منظومة الأمان

“أشعر بالأمان وأنا في السعودية أكثر بكثير من أكون في بلدي” .. عبارة ذكرها لي صديق مقيم من دولة أوروبية ، وذلك مع بداية اتخاذ قرار تعليق الرحلات الدولية.

تمعنت في تلك العبارة التي لم تجانب الصواب لألتمس عناصر الأمان التي نعيشها بصورة استثنائية عمّا تعيشه الشعوب من حولنا.

نجد أن ما يتحقق لنا هو بفضل الله عز وجل أولاً ولطفه وإحسانه ثم بإتقان إحكام منظومة الأمان التي تكاملت عناصرها لتؤتي ثمارها تباعًا في محدودية انتشار هذا الوباء وتتمثل في  :
*الحزم والمبادرة والتّدرج في إصدار حزمة الإجراءات والاحترازات والأنظمة والقوانين التي صدرت بروية وإحكام وتحديد وعناية للحد من انتشار الفيروس والحفاظ على الخدمات الأساسية والحيوية.

*مباشرة التنفيذ بواقعية وشمولية وتكاملية وفعالية بين الأجهزة المعنية.

*مراعاة أن يكون “المواطن والمقيم” جزءًا أساسياً في هذا التنفيذ بل هما صمام الأمان وذلك من خلال التوعية والإرشاد ومخاطبته كعنصر مسؤول ومستهدف وشريك لحل هذه الأزمة.

*مباشرة الحالات المشتبهة والمصابة بكل جدية وعلى أعلى مستويات التعامل في تقديم الرعاية الصحية والخدمات المساندة والاستعداد الكامل من تجهيز وطواقم عمل صحية ميدانية وعن بعد .

*العناية بتيسير التعليم عن بعد وتهيئة البيئة المناسبة لكل الفئات حرصًا على عدم انقطاع عجلة التعليم.

*الحرص على تقديم كل الخدمات الأساسية عن بعد مما ساهم في تعجيل التحول الرقمي لهذه المؤسسات والمنظمات.

*معالجة مكونات الاقتصاد المحلي بتأجيل السداد للمؤسسات الصغيرة وعدد من المعالجات المالية لتخفيف الضرر سواءً على الفرد أو المنظمة.

*تضامن العديد من رجال الأعمال في تخفيف العبء وتيسير الخدمات وكذلك المجموعات التطوعية والجمعيات الخيرية ، كما كان للعلماء والمشايخ دور إيجابي لطمأنة المواطن والمقيم وتهيئة وزيادة رصيده الإيماني، وتعزيز رصيده في أهمية طاعة ولي الأمر والالتزام التام بالتعليمات.

الحمد لله عز وجل على هذا التكاتف ونسأل الله تعالى أن يرفع عنا هذا البلاء وأن نخرج منه سالمين غانمين.

