رسالة من (كورونا)

1- رُحماكَ يَا ربَّنا جئنا مسَاكينَا
فَهبْ لنَا رحمةً تمْحُو مَآسِينَا

*******

2- بتنَا بِفَيرُوسَ (كُورُونَا) عَلَى قَلقٍ
والْهَمُّ والْحُزنُ قَدْ أضْنَا أمَانِينَا

*******

3- هذَا البَلاءُ طَغَى فِي كلِّ نَاحيةٍ
فباتَ يملأُنَا رُعباً ويَكوِيـنَا

*******

4- وقْد سَهِرنَا عَلَى خَوفٍ يُسامرنَا
وَإنْ فَررْنَا فَــلَا الأكوانُ تأويـنَا

*******

5- واستيقظَ العالمُ المنكوبُ مُرتقبًا
لِمَا أصابَ به إيرانَ والصِّينَا

*******

6- وأَعْلنَ الطِّبُ إِفلَاسًا وَقدْ مُلِئُوا
رُعـبًا ومَا وجَدُوا حَـلًا يُواسِينَا

*******

7- وَصَارَ كلُّ طبيبٍ جُلّ هِمتهِ
نَجَاتَنَا إنْ رأى الأدواءَ تَشْوينَا

*******

8- فَلا العَقاقيرُ عَنْ أجسَادنَا دَفعتْ
ولَا الدّواءُ لَهُ نفْعٌ بأيدِينَا

*******

9- وبادرَ الناسُ مذْهُولينَ ، والْتجأوا
لربّهـمْ رَهـــبةً منهُ مُصــلينَا

*******

10- وسَبَّحَ العالمُ المأنوسُ خالقَه
وردد الكلُّ هـَـــــــذَا كَسْبُ أيدينَا

*******

11- طَارُوا بِجُرثُومةٍ من خَوفِهمْ فَرَقًا
فَكيــفَ لوْ ثوّر اللهُ البراكيــــــنَا

*******

12- وَكَيفَ لَوْ زَلزلَ الدَّنيا بِقدرتِه
وَكَـيفَ لوسَامَهم خسـفًا وسِجِـينًا

*******

13- وكَيفَ لَوْ أرسلَ الرّيحَ العقيمَ على
أوْطَانِهــم فَفَنَــتْ منْهمْ مَلَاييـــنَا

*******

14- يَا أيُّها العَاجِزُ المَخْلُوقٌ كَيفَ تَرَى
عَجائِــــبَ اللهِ تَشكِيلًا وَتَلوينًا

*******

15- يَا أيَّهَا التّائِهُ المِسْكِينُ هَلْ ظَهَرتْ
جــَــــلَالةَ اللهِ أَوْ أحْكَامَهُ فِينَا

*******

16- يَا أيُّهَا الطّينُ والْعبدُ الفَقِيرُ أَمَا
عَرَفتَ قَدرَكَ أمْ لَمْ تَعرِفِ الطّينا؟

*******

17- فَرُّوا على زحفِ (كُورونَا) ولقّنَهمْ
دَرسًا مِن الذّلِ حَتَّى مَلَّ تَلقِـــينَا

*******

18- كَأنَّ وثْبةَ (كُورونَا) تقولُ لنا:
عُـــودُوا إلى اللهِ يُؤوينَا ويُنجـينَا

*******

19- حَتَّى المآذنُ تَبكِي وَهْيَ وَاجِفةٌ
مِنْ رَوعةِ الخَطْبِ إعْوالًا وتحزينَا

*******

20- ولِلإمَـامِ نَشــيجٌ فِي تِلاوَتِه
يُقطّــعُ القلـــبَ أو يُبكي مَآقِـــــينَا

*******

21- وَكَعبَةُ اللهِ ثَكْلَى فِي مُصِيبتِها
تَشْكُـو إِلَى اللهِ حَـالَ الْكونِ تَأْبِينَا

*******

22- صَارَ المطافُ حزينًا بَعدَمَا هُجِرَتْ
رُبوعُه وَهْوَ طولَ الدّهرِ يَحْوينَا

*******

23- لَا البَحرُ ذُو رَأفةٍ تُرجَى فَنَرْكَبُهُ
ولَا الفَضــَاءُ يُواســـينَا ويَحمِـينَا

*******

24- ولَا الجِبالُ بِهَا عَزمٌ فَتَعْصِمنَا
ولَا الفَــيَافِي لِبـرِّ الأمنِ تُرسينَا

*******

25- صِرنَا نَشُكُّ بأيدينَا فَنغْسِلُهَا
كَأنّهَا أَصبحَتْ كَرْهًا تُعــــادينَا

*******

26- وَصَارَ مَنْ كَانَ بِالأشْوَاقِ نَحْضِنُهُ
يَفِـــــــرُّ مِنَّا ولَا يُلْـــــمِمْ بِوادِينَا

*******

27- وَنقْرأُ النّتَ والمِذْياعَ نَسْمَعُه
والذّعرُ يَدْهمُنَا والْهَــــمُّ يُضْنِينَا

*******

28- أينَ المَفرُّ وكلُّ الأَرضِ عَاجِزَةٌ
وذَابَ بِالخَوفِ مَنْ كَانُوا سَلَاطِينَا

*******

29- أَينَ المفرُّ وَكلُّ النّاسِ شَارِدةٌ
وذَا الفَضَـاءُ بَمَا يُؤذِي يُواتِـــــــينَا

*******

30- أينَ المَفرُّ وَأهلُ الطِّبِ قَدْ يئِسوا
فَمَنْ يُعــَــالِجُـــنَا أوْ مَنْ يُعَـــــزِّينَا؟

*******

31- فِرُّوا إِلَى اللهِ جلَّ اللهُ خَالقُنَا
فَعنْـــده الْأمْنُ يعْفُــو ثُــمَّ يُغْنــــــينَا

*******

32- فِرُّوا إِلَى اللهِ تَكفِينَا وِلَايتُه
فَهْــــوَ المهيــــمنُ إبداعـــاً وَتكوينَا

*******

33- فِرِّوا إِلَى اللهِ لَنْ يُنْجيكُمُ أحدٌ
فَهْوَ اللّطـــيفُ ليَعفُو عَنْ مَعَاصِينَا

*******

34- فِرُّوا إِلَى اللهِ هيَّا بالسّجُودِ لَهُ
ثمَّ اجْـأَرُوا علّهُ يَعْفُــــو فَيَشْفِيـــنَا

*******

35- نَاجُوه فِي سجدةٍ بيضاءَ خَاشـعةٍ
وسَلّمُوا الرّوحَ فِي مِحْـــرابِه دِينَا

*******

36- فِي فترةِ الْكربِ (صلُّوا فِي رحالكمُ)
فَالْأرضُ مسجدُكُم طهرًا وتمكينَا

*******

37- واسْتنجِدُوا بدعَاءِ اللهِ واعْتَصِمُوا
بِحَـــبْلهِ وكَفَاكُـــمْ ذَاكَ تحْصِـــينَا

*******

38- تَضَرَّعُوا والْهَجُوا بِالذّكرِ وانْكَسِروا
لِعــــــزّةِ الله فَالإِخْـــــبَاتُ يُدنِينَا

*******

39- واسْتبشِرُوا يَا عبادَ اللهِ وانتظرُوا
لطَائفَ اللهِ يَحمينَا ويَكفينَا

*******

40 ـ غدًا تَزولُ الْمَآسِي فانْتظِرْ فَرجًا
فالعُسْرُ مِنْ بعدِه يُسرٌ يُسلينَا

*******
وهذه القصيدة دعاني لنظمها وألهمني بموضوعها أخي: أبو أسامة عبدالعزيز قاسم الإعلامي المعروف ولهذا أقول له :

(ابا اسامة ) شكرا لا انتهاء له
ودمت في عالم الإبداع تشجينا

يا(قاسم)القلم السامي بأحرفكم
تزهو وترفل بالفصحى نوادينا

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *