ما للخمائـــلِ قد راقـت مباسمُها
وأفعـــمَ الكـــونَ أطياباً نسائمُها
قالوا أهـلَّ هلالُ الصّومِ وانسكبت
سحائــبُ الخيرِ وانثالـت غمائمُها
قالوا: بأنّ جنانَ الخلدِ قد فُتحــت
أبوابُها وازْدهــت حسْناً عوالمُها
بشراكمُ…. رمضانُ الخيرِ يغْمرُنا
برحمـةِ اللهِ قـــد درّت مكارمُها
فيه تنالــــــونَ إسعاداً ومغفرةً
وتبْلغون المنى تَنْــدى مغانمُها
وتُكْرمون بعفْـوٍ واسعٍ….صغرت
فيه الذّنـوبُ إذا تُمْحـى مغارمُها
واللهُ أعتقكم مــــــن نارِه كرماً
أعْظـمْ بجنّاتِ خلْـدٍ طابَ دائمُها
إن الشّياطينَ في الأصفادِ خاسئةٌ
مصفودةُ القيدِ قد غُلّـت قوائمُها
يا مسلمون أتاكـــم شهْرُ رحمته
فاستمطروا رحمةً تهْمي سواجمُها
وأَكرمـوه بمـا اسْطعتم ولا تهنوا
إنّ العبــــادةَ أضعافٌ غنائمُهـا
وأحْرزوا فضْلَه واستوهبـوا منحـاً
مــن نُعْمياتٍ جليـلاتٍ مواسمُها
صوموا النّهارَ وقوموا ليلَه وسلوا
دارَ الخلودِ التي قد ماتَ هادمُها
ليس الصيام بمن قد قيلَ صائمُها
ولا الليالي لمن قد قيل قائمُها
إنّ القيامَ وصـومَ المــرءِ مرتهـنٌ
بصـومِ ألسنةٍ سُلّـت صوارمُهـا
سلوا الكريــــمَ قبولاً طيّباً حسناً
بأحسنِ الأجرِ يُجْزى اليومَ صائمُها
وآخــــرُ الصّومِ عتْــقٌ لا يماثلُـه
عتقٌ، ودارٌ.. ومــا دارٌ تزاحمُها
بجنّـةٍ تسعُ الدّنيا……. وضرّتَهـا
ولا رأى حسنَها الأخّــاذَ حالمُها
ولا العيون التي قد شاهدت عجباً
ترْقى إليها ولا وصْـفٌ يلائمُها
جلّت عن الوصْفِ لم تسمعْ بها أذنٌ
وقد تفطّـرَ باغيهــــا وهائمُها
شيءٌ عظيمٌ ولـم تخْطرْ خواطـرُه
وكيفَ يُوْصـَفُ بالألفاظِ عالمُها
فكيــــف نلْهو بشهْرٍ لا يشابهـه
شهرٌ… وهْـوَ للخيراتِ ناظمُها
يستجلبُ النّورَ يستقصي منائـرَه
فتنجلـي أنفسٌ خـارت عزائمُها
يا فرحةَ العُتَقـاءِ الصِّيْـدِ أكرمَهم
ربُّ السّماءِ وحسْنُ الختْمِ خاتمُها
•••••••••••••••••••••••••••
أحمد مثقال القشعم