الشفاء من نزلة البرد

كنتُ كثيراً أتأمل في ضألة ما نعرفه عن إنهاء أشياء مثل العلاقات، الزواج، فرص العمل، معنى الحياة.
نحن لا نعرف كيف نكملها، ومن الصعوبة أيضاً تقبّل فكرة أنّ كل علاقة تمتلك بدايةً، ويوجد لبعض منها نهايةً أيضاً.
والكثير منا يعرف جيداً الطريقة التي يُنهي بها أي علاقة، كيف يُنهي الزواج، بل كيف يُنهي الحياة؟
بيد أنّ السؤال الجوهري هنا يبقى هو:
هل نعرف طريقةً نُكمل بها العلاقة، أو الزواج؟
هل نعرف طريقةً نُكمل الحياة؟
قد تبدو هذه المفاهيم جديدة نسبياً على الذهن، ولكن الحقيقة أنه ليس كل العلاقات يُقصد بها الاستمرار، أو بصورة أخرى لا يُكتب لها الاستمرار.
ولعل كل واحد منا قد عاش تجربته مع “العلاقة، الزواج، الحياة” بطريقةٍ مختلفة؛ فتفكيرنا يخلق تجاربنا، ولكن هذا لا يعني أنّ انتهاء أحد عناصر ذلك الثالوث لا يمكن أن يحدث، أو أن الحزن -جرّاء ذلك الانتهاء- ليس حقيقياً.
ومع أنّ هذا الحزن يكاد يكون متشابهاً، ولكن أفكارنا تُضيف إلينا المعاناة.
والخبر السار بين أكوام هذه المحنة، أنّ ذلك الانتهاء قد يكون في داخله خير لا تعلمه، ورحمة مهداه وصلتك في جلباب لم تستحسنه، وأيضاً أنك لا زلت تمتلك قوة في داخلك من أجل خلق واقع جديد أكثر إيجابية، عند تغيير أفكارك وتصوُّرك الذهني عن ذلك الانتهاء.
صحيح أنّ الامتثال إلى الشفاء لا يشبه نزلة البرد التي يمكنك الشفاء منها في غضون أسبوع، بل تأخذ المعالجة وقتاً ليس بالقصير.
وهذا لا يعني أنك لن تشعر بالألم، أو تمر بحزن على الإطلاق، بل يعني أنك لن تبق عالقاً بأي من تلك المشاعر.
حينها تدرك أنه مهما أصابك من هم وحزن، إلا أنه عليك التمسك بفكرة إرادة السلام والبحث عما يداوي القلب.

سليمان مسلم البلادي.
مستشار الوعي الإنساني.
solimanalbiladi@

الحلقات السابقة من روشتة وعي

2 تعليق على “الشفاء من نزلة البرد

فؤاد الحميري

أعجبتني فكرة أن نفكر كيف نكمل حياتنا..

أحمد بن مهنا الصحفي

هذه مقالة باعثة على التفكير الحكيم وهو الإيجابي تجاه ما هو قد وقع أو واقع ولابد ، أبرزه له الكاتب في صورة جميلة ، ولعل هذا الفكر الذي فكر به هنا هو نفسه الذي نحتاجه جميعا تجاه قضايانا ومشكلاتنا ، فعلا لماذا نعلم جميعا كيف ننهي ولانعلم جميعا كيف نواصل ؟ ونبدأ ولا نصل ، ومع أن بعض مشكلاتنا علاجها القطع وانهاء السير معها إلا أننا نجعل من هذا العلاج بداية مشكلة جديدة ، فالطلاق مثلا من بعده عداوة وعدد من المشكلات ، وكذلك المقاضاة في حق ما ، وطلب سداد سلفة ، والاعتذار عن إقراض وكذلك نحن كما قال الكاتب ! ولو تعلمنا حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام هذا ووعينا كل معانيه وخلقه لكفانا كثيرا ( إنَّ عِظمَ الجزاءِ مع عِظمِ البلاءِ ، وإنَّ اللهَ إذا أحبَّ قومًا ابتَلاهم ، فمَن رَضي فله الرِّضَى ، ومَن سخِط فله السّخطُ).صحيح الترمذي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *