حنانيــكِ يا سمراءُ إنّي لمرْهقُ
وإنّي بأمــواجِ المراراتِ مُغْرقُ
******
فلم يُبْـقِ منّي الحـــبُّ إلاّ بقيّةً
وما العودُ مخضرٌّ ولا الجنْيُ مُغْدِقُ
******
سوى صفصفٍ قفْرٍ وقبرٍ وقَفْلَةٍ
ورملٍ وأطــلالٍ ورمضاءَ تحرق
******
بها من ذواتي أُكْلِ خَمْطٍ وأثلة
وسدرٍ وذكرى بالمواعيدِ تبرقُ
******
حنانيــكِ ياسمراءُ رفقاً بحالتي
فإنّي على عزمي أشدُّ وأوثـقُ
******
هنالــكَ آرابي وسرّي وغايتي
أهشُّ علـى حزني وحيناً أفرّقُ
******
على فألِ آمالــي أسيرُ وأتّكي
أرى الدّربَ في ليلِ العشيّاتِ يشْرقُ
******
حنانيكَ ـ ايْمُ اللهِ ـ فالجسمُ منهكٌ
وحالي على حالـي ينوحُ ويشفقُ
******
دعيني وشأني يا بنةَ الحيِّ وابتغي
سوايَ بهيجاءِ اضطرامِـــكِ يُسْحَقُ
******
فلا نفعَ يجدي في ابتسامٍ وقبلةٍ
ولثمٍ وخمرٍ، حيثُ حزني معتّـقُ
******
ولا الضّمُّ والتّرياقُ يشفي صبابةً
ولا الحبُّ يجدي لو تعمّدْتُ أعشقُ
******
دعيني بذكرى الحبِّ أحيا لعلّني
أرى قفرَ نسيانـي بخيرِه يدْفقُ
******
عسى عارضُ الإمطارِ إن حلَّ صيّباً
يجلّي متـــونَ اليأسِ عنّي ويزهقُ
******
سئمتُ تكاليــفَ المداراتِ ساعياً
إلى زوجـةٍ أرضى هواها وتصدقُ
******
أراها بعيني تملأُ البيتَ بهجـةً
وتُضْفي علينـــا بالودادِ وترْفقُ
******
تقاسمني حلــوَ الحياةِ ومرَّها
وفي جانبي تغدو إذا الكلُّ أملقوا
******
كأني وريـثُ الحبِّ وحـدي تخصّصاً
تعاهدنــــي غدراً، فما فيه موثقُ
******
تنازعني أطمــــاعُ أهلي تعسّفاً
وتأتي على نفسي وتبْري وتُرْهِقُ
******
حنانيــكِ ياسمراءُ رفقاً بحالتي
فحالي على حالـي ينوحُ ويشفقُ
ماجد الصبحي