وحسناءُ لا أرضى البديلَ سواها
وربّيَ من شطرِ الجمالِ كساها
*******
لها كلُّ أسبابِ الفخـــارِ بداهـةً
وتخطبُ من سمتِ الملاحةِ جاها
*******
سوادُ عيوني إن سألتَ ومهجتي
تكحّلْـنَ إعجاباً بكحْـــــلِ ثراها
*******
أقدّمُ أشيائي كرامـــــةَ عينِها
وشعري بإهداءِ القريضِ حباها
*******
ولا أرتضي ندّاً ينافسُ في الهوى
وقد سارَ ما بيـنَ الدّمــاءِ هواها
*******
يقولونَ للأشعـــارِ أرسلْ وغنِّها
وكيفَ أوافي بالقريـــضِ غِناها
*******
سأختارِ من درِّ البيـانِ فرائـــداً
وثغرُ زمانـي قــد شدا وتلاها
*******
بحبٍّ وإخــــلاصٍ وصــدقِ جبلّةٍ
وكلٌّ من النّجـوى يرومُ مناهـا
*******
سلوا كلَّ حسناءٍ تغـــارُ بخدْرِها
عن الحسنِ والأخلاقِ كيفَ تراها
*******
فهل قيلَ قبــلَ اليومِ أنَّ عشيقةً
لها ما لهـــا حتّى تنـالَ عـلاهـا
*******
لها الحبُّ مولوداً بإشفاقِ رحمةٍ
كطاعــــــةِ أمٍّ نستدرُّ رضاهـا
*******
لها العشقُ وقفاً يستميتُ تفانياً
يلبّي لداعي العشقِ حينَ دعاها
*******
بلادُ الهــــدى حقّاً علينا كريمةٌ
وما ضاقَ عن كلِّ الأنامِ مـداهـا
*******
هنا درّةُ الدّنيـــا، وقبلتُهـا التي
أنارَ على كـلِّ الوجــودِ سناهـا
*******
بها مهبطُ الوحـيِ الكريمِ وقبلةٌ
ومن طيبةٍ قد هبَّ طيبُ شذاها
*******
ففي ظلِّ هذا العيشِ نحيا أعزّةً
وفي شرعِه السّامي نَشيدُ بُناها
*******
ومن جنّةِ الفردوسِ تُكْسى بحلّةٍ
تفوقُ على كــلّٓ الثّيابِ حُـلاها
*******
بها الحزمُ والعزمُ المكينُ وحكمةٌ
ومسقطُ رأسي في شعابِ رباها
*******
خليصُ التي في الحبِّ والعهدِ أخلصت
ونالت مــن الخيرِ الوفيرِ مُناهـا
*******
بلادي وما لي غيرُ أرضيَ موطناً
بها كلُّ أمجــــادِ الأُلـى تتباهى
*******
بها أوّلُ البنيـانِ بيــــــتٌ ببكّةٍ
بها الجهلُ قد ولّى بفجرِ هُداها
*******
وأفئدةٌ تهـــــوي إليهـا محبّـةً
رجالاً وركباناً تحــــثُّ خُطاهــا
*******
بها اجتمعت كلُّ المكارمِ والتقت
وشُدّت بإسلامِ الحنيــفِ عُراها
*******
سألتُ إلهـــي أن يدومَ أمانُهـا
ويخذلَ أقوامـــــاً ترومُ أذاهـا
*******
ماجد الصبحي