فن اكتشاف المألوف

كيف سنفرح بعيدنا رغم اجتياح كورونا (covid-19) ؟

ها هي الأيام تمضي سراعاً، ونحن نتذكر  قيامنا واجتهادنا في العشر الأواخر، وعند نهاية الشهر سيعُلن آذن الرحيل ليبلغنا انتهاء رمضان واستقبال عيد الفطر المبارك، عيد أهل الإيمان والسعادة.

 لقد جُبِلت النفوس على حُبّ العيد، والفرح بهذه المناسبة الفريدة لجميع المسلمين في أنحاء العالم لأنها منحةٌ ربانيةٌ وجائزة للعباد على قيامهم بركن من أركان الإسلام ،فشكراً يا الله على هذ النّعمة.           

وكان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يلبس في يوم العيد أفضل ما يجده من الثياب ويتجمل ويدهن ويضع العطر فكان لا يشم إلا طيباً طاهراً عليه الصلاة والسلام، وهذا هو منهجنا كما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وسوف يحفظ التاريخ أن فيروس كورونا غير العالم أكثر من الحروب، ونحن جزء من هذه المأساة وطرف منها فلن نبرء أنُفسنا هو من صُنع أيدينا، وخرج عن سيطرتنا لأن “انتشاره صامت” لذلك لم يكن لدينا المخزون الكافي من المعلومات لمعرفة  كيف نحصر هذا الوباء،  كان الموضوع صعب علينا، وهذه أزمة عالمية.

فالتزمنا بالإجراءات الاحترازية والوقاية هو القاعدة الذهبية التي تتقدم على كافة الحقوق وهي الحياة والصحة وهي من أهم مقاصد الشريعة الإسلامية.

لذلك نحن نصف الحل !! لعلاج هذا الأزمة التي خرجت عن إرادتنا، أن نعالج “بالتقصي والبحث والعزل” فانسجمنا مع الواقع الوقائي لأنه حفظ النفس شيء مهم.

وكانت الأمنية أن يأتي العيد ونحن قد اكتشفنا علاج لهذا الوباء ومازال البحث جاري لإيجاد لقاح له متفائلين خيراً إن شاء الله.

وفي ظل هذه  الظروف الاستثنائية اللازمة الراهنة  لكورونا برأي البعض أن قضاء العيد في المنزل من الممكن أن يكون دليلاً على العيد التعيس الذي تعيشه، لأن العيد معناه الخروج والانطلاق والتنزه في الحدائق العامة والمعايدات والتهاني وغيرها، لكن ربما يكون قضاء العيد في المنزل أفضل خيار لنا، لأن عيدنا في المنزل مع عائلتنا أفضل من عيد بدون عائلة مكتملة مع أزمة كورونا .

صحيح أن طقوس الفرح في العيد تغيرت مع هذه الجائحة، ولكن لن نقتل فرحتنا بالعيد، فلنركز على الطاقة بتجديدها بتباشير الإيجابية وإيجاد حلول وأفكار تتناسب مع الأحوال والظروف من دون إخلال بالعبادة التي وسع الله أمر أدائها و أن لا نجعل  مصابيح الفرحة تنطفأ في قلوبنا.

علينا أن نعيش الحياة بأمل ونخالف المألوف، ونجعل عقولنا مليئة بالأفكار والمخطّطات ليوم العيد، نخرج الطاقة  التي في داخلنا من الحماس والفرحة فهناك أشياء جميلة في العيد نستطيع أن نقوم بها في ظل بركه بيوتنا والتزمنا بتعليمات الوقائية، فأن إشاعة جو السرور والترفيه ورسم البسمة على وجهوه بعضنا بتهنئتهم والسؤال عنهم عبر مواقع الإنترنت ووسائل التواصل بمختلف برامجها.

فهذه شعائر من شعائر الله وعلامات معظمة عند الله لما فيها من ابتهالات وتدل علي تقوى القلوب قال الله تعالي (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) سورة الحج اية 32.

فعظموا شعائر الله وأحيوا سنة النبي محمد صلى الله علية وسلم وانشروا الفرحة والبهجة بيننا، وهذا من أهم طرق السعادة لروحنا والتي تستطيع أن ترى الكون بأسره جميلاً.

ونستبصر بنوعية أفكارنا ونجعل استحقاقنا هو إسعاد أنفسنا وإسعاد من حولنا فأبحث عن القيمة والغاية المهمة لك ومن هنا فن اكتشاف المألوف.

نتذكر أن السعادة تأتي من حل المشكلات ونجتاز الصعوبات التي توجهنا وأن نزيل العقبات السلبية من أفكارنا وهذا هو الذي يخلق السعادة وروح الانفتاح والتطور عندما نقرر أن نسعى للأفضل .

