بسم الله الرحم الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصله وسلم وبعد
أردت ان اقدم موضوع في هذ الصحيفة يفيد مجتمع غران فقلبت الامور واحترت في الاختيار بين كلمة تزيد الألفة والمحبة و تصب في مصلحة وصلاح المجتمع وبين موضوع الطرق التقليدية التي يحل بها قضايانا المجتمعية وبين الشباب وما يحتاجونه من اهتمام وغيرها كثير من المواضيع الهامة والتي نحتاج الي الحديث عنها وربما الذي اكتبه لن يأتي بجديد ولكن من باب فذكر .. لذا قررت الحديث عن تربية الشباب لأهمية الموضوع وحاجة الشباب لوقفة جادة من كل مهتم ولا يخفى على احد أهمية العناية بالشباب وما هو المعول عليهم في المستقبل وكذلك بحكم دوري في تربية الشباب ومن واقع عملي ففي كل يوم تعرض أمامي عدد من الصفحات وكل صفحة تحتوي الكثير من المعلومات والقراءات لان كل طالب في المدرسة اعتبره صفحة مستقلة ومن الممارسة والخبرة أصبحنا نقرأ وجوه الطلاب والذي يزيد هذه الحاسة ان مجتمعنا صغير ويحتوي على عدد متفاوت من الحالات لابأس بها فتجد الحالات ما بين طالب مهتم ومهتماً به وينتج نموذج من التربية فريد مفيد مستقر وواعد بإذن الله وحالات أخرى مفرط ومهمل ينتج طالب وللأسف ضحية غير مفيد ومستقبل معتم وفي أمس الحاجة الى وقفة ومتابعة ويتدرج بين الحالتين الكثير من الحالات وكل نموذج من التربية يدل على حسن تصرف المربي ودرايته بأهمية هذا المنتج ونذكر بعض نماذج الشباب وواقع كل نموذج وانت الحكم : شاب بين والديه وينال جل اهتمام أبويه وميسر له كل ما يريد ووقته منظم ومستغل على أفضل صورة والأبوين قدوة يحتذى بهما مع توازن بين كل جوانب الحياة
وشاب آخر فكر الأسر مختلف تماماً عن النموذج السابق ، التربية موكلة للخدم والشارع وما تيسر من الصحبة وغيرها من المؤثرات التي تملي بدون رقيب ولا حسيب ، والأبوين كلٌ عائش حياته لا يجمعهم إلا الاسم والنوم تحت سقف واحد ويمكن لكل عاقل ان يتنبأ بمصير النموذجين السابقين
وقد يسأل سائل لماذا دائماً يهتم كل المتحدثين بالحديث عن مرحلة الشباب وهي عبارة مرحلة من مراحل العمر؟ لذا نقول التفصيل في المقارنة التالية يوضح أهمية المرحلة وتمتاز كل مرحلة بمميزات كتالي
تمتاز مرحلة الطفولة : بالحيوية والنشاط والحركة بدون وعي.
وتمتاز مرحلة الشباب :١- بالجمع بين الحيوية و الوعي
مرحلة الشباب بأنها تجمع الحيوية والنشاط والحركة مع الوعي والمعرفة إلى حد كبير
وتمتاز مرحلة الكهولة : بالوعي والحكمة والخبرة لكن ينقصها النشاط والحيوية
لذا اعتبر أن مرحلة الشباب من أعظم المراحل شأنا لما يتمتع به الشاب من قوة وذكاء، وصبر وتحمل، ولهذا أمر الشارع الاهتمام بالشباب وتهيئتهم لتحمل مسئوليتهم ورسالتهم في هذه الحياة، وإن الاعتناء بالشباب وتربيتهم مسلك الأخيار وخلق الأبرار من هذه الأمة، وإن تضيعهم وإهمالهم خطر عظيم، فالأمة تفسد بفساد أجيالها، وما يتمكن الأعداء منها إلا بالتأثير على صغارها ونشأها. وجوانب تربية الشباب كثيرة
وفي هذه العجالة عن تربية الشباب سوف أتحدث عن الأسس التي منها ننطلق لتربية الشباب وهي عديد سوف اختار منها ما يصلح الحال به إن شاء الله والباب مفتوح لكل المخلصين الذين يهمهم تربية ابناء هذه الأمة وصلاح حالها وبالله التوفيق وسوف تكون هذه الاسس في نقاط :
أسس تربية الشباب
الاساس الاول :
تنشئة الشاب على العقيدة الصحيحة ويساعد في ذلك اختيار الشريك الأهم في التربية وهو اختيار الأم الصالحة التي تساعدك في ذلك وتترجم كل افكارك الموجه الى سلوك في ابنك وهذا يبدأ من وصوله للدنيا والأذان في أذنه
الأساس الثاني
ينشأ الشاب على حب الإسلام وفرائضه وتعاليمه وان يكون على درجة عالية من العلم في تعاليم هذا الدين ومن اولويات العلم لدا الشاب وان يكون الأبوين قدوه في هذا الامر
الأساس الثالث
تربية الشباب على الاخلاق الفاضلة وتنشئة الشباب عليها ومن أعظم الأخلاق الفاضلة تعظيم الله جلا وعلا في السر والعلن ، فمن عظم الله وراقبه وأتقاه في السر والعلن صلحت سريرته كما صلح علانيته وعاش سعيداً
الأساس الرابع
الاهتمام بالآداب النبوية أي أن نربي أبناءنا على القيم والفضائل، ونحليهم الأخلاق الفاضلة، فمن ذلكم الآداب الحسنة، أن نؤدبهم بآداب النبي صلى الله عليه وسلم في مناحي الحياه
الأساس الخامس
ومن أسس تربية الشباب أيضا: نربيهم تربية علمية، بأن نحثهم على العلم، ونرغبهم فيه، لكن بالعلم الشرعي الذي يتوقف أمور دينهم عليها فلابد من العلم، فإن العلم شرف لشبابنا وعزة وكرامة لهم وإن الجهل والإعراض والتسكع في الطرقات من أعظم الأضرار والمفاسد، فلابد من الاعتناء بشبابنا من الناحية العلمية علما ومعرفة فإن العلم شرف لأهله
الأساس السادس
دعوة الشباب إلى الأخلاق الفاضلة عموما ولكي يحصل علي هذا المراد يجب ان نكون قدوة لهم ونحرص ان تكون صحبتهم من خيار الناس و ان إلحاقهم بحلقات التحفيظ والمخيمات الدعوية والمجالس الصالحة والتي يشرف عليها ثقات من افضل الوسائل التي تزرع في ابناءنا تقوى الله جلَّ وعلا، ومراقبته في السر والعلانية، فإن من اتقى الله وراقبه في كل أحواله عاش سعيداً طيبا، ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم ربى أصحابه على هذه الأخلاق الكريمة، ومن أراد الخير عليه الاطلاع على سنة الرسول وسيرته ومواقفه التربوية مع شباب الصحابة وكيف كان يربيهم وسيرة أصحابه من بعده
الأساس السابع
ان نربي أبناءنا على القيم والفضائل، ونحليهم الأخلاق الفاضلة، فمن ذلكم الآداب الحسنة، أن نؤدبهم بآداب الطعام والشراب النبي صلى الله عليه وسلم أكل عمر بن أبي سلمة معه وكانت يد عمر تطيش في الصفحة ، فقال يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك
قال: عمر فما زالت أكلتي حتى اليوم، وربهم صلى الله عليه وسلم في اللباس فحذر الذكور من لبس الذهب والحرير وحذر من إسبال الثياب، ونهى عن التشبه بالآخرين في كل شؤون حياتهم، ثم أرشدهم صلى الله عليه وسلم إلى تقوى الله في أحوالهم كلها.
وتربية الشباب لها عدة جوانب والذي ذكر في المقالة السابقة ما هو إلا جانب واعتبره من أهم جوانب التربية للشباب والأهم ان يدرك الشاب أهمية ما يقدم له من تربية على الاخلاق والمكارم والفضائل وان هذا مطلوب من المجتمع تجاه الشباب لينشأ الشباب على الأخلاق والقيم والفضائل
وأخيرا آمل ان أكون قد وفقت في تقديم ما يفيد ويساهم في تربية الشباب عماد الأمه وبالله التوفيق
مقالات سابقة للكاتب