كنتُ كثيراً أتأمل في ضألة ما نعرفه عن إنهاء أشياء مثل العلاقات، الزواج، فرص العمل، معنى الحياة.
نحن لا نعرف كيف نكملها، ومن الصعوبة أيضاً تقبّل فكرة أنّ كل علاقة تمتلك بدايةً، ويوجد لبعض منها نهايةً أيضاً.
والكثير منا يعرف جيداً الطريقة التي يُنهي بها أي علاقة، كيف يُنهي الزواج، بل كيف يُنهي الحياة؟
بيد أنّ السؤال الجوهري هنا يبقى هو:
هل نعرف طريقةً نُكمل بها العلاقة، أو الزواج؟
هل نعرف طريقةً نُكمل الحياة؟
قد تبدو هذه المفاهيم جديدة نسبياً على الذهن، ولكن الحقيقة أنه ليس كل العلاقات يُقصد بها الاستمرار، أو بصورة أخرى لا يُكتب لها الاستمرار.
ولعل كل واحد منا قد عاش تجربته مع “العلاقة، الزواج، الحياة” بطريقةٍ مختلفة؛ فتفكيرنا يخلق تجاربنا، ولكن هذا لا يعني أنّ انتهاء أحد عناصر ذلك الثالوث لا يمكن أن يحدث، أو أن الحزن -جرّاء ذلك الانتهاء- ليس حقيقياً.
ومع أنّ هذا الحزن يكاد يكون متشابهاً، ولكن أفكارنا تُضيف إلينا المعاناة.
والخبر السار بين أكوام هذه المحنة، أنّ ذلك الانتهاء قد يكون في داخله خير لا تعلمه، ورحمة مهداه وصلتك في جلباب لم تستحسنه، وأيضاً أنك لا زلت تمتلك قوة في داخلك من أجل خلق واقع جديد أكثر إيجابية، عند تغيير أفكارك وتصوُّرك الذهني عن ذلك الانتهاء.
صحيح أنّ الامتثال إلى الشفاء لا يشبه نزلة البرد التي يمكنك الشفاء منها في غضون أسبوع، بل تأخذ المعالجة وقتاً ليس بالقصير.
وهذا لا يعني أنك لن تشعر بالألم، أو تمر بحزن على الإطلاق، بل يعني أنك لن تبق عالقاً بأي من تلك المشاعر.
حينها تدرك أنه مهما أصابك من هم وحزن، إلا أنه عليك التمسك بفكرة إرادة السلام والبحث عما يداوي القلب.
سليمان مسلم البلادي.
مستشار الوعي الإنساني.
solimanalbiladi@
الحلقات السابقة من روشتة وعي