أن حياتنا من صنع أفكارنا ما نصنعه ونفكر به في إدهاننا سواء كان سلبياً  او إيجابياً سنجنيه في النهاية.

  فهو مبني على الوعي وإدراك الأمور !!!

 فكر كيف ترغب أن  تقضي العيد وأنت في المنزل؟ 

فماذا أخترت؟ وماذا قررت ؟!! 

 وكل عام  وانتم تنعمون بالسلام والأمان والصحة وخليك في البيت stay-home

قال الشاعر المتنبي :

عيدٌ بأية حال عدت يا عيدُ … بما مضى أم بأمرٍ فيك تجديدُ

أما الأحبة فالبيداء دونهم … فليت دونك بيداً دونها بيدُ

جوهرة سالم الجهني

مقالات سابقة للكاتب

5 تعليق على “فن اكتشاف المألوف

محمد علي

روعه كاتبة ..
رغم الجراح أشكرك على الطاقه الايجابيه فقد خططت لقضاء عيد مختلف بحاله من الرضا والايجابيه ..
شكرا للكاتبه أراك دائماً متألقه ومزيداً من النجاح والألهام.

غير معروف

دائما مبدعة استاذة جوهرة بكلماتك وابدعاتك

أبو هاني

بكل تأكيد العيد في وجود فيروس
” كورونا ” مختلف عما سبق إلا أنه يجب علينا أن نكون على ما اعتادت الأمه الإسلاميه عليه ، فمن نهج النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يحي هذه الشعيره مستشعرا بهجة العيد وسط اهله والمسلمين من حوله . ومن هنا يجب على المسلم أن يستشعر فرحة هذه الشعيرة وفقا لشريعتنا الغراء حيث شرع الإسلام الفرح في العيد ، وحث عليه وعلى إدخال السرور والفرح على الأسره وافرادها بنين وبنات ، بل يجب أن نستحضر عظيم النعم التي نعيشها في هذا الوطن ، وما قدمه لنا من حمايه ، وما يسر لنا من خدمات ، وما ضحى به من اجلنا .
فهذا الإستشعار جعلنا نثمن ونقدر جهود قيادتنا ، ونتعاون ونكون عونا لها لإنجاح جهودها حتى يرفع الله الوباء عن وطننا والأمه الاسلاميه .
شكرا د جوهره مقالك أثار حساً في أنفسنا روحياً وشرعياً .

أ.نويفعة الصحفي

مع هذه الجائحة التي اثقلت كاهل العالم ونحن جزء منه بلاشك أن عيدنا هدا العام غير كل عيد ، تختفي منه الكثير من العادات ولعل أولها اللقاء بالأحبة والإنسان مدني بطبعه مع الناس يستشعر الفرح والسعادة ويستشعر لذة العيد وفرحته ..ولكن هذا لا يعني أن لا يحي المسلم هذه الشعيرة بل عليه أن يظهر الفرح والسرور باعتدال لا افراط فيه ولا تفريط ، فالأمة مازالت تعاني من هذا الوباء ، وطواقمنا الصحية تجاهد في خدمة المرضى وتصارع الوباء فداء للوطن والإنسانية بكل اقتدار ، بعيدا عن الأهل والأحبة ، و المسلم شانه كله خير
ان اصابته سراء شكر وإن اصابته ضراء صبر ..
ولهذا اقول دعونا نحتفل بالعيد في زمن كورونا مع أنفسنا اولاً اقتداء بسنه نبينا صلى الله عليه وسلم ثم نعيشه مع أسرتنا واهل بيتنا .
، نزين منازلنا كعادتنا دون إسراف ”
، ونملأ البيت سروراً نستحضر معه نعمة الدين والطن، فنحن لا نعلم لعل الله قد أرسل هذا الفيروس لحكمه فيها منافع لنا بعدما شغلنا بحياتنا و أبتعد البعض منا عن من يجب ان يعيش معهم هذه الشعيرة ، فتلك إحدى العبر من دروس زمن كورونا ..
ودمتم يا وطني سالماً معافا ، وكل عيد وأنتم بخير .
شكراً لكم د. جوهرة مقال كتب في وقته وبأسلوب جميل بورك الفكر حيث كان .

أحمدبن مهنا

نحن بخير وعلينا أن نشكر الله ، وينظر المرء مابيده من النعم وليس غيره ، والله لوكان الفقد عند امرئ من الصحة أو من الأمن مالذّ عيد ولا متع مال !
فالحمدلله كثيرا على مانحن فيه من النعم .
شكرا للكاتبة فقد حوى المقال فكرا نحتاجه ، في فهم دروب السعادة ، وممارسة الفعاليات التي تعلق القناديل في جنباتها، وتملأ النفوس سرورا بجميل الأفكار وتجعل العيون تستقبل الجميل من خلالها فتشكر فتزاد. بارك الله في فكرك ونفع بك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *