يقول أحد سكان مخطط غران كنا كلما نمر بجوار قطعة الأرض الكبيرة نتساءل لماذا هذه المساحة الشاسعة وسط المخطط ؟
فيقال لنا هنا سوف تنشأ حديقة كبيرة وملاهي للأطفال لكي تكون متنفساً للسكان وأطفالهم يقضون فيها وقتاً ممتعاً ..
ولما بدأ التنفيذ خالجنا شعور بالفرح والسرور ونحن نتخيل شكل الحديقة ونبشر بها أطفالنا …
ونعد الأيام لنرى الحلم وقد أصبح حقيقة .. والخيال وقد غدا واقعاً ملموساً
غداً ستكون لنا حديقة جميلة مثل هذه …
مزروعة بالكامل .. تزينها الزهور والأشكال الجمالية وبها مظلات وجلسات جميلة ومضاءة
وألعاب الأطفال وقد رتبت ووضعت بطريقة آمنة
وممشى مرصوف لممارسة رياضة المشي وسط الخضرة بدلاً من الركض في الشوارع والطرقات
وتخيلنا أطفالنا وهم يقضون أجمل الأوقات في مكان جميل نظيف مهيأ بكل وسائل الترفيه والسلامة
وإذا بنا نفاجأ بالمفاجأة التي ألجمت أفواهنا …
وحطمت أحلامنا .. وعطلت لغة الكلام عن أي بيان
لقد انتهت الحديقة وسلم المقاول المشروع واستلم مستحقاته وغادر ..
وقالوا تفضلوا .. مبروك عليكم الحديقة !!!
أي حديقة ؟
قالوا هذه …
هذه هي الحديقة الموعودة !
هذا هو الحلم !
حلم الطفولة الذي اغتيل
حلم المواطن الذي تبخر
نعم .. يا سادة .. هذه حديقة مخطط غران التي أنشآتها مشكورة (بلدية خليص) قبل أكثر من ٥ سنوات …
والتي أطلق عليها الأهالي فيما بعد : ملاهي (ديزني لاند) تندراً بها …
حديقة ترابية …
لا حياة فيها ولا ماء .. ولا نور
أين المساحات الخضراء؟
أين الممرات ؟
أين الأرصفة ؟
أين الممشى ؟!
مجموعة مراجيح وزحاليق (نوعيات رديئة) أتي بها المقاول ونثرها في الصحراء وسط التراب والأشجار والأحجار
والله وحده يعلم كم استلم مقابل لها ؟ وكم كلفت هذه الحديقة (المزعومة) خزينة الدولة ؟
وإن تعجبت مما سبق فهنا العجب الحقيقي ..
هنا يا سادة …
جلسة عائلية في الهواء الطلق .. تحت هذه المظلة الجميلة
يقول البعض أن هذه المظلة للعرسان الجدد لكي يقضوا فيها لحظات رومانسية حالمة بجوار كوم (الزفت) أكرمكم الله !
وبطبيعة الحال بقيت فارغة مهجورة .. لم يقبل عليها الأهالي .. لأنها أصلاً غير صالحة للاستعمال الآدمي
لذا تحولت إلى ما يناسبها .. حظائر للأبل والأغنام
كما قال أحد السكان : على الأقل نستفيد منها في شيء !!
واقع مؤلم .. وشيء لا يصدقه العقل ! وإلى الله المشتكي
– الصور هذه مع التحية لكل مسؤول يحمل في داخله ضميراً حياً – لنرى ماذا هو فاعل ….