رسائل مبتعث – ١١

الرسالة الحادية عشر

أول ما سأبدأ به معك قبل أن أسترسل وأنسى ، هو الجي أر إي (GRE) ، وكذلك أخوه أو ولد عمه الجيمات (GMAT) وهذان الإختباران مخصصان لمن يريد الدراسات العليا أي دراسة الماجستير ودكتوراه وهو للجميع حتى الإمريكان ، فبعد اللغة الإنجليزية والإنتهاء من الحصول على الدرجة المطلوبة ، فإنه بالنسبة لذوي التخصصات العلمية مطلوب منهم إختبار GRE وهو Graduate Record Examination ومهمته قياس مستوى الطالب في الكتابة التحليلية ، الرياضيات ، المفردات اللغوية ، والتفكير المجرد أي الغير إنحيازي. أما ذوي التخصصات الإدارية فمطلوب منهم إختبار إسمه   GMAT ، وهو  Graduate Management   Admission Test  وكسابقه مهمته  أن يحدد مستوى الطالب في الكتابة التحليلية ، المفردات اللغوية ، والرياضيات ، والتفكير المجرد ، وعادة الجي أر إي به أسئلة رياضيات أكثر ، أما الجيمات فيركز على الجانب اللغوي والتحليلي أكثر وفي الأثنين هناك بعض الأسئلة عن الفيزياء ، وهذان الإختباران هما “البعبع” الذي يُخوف معظم طلبة الماجستير والدكتوراه وكالعادة كلما تقابل شخص منهم يقول لك ، أنا خايف من الجي أر إي أو يقول لك خايف من الجيمات . وعلى فكرة سمعت في محاضرة يقولون عن تعريف الخوف ما يلي ” الخوف حالة شعورية يمر بها العقل ثم يبدأ بالتصرف بناء عليها” ، يعني الخوف “خرطي” كلام فاضي ، والخوف من الإختبارات هذه هو أبو الخرطي وعمه وجميع أقاربه وهو الذي يجعلهم يخفقون في الإختبار عدة مرات ، هذا رأي أنا بعد ما قررت دائماً التوكل على الله ثم الإقدام ، وزي ما قال عبادي عن المنتخب حق زمان ” أذكر الله وشوف وأنسى الحذر والخوف ما يعرف الخوف من هذا فريقه” يعني إللي يعرف نفسه تمام ، عليه أن يتوكل على الله ويضع الخوف جانباً .. وبهذا يا عزيزي الطالب …. شكلي بقلبها عليك مدرسة هنا وكأني أسمعك تقول لي بس خلاص الله يرجك طولتها !! طيب ، طيب سمعتك .. خلينا نخرج من هذا الموضوع كفاية كذا.. نرجع لموضوع السكن ، بما أن إستلام السكن بعد أسبوع فلهذا أصبحنا ثلاثتنا نقضي معظم الوقت مع بعض في البحث عن أثاث .. وهنا الأثاث يمكن الحصول عليه بواسطة ثلاث طرق ، إما أن تستأجر أثاث لفترات من شهر إلى سنة ، وهذه الطريقة مناسبة لمن هم يريدون البقاء لفترة قصيرة وهي أرخص نوعاً ما من الشقق المفروشة بالكامل ، وأما الطريقة الثانية فهي شراء أثاث مستعمل ، وهو غالباً في بعض المحلات الكبيرة شبه جديد بحيث ينظفون الأثاث ويعقمونه ثم يغلفونه ، وأما الطريقة الثالثة فشراء أثاث جديد وهي مع الطريقة الثانية مناسبة لكل من لديه فترة دراسة في نفس المدينة تزيد عن سنة . كذلك قررنا بما أننا سنسكن مع بعض والمواصلات غالباً ستكون بالسيارة ، فبدلاً من شراء سيارة لكل واحد فينا ، أتفقنا أنا ومنصور بأن نستخدم سيارة واحدة ، يعني نتشارك في سيارة على الأقل خلال فترة