الإِهْتِمَامْ سيّد الحُب

الإهتمام هو أكسيد الحب وهو بمثابة البيت الآمن للحب فإذا وُجِد الإهتمام بين شخصين أو في قلب أي إنسان يأمر الحب بأن يأتي من غير مقدمات ويفرض على الحب إمتلاك ذلك القلب لأن الإهتمام أقوى وأهم من الحب ، ويعتبر العنصر الأهم لإستمرار أي علاقة وهو بمثابة الغذاء لتلك العلاقة ..

الإهتمام يصنع من الحب الشيء العظيم ، والإنسان إذا لم يعير الإهتمام إنتباهه يصبح كأنه فارغ من الداخل.

صحيح أن الحب في معظم الأوقات يقتحم القلوب بلا مقدمات وبلا إستئذان و يبدأ بفرض أوامره على القلب ويصبح الآمر الناهي فيه ومنه إلى باقي أجزاء الجسد وليس أمام القلب سوى الإنقياد لأوامر ذلك الحب (المجنون ) ، ولكن إذا لم يدعم الإهتمام ذلك الحب ويسانده يبدأ الحب بالتلاشي شيئاً فشيئاً إلى أن ينعدم ويصبح لا وجود له وكأنه لم يكن لأنه بالإهتمام يبدأ الحب ،وبقلة الإهتمام ينتهي الحب.

أياً كان نوع ذلك الحب .. حب الأزواج ، حب الأصدقاء فلا بد فيه من الإهتمام لأنه لا حبٌ دائم ولا حتى صداقة دائمة بدون إهتمام ، فإذا غاب الإهتمام غاب كل ذلك ..

الإهتمام سؤالك عن حالي و أحوالي وصحتي وأنا بجانبك ، ليس من الضروري أن أكون بعيدة عن ناظِريكَ حتى تتفقد أحوالي و تسأل عن حالي ..

الإهتمام أن تعرف أدق تفاصيل يومي و تسأل عن ما يقلقني أو يحزنني قبل أن أبوح به ..

الإهتام أن تشاركني بما يفرحك ويسر خاطرك حتى لو كان بسيطاً..

الإهتام أن تعرف أبسط الأمور التي تُسعدني و تفعلها دون أن أطلبها منك …

ولو خَيّروني بين من يحبني و من يهتم بي لأخترت من يجعلني (مَلِكَة) بإهتمامه ، لأن الإهتمام يُشعِرُني كأنثى بوجودي في الحياة فلا فائدة للحب بدون أُكسِيد الحب..

أعرف أنني ذكرت كلمه (اهتمام) عدة مرات ، لما لتلك الكلمة من أهمية عظيمة .

الإهتمام هو كرم المشاعر وليس كرم المال كالذي يبذل كل جهده في جمع المال لكي يلبي إحتياجات بيته و أهل بيته ، ويغيب عن باله حاجة زوجته و أبنائه أو إخوانه للإهتمام العاطفي ولا يلقي لهذه الأمور بالاً أبداً ، ويعتبرها أموراً غير ضرورية ..

الحب الذي يحتويه الإهتمام يبقى شاباً لا يذبل ولا يهرَم أبدا ً٫ فقدموا الإهتمام قبل الحب لتفوزوا بقلب من تحبون ..

وأحيوا قلوبكم بالإهتمام قبل الحب و اجبروا خواطر أحبابكم وأنسوا بهم ومعهم ، ولا تجعلوا قلوبكم تصاب بالقسوة بسبب قلة اهتمامكم بمن حولكم ، أو بمعنى أصح (بمن له حقٌ عليكم )..

“فإذا كنتم لا تتقنون الإهتمام فلا تتحدثوا عن الحب.
(لأن الإهتمام سيّد الحُب)”.

 

إيمان عثمان ونقراوي

مقالات سابقة للكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *