كيف تعرف أنك أناني؟
وهل بالفعل نحب لغيرنا ما نحبه لأنفسنا؟
النوع من هذا الأسئلة لا يتطلب منا القفز بحثاً عن إجابة.
فلعل به ما يُحفزنا للاتجاه داخل ذواتنا، واستبطان كينونتها؛وصولاً لكنههٍ نظن أننا نعرفه بينما نجهل أبسط معالمه.
وتتمثَّل الخطوة الأولى في إدراك الإنسان لمدى أنانيَّته وتركيزه على ذاته ذلك التحيُّز لرغباته الذي يغلب على كثير من اختياراته.
وتكمن خطورة هذا التحيُّز وفداحة نتائجه،أنه إذا لم يُدرك الإنسان هذه الحقيقة؛فلن يستطيع أن يتخلَّص من جنون حُبِّ الذّات.
لكن الخبر السّار هنا أنه مع استمرارك في التّدرُّب على تقنية الاستبطان “التأمُّل في الذات” ؛ستمنحك بصيرةً نافذةً إلى داخل الطبيعة الزائلة لعقلك وجسدك،وستدرك أنَّ حتى حبَّك للآخرين هو في الواقع حُبٌّ للذّات.
وستفهم أنَّ :
من أُحِبّ أنا ؟
هي بمعنى:أنا أُحِبّ شخصاً ما؛لأنني أتوقّع شيئاً ما من هذا الشخص.
أتوقّع منه أن يتصرّف بأسلوبٍ يُعجبني.
وحالما يبدأ بالتصرف بأسلوبٍ آخر؛يختفي كُلُّ حُبّي له.
إذاً،هل أُحِبّ هذا الشَّخصَ حقاً أم أُحِبّ نفسي؟
سيتّضح الجوابُ ليس من خلال عَقْلَنَته،بل بممارسة تلك التقنية التي أشرنا إليها في البداية وهي: “تقنية الاستبطان والتأمُّل في الذّات”.
وعندما يتوافر لديك هذا الإدراك المباشر؛تبدأ بالخلاص من أنانيَّتك.
عندئذٍ تتعلّم تنميةَ حُبٍّ حقيقيٍّ للآخرين؛حُبٌّ مجرّد من الغايات النّفعيّة،حُبٌّ في اتجاهٍ واحد،حيث العطاء دون توقُّع شيءٍ بالمقابل.
سليمان مُسلِم البلادي
مستشار الوعي الإنساني
solimanalbiladi@
الحلقات السابقة من روشتة وعي