دراسة اللغة ، وهنا الشراكة في السيارة سهلة وكذلك التأمين وبهذا نوفر أيضاً في قيمة شراء السيارة وفي التأمين ورسوم اللوحات وغيرها ، ولهذا بدأنا البحث عن سيارة في معارض السيارات وعن طريق الإنترنت والأعلانات الفردية .. والشريطية هنا هم زي عندنا ، إنما مع بعض التعديل بحيث يكون حريص على البيع وإنما مع بعض الحرفية المهنية ، وأحياناً يعطون ضمان على السيارة أو تستطيع شراء ضمان منفصل من بعض الشركات على السيارات المستعملة … في اليوم الأول بدأنا جولتنا على معارض السيارات ، دخلنا أول معرض وبدأنا الجولة على السيارات الموجودة في الساحة الخارجية للمعرض ، فجاءنا البائع قائلاً بصوت جهوري ” ماي أي هلب يو”  (May I help you)  يعني ممكن أساعدكم ، أنا سمعت صوته وشفت شكله ، نسيت السيارة … كان رجلاً طويل القامة ، عريض عُرض هائل ذو صوت عالي ، أنا بيني وبينك خفت من شكله وقلت في نفسي هذا لو ما عجبه كلامنا نروح في يده عجينة ، وقلت لمنصور خلاص ما في داعي نشتري من هذا ، خلينا نمشي ، فأبتسم وقال بلغة عربية “شُو مالك يا أخي” ، ضحكنا كلنا بصوت عالي وهو معنا ، أول سؤال يسألك هو البائع هنا ، كم ميزانيتك ويقصد بها كم المبلغ الذي حددته لشراء سيارة ، وعلى هذا الأساس يبدأ في جولته معك على السيارات التي في حدود المبلغ .. بصراحة كان الرجل لطيف جداً في التعامل وسعة البال ، حيث فتحنا باب أكثر من عشر سيارات وهو معنا ويشرح لنا عن مواصفات كل سيارة وكم من أميال قطعت وغيرها ، في النهاية أعتذرنا منه على أن نفكر ، وفي قصدنا أن نرى معارض أخرى ، أعطانا كرته وغادرنا المكان ، وهنا أيضاً وقفة أخرى مع الإنطباع الأول ، فلم يكن الرجل كما شاهدته في إنطباعي الأول .. كانت وجهتنا الثانية أحد المعارض التابعة لموزعي الشركات ، فبدأنا بشركة ….. ، وفي الشركات الكبيرة الوضع يختلف نوعاً ما ، حيث أن البائع لديه صلاحيات محددة في التخفيض ولا بد أن يرجع إلى رئيسه المباشر .. في العادة يستقبلك أحد البائعين ويسألك السؤالين المعتادين ، ما هي ميزانيتك ، ومنذ متى وأنت تفكر في شراء سيارة .. وأحياناً يطلب منك تعبئة نموذج صغير به إسمك ، ورقم هاتفك، والسؤالين السابقين وربما أيضاَ الإيميل .. عندما نظر إلى الورقة التي عبئناها .. قال لنا أنتظروا لحظة فذهب وأحضر بائعاً أخر تركه معنا .. أستغربت من الحركة , سألت منصور قال لي ما أعرف ربما يكون هذا النوع من السيارات ليس من إختصاصه .. أخذنا الجولة على عدد من السيارات ، كانت السيارات شبه جديدة وإنما على قولتهم الأسعار أعلى من ميزانيتنا … غادرنا المكان إلى شركة ثالثة ، ورابعة ، وخامسة حتى تعبنا ، ومس بطوننا الجوع ، فكانت الوجهة الأخيرة قبل العودة هي الذهاب إلى مطعم .. ، وهذا سأخبرك عنه في رسالتي التالية إن شاء الله.

للإطلاع علي الحلقات السابقة : اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *