يأتي اليوم الوطني التسعون لمملكتنا الغالية ليمنح أرواحنا دفقاً من الفخر والزهو، ولتشعر أنفسنا بالعزة والكرامة، وليزيد صلتنا بقيادتنا الرشيدة لُحّمةً وتماسُكاً.
تسعون عاماً من المجد والشموخ تجعل النشء يرى بجلاء الجهد العظيم الذي بذله مؤسس هذا الكيان طيب الله ثراه في ملحمةٍ تاريخيةٍ متفردة، وأكمل أبناؤه البررة بعده بناء وتنمية صروح هذا الكيان.
إن هذا اليوم فيه استلهام للعديد من المعاني الزاخرة بالعطاء والحُبِّ والعمل لمصلحة هذا الوطن المعطاء.
فاليوم الوطني يأتي ليحمل لنا معنىً وطنياً نبيلاً يمتدُّ فينا بمساحة الوطن الشاسعة.
هذا المعنى لا بد أن يكون مغروساً في أذهاننا، وهو أنَّ من أهم أدبيات الولاء للوطن بذْل العمل والاجتهاد فيه بكل أمانةٍ وشغف يقودنا في ذلك حُبٌّ عظيم يسري في دمائنا بكل معاني التفاني والبذل، واستشعار أنَّ كل مواطنٍ لديه دورٌ عظيم في استدامة بناء وتنمية هذا الكيان الشامخ.
إننا إنْ رأينا أنَّ الشوارع تزينت براياتٍ خضراء، وقناديل عانقت سماء طرقاتنا بمعانٍ وطنيةٍ سامية؛ فإن الوطن العظيم قد أمَدَّ أرواحنا بسواعد شاهقة، وقذَفَ في بصائرنا نور الأمن والأمان، ومنح نفوسنا كُلَّ سُبل الحياة الكريمة.
فعلينا أن ننتقل من المعاني المحدودة -التي تختزل المواطنة في حدودٍ ضيقة- إلى وعي المواطنة الحقّة التي يكمن جوهرها في الإخلاص في القول والعمل لوطنٍ عظيم وقيادةٍ رشيدة.
سليمان مُسلِم البلادي
مستشار الوعي الإنساني
solimanalbiladi@
الحلقات السابقة من روشتة وعي