د. حمزة عبدالقادر المغربي

رئيس مجلس إدارة جمعية البر وعضو المجلس الاستشاري بمحافظة خليص

مقالات سابقة للكاتب

5 تعليق على “منظومة الأمان

أ.نويفعة الصحفي

المملكة العربيةِ السعوديةِ ..
الحقيقةُ تقولُ إنها تجاوزتْ الزمنَ بالإجراءاتِ الاستباقيةِ المبكرةِ لهذا الوباءِ الذي اجتاحَ الكرةَ الأرضيةَ مقارنةٍ بالعديدِ منْ دولِ العالمِ المتقدمةِ ، فمنذُ اليومِ الأولَ شكلتْ ورشُ العملِ ، وفعلتْ معاييرُ التدابيرِ الاحترازيةِ ، وقلصتْ فجوةُ الوقتِ بينَ الإعلانِ وتشخيصِ أولِ حالةٍ ، وما تبعَ ذلكَ منْ تفاصيلِ دقيقةٍ تتعلقُ بالدراسةِ والعزل وغيرها منْ الإجراءاتِ الاحترازيةِ في كافةِ الاتجاهاتِ .
وعندما يؤتي هذا العملِ الجبارِ منْ بلادنا الغاليةِ نقولُ وبصدقٍ أنها فاقتْ التوقعاتُ بقفزاتٍ هائلةٍ سبقتْ بها دولَ العالمِ المتقدمِ ، وأثبتتْ للعالمِ أنها دولةٌ قويةٌ ببصماتِ الكبارِ . .
وأنها مدرسةٌ جديدةٌ في علمِ إدارةِ الأزماتِ ومنهجيةِ احترافيةٍ في فلسفةِ صناعةِ واتخاذِ القرارِ الهادفِ ، نعمَ إنها حقيقةٌ أذهلتْ المتابعينَ لحظةً بلحظةِ وبالرغمِ منْ مساحةِ بلادنا الواسعةِ . .
إلا أنها استطاعتْ أنْ تعملَ بشكلٍ متواصلٍ لا يتوقفُ حتى أصبحتْ منظومةُ عملٍ دؤوبٍ كلُ ذلكَ منْ أجلِ المواطنِ والمقيمِ على حدٍ سواءٍ . . في وسطِ أمنٍ وأمانِ ، وخدماتِ متوفرةٍ ، وعجلةِ الحياةِ تسيرُ بتقنيةٍ عاليةٍ مواكبةٍ لعالمٍ متطورٍ..بفضل لله عز وجل ثم بفضل الاهتمام الكبير من قيادة هذه البلاد حفظهم الله .
شكراً لكمْ دكتورنا الفاضلِ د .حمزة المغربيَ فقدْ أخذتنا بفكركَ وقلمكَ ووقفتْ بناءً على منظومةِ عملٍ عظيمةٍ يتوجبُ علينا جميعا أنْ نكونَ عونا للوطنِ فيها ليكملَ مسيرتهُ بنجاحٍ . .
فاليومَ الكلَ مطلب بالتعاونِ معَ كافةِ القطاعاتِ ، والاستجابةِ للرسائلِ التوعويةِ التي تبثها وزارةُ الصحةِ والتي تديرُ الأزمةُ بعملٍ احترافيٍ بفضلِ اللهِ تعالى .
واللهُ نسألُ أنْ يحفظَ بلادنا منْ كلِ شرِ وسائرِ بلادِ المسلمينَ .

مهنذس/ محمد الصحفي

جزاكم الله خير دكتور حمزه
نعم إنها منظومه متكامله
فبلدنا المسلم حينما يمر بأزمه ويقيسها على مامر من أزمات عبر تاريخنا الإسلامي يجد الحلول لدى عظماء الأمه بداية من معلم البشريه صلى الله عليه وسلم ثم أصحابه فالتابعين ونجد دوما في السنه والهدي النبوي الكريم السبيل والطريق الاسلم للتعامل مع الحالات المشابهه ولذلك نجد حكومتنا تتخذ الإجراءات الاحترازيه والوقائيه بثقه وبأنها هي المخرج من الازمه، والشعب بايمانه وثقته بحكومته ووعيه وادراكه وحسه بالمسؤولية وأتباعه لكل الإجراءات ووقف أمامها بقوله سمعا وطاعه
وبهذا كانت دولتنا سباقه وسنتجاوز الازمه بإذن الله

غير معروف

بارك الله فيك ونتمنى ان نكون جميعا على قدر عالي من المسؤوليه كل فيما يخصه. ولكن شاهدنا في سناب البرزه مقاطع توضح مدى التزام الجميع بالحظر وهذا يدل على وعي المجتمع ويبقي سؤال هل الأخ الذي رافق الدوريه بسيارته الخاصه لتصوير المقاطع اثناء الحظر يمثل جهه اعلاميه رسميه ومصرح له بالتجول وقت الحظر لتصوير المقاطع ام كسر للحظر ويجب ان يعاقب حسب الأنظمة

خالد ابن نويهر

مقالة موجزة مفيدة

الله يجزاكم خيرا
يا دكتور حمزة
بارك الله فيكم
واللهم سلم سلم سلم
بلدنا وامة الاسلام

أحمد بن مهنا

استشعار النعمة والحديث عنها هو منطلق الشكر …
كتبت فأجدت ، فنفعت !
وحديث مثلك حديث وعي ، ولغة مثقف .
مقالة ماتعة ، لافتة ، فالحمدلله على النعمة ، ونستعين به على شكره ، ونسأله الفهم والحكمة .
شكرا لك يادكتور ، ولتحعلنا نقرأ لك كل حين .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *