الجوُّ يَسْحرُ والجميعُ يراهُ ماتعْ
وأَنا هنا في عزْلتي بالحزْنِ قابعْ
******
وكأَنَّني من دونِ حبٍّ في حيا
تي سامريٌّ في الزَّمانِ بلا منازعْ
******
ما دامَ حبٌّ أَو جديدٌ زارني
كم ذا أُجاهدُ من يسوءُ وكم أُصارعْ
******
أَفكلَّما لاحت بوارقُ نوْرِها
راحت تبدِّدُها نفاياتُ الشَّوارعْ
******
فكأَنَّهنَّ قطيعُ شاءٍ خاضعٌ
وكليبُ يستولي على نبْعِ المطامعْ
******
فيردَّها عنِّي بإِمْرةِ آمرٍ
مسْتتْبعاتٍ مدْبراتٍ بالمدامعْ
******
وكأَنَّها أَسْرى تُساقُ غصيبةً
للعارِ تحْتَ السَّيفِ في زمنِ الفظائعْ
******
أَملٌ… وتبْصرُه عيوني ميِّتاً
وَارَوْهُ قبْراً ليسَ يشْفعُ فيهِ شافعْ
******
وكأَنَّني في سورِ عكَّا مسْلمٌ
والكلُّ حولي بالضَّغائنِ صارَ راتعْ
******
أَو أَنَّني من بينِ أَمواتٍ بَدَا
فرْداً وحيداً لا جليسَ ولا مُسامِعْ
******
وكأَنَّني لمَّا انْثنى قهْري غدوْتُ
مسلِّماً قد سيقَ نحوَ الحرْقِ خاضعْ
******
لا همَّةٌ تُرْجى وخيرُ صنيعةٍ
كلاَّ ولا الحسُّ الرَّقيقُ ولا المدامعْ
******
الكلُّ ينْهشُ لحْمَنا بشراهةٍ
ما بينَ أَنيابِ الوحوشِ غدوْتُ واقعْ
******
أَنْحاءُ جوفي مُزِّقت ببشاعةٍ
والكلُّ قد شَحَذَ الأَسنَّةَ والمباضعْ
******
وكأَنَّني في عهْدِ روما كائنٌ
جمهورُه من كلِّ دانٍ أَو مخادعْ
******
أَوَيُرْتَجَى خيرٌ وستْرٌ مرَّةً
من قومِ شؤْمٍ بينَ كذَّابٍ وقاطعْ
******
أَوَلَيْسَ في إِصْلاحِ ذاتِ البينِ مَن
يسْعى حثيثاً قاصداً إِطعامَ جائعْ
******
أَسفي على الإِخْلاصِ فيما قد مَضَى
فلقد غدوْتُمْ مثْلَ أَفْرانِ المصانعْ
******
لا حبَّذا القومُ الذينَ تهاونوا
وبأَمْرِها امْتثلوا وصارَ الكلُّ خانعْ
******
من بابِ أَوْلى أَن تهابوا غضْبتي
قد جسَّدت أَفعالُكم هذي المقاطعْ
******