تذهلنا رئاسة شؤون الحرمين سنوياً بإدارة الحشود المتزايدة على المسجد الحرام خلال شهر رمضان المبارك، والتي أتت من خبرتها الطويلة والتراكمية في التعامل مع استقبال المصلين والمعتمرين والزوار، إذ اتحدت الخبرة مع الطواقم المدربة والمؤهلة لعمل منهجي وأسلوب أكثر احترافية فتم بناء الخطط وتنفيذها وتقديم مجموعة من الأفكار والابتكارات التي ساهمت في إنسيابية الحركة وتنظيم الكثافة البشرية.
واليوم ومع توقف العمرة المؤقت نرى إبداع في إدارة المصلين بشكل آخر فتعتمد إدارة الحشود على إدارة المشاركين في مكان محدد وزمن محدد بشكل عفوي أو منظم وتكون احتمالية تعرض المشاركين لمخاطر ومشاكل صحية مرتفعة إذا لم تتم إدارة الحدث بالشكل المطلوب.
فمن منطلق هذا المفهوم والذي يعتمد على إنسيابية الحركة وسلامة الزوار تم العمل خلال السنوات الماضية بنظرية سماحية الانتماء الاجتماعي في الحشد لتقصير المسافة الخاصة بين الزوار دون الشعور بالإنزعاج مقارنة مع نفس شعور الأشخاص بالشكل العادي، وهذا مختلف تماماً عن ما تم العمل به خلال هذه السنة من التباعد الاجتماعي وحركة الحشود في الممرات والساحات بدون تقارب، وعمل مسارات لحركتهم مع الفرز والفحص والتعقيم وبنجاح كبير في تحقيق السلامة وعدم انتشار الفيروس، وهذا ما يدل على عمق علم ادارة الحشود وتصدر المملكة لهذا العلم ولديها من الخطط المناسبة للتعامل مع الأحداث وإدارة حشود الحرمين باحترافية عالية.
فتغير الخطة بناء على الظروف ومرونتها ميزة تميزت بها هذه الدولة -رعاها الله- والتي تدل على النظرة العميقة والخبرة الواسعة في إدارة الحشود والمخاطر والأزمات ودعم ولاة الأمر -حفظهم الله- للحفاظ على سلامة زوار الحرمين الشريفين ودعمها بالكفاءات المؤهلة لتطبيق وتقديم أرقى الخدمات.
م/ حسين بن بركات السويهري
مقالات سابقة للكاتب