(وجدتها في دفتر قديم لم تنشر)
هل درى ماذا جرى لما جفا
حين زاد البعد قلبي شغفا
****
حينما أصبح قلبي بعده
لحنيني وأنيني هدفا ؟
****
حين صار الليل وحشا مرعبا
ناتيء الجبهة مشدود القفا
****
حين غاب النجم والبدر انطوى
في ظلام الليل حتى خسفا ؟
****
حين غامت رؤيتي واضطربت
خطواتي والطريق انحرفا
****
حينما استعصت حروفي فغدت
لا تطيع الباء فيها الألفا ؟
****
هل درى الراحل ، عن قلبي الذي
بالأسى بعد الصفاء التحفا
****
هل درى عن مقلة ساهرة
حينما أغمض عينا وغفا ؟
****
أيها الراحل لو أبصرتني
بعدما كدر همي ما صفا
****
في فؤادي دوحة ظامئة
طائر الذكرى عليها رفرفا
****
ترقب الغيث لكي ينعشها
بعد أن غاب زمانا وجفا
****
بعد أن مر جفاف قاتل
جرد الغصن وألقى السعفا
****
أيها الراحل ما أنصفتني
لم أزل أطلب منك النصفا
****
لا تسل عن حالتي إني هنا
لم أجاوز بعدك المنعطفا
****
لم أزل أرتقب النور الذي
كلما بان لعيني اختفى
****
أنت سر في فؤادي كامن
نطق الدمع به فانكشفا
****
كيف يبكي شاعر وهو الذي
كلما شاهد دمعا كفكفا ؟
****
كم تجلدت وفي قلبي أسى
لو تغشى جبلا لارتجفا
****
ألف القلب أنيني بعدكم
آه من قلبي ومما ألفا
****
آه من روض سقينا زرعه
زمنا ثم أتى من قطفا
****
أذني تسمع والعين ترى
ودمي مازال يغلي أسفا
****
إن أقسى ما تعاني أن ترى
وجه من تهواه لما صرفا
****
أيها الراحل عني لا تسل
ربما أثبت قلبي ونفى
****
مالذي نرجو من النخل إذا
منع التمر وأعطى الحشفا ؟
****
رب فقر هو خير للفتى
من غنى جر عليه الترفا
—
عبدالرحمن بن صالح العشماوي
الرياض