معظم الناس يسمحون لأفكارهم أن تغرق في غايات أنانية.
وهي النتيجة الطبيعية لعقلٍ طفوليٍّ غير ناضج.
فعندما ينضج العقل؛ يدرك أنَّ بذرة الفشل موجودة في كل فكرة أنانية.
العقل المدرب والناضج يعلم أن أي عملية يجب أن تنفع كل شخص مرتبط بها بأي شكل كان، وأن أي شكل من التنفُّع على حساب ضعف ، أو جهل، أو اضطرار شخص آخر؛ سيؤول حتماً ضد مصلحته.
هذا لأن الفرد جزءٌ من المجتمع، فالجزء لا يمكنه أن يعادي أي جزء آخر، بل على النقيض، فمصلحة كل جزء تعتمد على الاعتراف بمصالح الكل.
ولذا نجد أنَّ لدى الذين يدركون هذا المبدأ تفوقاً كبيراً في شؤون الحياة، فهم لا يرهقون أنفسهم، ويستطيعون القضاء على الأفكار الشاردة والوساوس بكل سهولة، وبإمكانهم التركيز على أي شيء بشكل عميق، وهم لا يضيعون مالاً، ولا وقتاً، ولا جهداً على أشياء لن تعود عليهم بأي نفع.
وحتى تنقل هذا المبدأ من التنظير إلى الواقع الملموس، يمكنك أن تبدأ ببسيط الأمور التي تعلم أنه بمقدورك السيطرة عليها، ثم ارفع جهدك تدريجياً، ولكن لا تسمح للأنا أن تتفوق عليك؛ وستجد في النهاية أنه بمقدورك السيطرة على ذلك.
وللأسف يجد الكثير من الناس أن السيطرة على جيش كامل من الموظفين -أو نحو ذلك- أسهل عليهم من السيطرة على أنفسهم.
ولكنك عندما تكون قد تعلمت كيفية السيطرة على نفسك، ومعرفة تطويع النفس وتهذيبها لما فيه نفعك ونفع من حولك؛ تكون قد وجدت “العالم الداخلي” -الذي يسيطر على العالم الخارجي- تحت أمرك وفي خدمتك ومتوافقاً مع أهدافك، حينها تصبح شخصاً ليس من السهل مقاومته، إضافةً إلى أن الناس، والأشياء، والأحداث تكون في حالة من التناغم والتوافق مع أهدافك دون أن تبذل جهداً ظاهراً وكبيراً من قبلك.
سليمان مُسلِم البلادي
مستشار الوعي الإنساني
solimanalbiladi@
الحلقات السابقة من روشتة وعي