عادةً يكون النجاح مرتبطاً بغايات أسمى من مجرد جمع ما هو ثمين ومراكمته، ولذلك فالذي يسعى إلى النجاح يجب عليه أن يبني غايةً هو مستعد للكفاح من أجلها.
ومع وجود هكذا غاية في الذهن؛ ستتيسر السبل والأسباب لتحقيقها، ولكن يجب تجنُّب الخطأ بأن يتم استبدال الوسيلة بالغاية.
إنَّ المقدرة على الإبداع تعتمد على الطاقة الروحية، وهي تسير وفق ثلاث خطوات:
تحديد الغاية، والتخيل، والتحقيق.
وكل تلك قدرات روحية.
وهذا ما يعزز الذهنية التي تقول أنَّ الفكرة تسبق وتحدد النتيجة دائماً.
ووفق هذه الذهنية يمكننا إدراك حقيقة أن لا شيء يحدث اعتباطاً ولو للحظة واحدة، وأن تجربة الإنسان في حياته ماهي إلا نتيجة لتسلسل مرتب ومتجانس ومقدر من خالقٍ عظيم سبحانه وتعالى.
إن القوى الصامتة للفكر عندما تتبلور في أمزجتنا اليومية؛ إنما هي ما يشكّل حياتنا.
فالفكرة عجينةٌ لدنة نبني منها صوراً لمفهومنا المتنامي للحياة واستخدامها يحدد وجودها.
إنَّ كل ما يدخل العقل من خلال حواسنا، أو عقلنا الظاهر سوف يُطبع على عقولنا، ويُنتج صوراً ذهنية والتي بالتالي ستصبح نمطاً أو أنموذجاً تستخدمه قوانا التفكيرية الخلّاقة.
وباستخدام هذه القدرة سنتمكن من التشارك في رسم خارطة مستقبلنا، وسنخرج من تفكيرنا أشياءً مثل الحظ والصدفة، ويمكننا إرادياً أن نصنع لأنفسنا التجارب التي نحبها؛ لأنه عندما ندرك عقلياً شرطاً ما؛ فإن ذلك الشرط سيتحقق في حياتنا في نهاية المطاف.
وهذا يعني أنه إذا كانت لديك القدرة في أنْ تتحكم في أفكارك؛ يعني ذلك أنْ تتحكم في أحوالك وظروفك وبيئتك ومستقبلك.
سليمان مُسلِم البلادي.
solimanalbiladi@
الحلقات السابقة من روشتة وعي