشيرة إلى أنه ليس بالضرورة أن تتساوى الوجبات الغذائية في الأصناف لدى الجميع وبالتالي فإن وجبة السحور هي الوجبة التي تؤمن الصائم في نهار رمضان بالأغذية السليمة.