العالم اليوم يموج بعضه ببعض بعد أن تغيرت بوصلة الاستراتيجيات الدولية والخطط التنموية لكافة الدول بسبب هذا الوباء ( كورونا ) الذي انتشر وتفشى حتى اجتاح العالم من الصين إلى بقية العالم مُحملًا بالرعب عابثًا بحياة البشر ومواردهم .
ولا تزال الإصابات في ازدياد والمواجهة معه مُثقلة لكاهل الدول والمنظمات ، داءٌ فتاك ومرض خطير أرهق قدرات الدول حتى وقفت بعضها عاجزة أمام مواجهته ، أو حتى الحد من انتشاره ومحاصرته ، ولم يكن أمامهم إلا الجانب التوعوي والتثقيفي وإشراك الشعوب في مكافحته ، وهذا دون شك هو الحل الأنجح والأضمن والأسرع .
ومملكتنا الحبيبة عانت كما عانى العالم بعد أن وصل إليها هذا الفايروس وانتشر في المدن الكبرى في بداياته لتنهض الدولة سريعًا وتواجهه بعدد من القرارات والتوجيهات التي تهدف إلى عدم انتشاره في باقي المدن والمحافظات ، وكُنّا نتابع تطورات المشهد من بعيد ، قبل أن يصل إلينا في محافظة خليص وظهور حالات إيجابية في بعض مراكز المحافظة للأسف .
فما كان من سعادة الدكتور فيصل بن غازي الحازمي محافظ خليص وجميع الإدارات الحكومية ذات الصلة إلا التأهب والمتابعة والعمل الدؤوب من خلال رسم الخطط وكتابة التقارير التي من شأنها الحد من انتشاره في المحافظة ، واليوم ومع وصول العدد إلى 24 حالة إيجابية علينا أن نؤمن جميعاً كسكان للمحافظة بأن القرارات والتوجيهات الصادرة لن تحقق الهدف المرجو منها إن لم يساندها وعي ثقافي يدعم تلك القرارات والتوجيهات ويجعلها فاعلة .
وفي ظل الوضع الراهن الذي نعيشه ، رسالتي إليكم يا أهلي في محافظة خليص : وجب علينا جميعاً أن نستشعر المعنى الحقيقي لمفردة كلنا مسؤول ، فالأسرة يقع عليها مسؤولية كبرى من خلال التوجيه والتثقيف بخطورة الموقف ، من خلال البقاء في المنازل والتقيد بتعليمات الحجر المنزلي من أجل أنفسنا و الآخرين والحرص على تنفيذ جميع الاحترازات الأساسية للحد من انتشار فايروس كورونا .
فالأمر لم يعد أنباء نتابعها وتتردد على مسامعنا أو مشاهد نراها عبر شاشات التلفاز ، بل واقع نعيشه ونراه من خلال الحالات الإيجابية التي أكتشفت في محافظتنا الغالية .
محمد الرايقي
مقالات سابقة للكاتب