كشفت دراسة علمية حديثة أن ضمادة إلكترونية مبتكرة تولد تياراً كهربائياً ضعيفاً تساعد في التئام الجروح، بأربعة أضعاف سرعة الالتئام باستخدام الضمادات التقليدية، وفق صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.
وأجرى الدراسة باحثون في جامعة وسكنسن ماديسون، بقيادة يين لونغ، الذين ذكروا أن الجهاز الإلكتروني، الذي لم يتم تسميته بعد، تم استخدامه لتضميد جروح بظهور فئران التجارب، وحقق نجاحاً لافتاً.
وأشاروا إلى أنه تم لفّ الضمادات المبتكرة حول أجسام الفئران التي يوجد جرح في ظهر كل منها، وأنه في كل مرة كانت تتنفس فيها القوارض، كان يتم توليد نبض كهربائي بسيط، تبين أنه يساعد في تسريع عملية الشفاء.
كما أوضحوا أن السبب في سرعة الشفاء والالتئام يرجع إلى أن خلايا شفاء الجلد، والمعروفة باسم الخلايا الليفية، تتدفق إلى المنطقة المصابة، مما يشجع إنتاج الكولاجين وخلايا الجلد الجديدة.
وتعد الضمادة الإلكترونية الجديدة أملاً جديداً مبشراً لعلاج القدم السكرية، وقروح الساق والجروح الناتجة عن عمليات جراحية، وكل الإصابات الجلدية، التي لا تلتئم في كثير من الأحيان.
وقال الباحثون، في مقال يعرض نتائج الدراسة والخطوات التي تم اتباعها في دورية ACS Nano العلمية، إن التحفيز الكهربائي لتعزيز التئام الجروح تم استخدامه لأول مرة في الستينيات من القرن الماضي بغرض تقليل التورم وزيادة تدفق الدم وتحفيز نمو أنسجة جديدة. لكن لم يكن من الممكن تعميم استخدامه بالمستشفيات، لأنه كان يتطلب توفير “أنظمة كهربائية عشوائية”.
أما بعد أن أمكن ابتكار الضمادة الإلكترونية ذاتية التشغيل، والتي اختبرها الباحثون على مجموعة من الفئران، التي شفيت بالكامل من جروح بطول 1 سم في ظهورها خلال 72 ساعة فقط، بينما استغرق التئام جروح مجموعة الفئران، التي تم تضميدها بالطرق التقليدية، ما بين 10 و12 يوماً.
كذلك أكدوا أنه تم التثبت من أن الضمادة المبتكرة آمنة، حيث لم تعانِ القوارض من أي آثار جانبية. ولم تظهر على فئران التجارب أي علامات على وجود ألم أو عدم ارتياح.
ويأمل الباحثون أن يتم استخدام جهاز مماثل في المستقبل لتحسين ما يظهر من ندبات الجدري المائي وحب الشباب والوردية. ويجادلون بأن الطرق التقليدية السائدة حالياً لتعزيز الشفاء، مثل الضمادات والغيارات والعلاج بالأكسجين، هي ذات فاعلية محدودة.