من عام الفيل إلى عام الرافعة

هي قدر من أقدار الله 

و ان سلمنا الأمر الى هذا الحد لضاعت الحقوق و انباعت الذمم … فاحتلال فلسطين .. قدر الله .. و تدنيس الحرم الأقصى الشريف .. من أقدار الله … و المقتول الذي قتل .. من أقدار الله 



عبارة (قدر من  الله) لا تجيز لنا الظلم و الفجور و الانحلال و التردي و الانحطاط و الكفر و التعدي والأذى و الزندقة .. 

ولا تثنينا عن رد المظالم و تقويم النفوس و اعتدال القيم و استواء الأخلاق على مستوى منهج النبوه ..

سقطت الرافعه و الجميع بادر باقفال ملف القضية .. ضد مجهول .. و علقنا الفاعل ولو لغويا على  ((قدر الله )) (( كي لاندخل بالنوايا ))

إلا ذلك الرجل الذي نبه الجميع بانه خادم للحرمين الشريفين و اخذ يمارس دوره بالخدمه بحكم انه الرجل الاول في بلاد الحرمين المملكة العربية السعوديه الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه .. 



امر بفتح ملف التحقيق و اعلان النتائج و اتخذ تدابير واجراءات مصاحبه من أجل انهاك كل عزائم المستغلين للحادثه التي وقعت .



و من المعلوم بديهيا لدينا كمسلمين نمتلك الوعي المدجج بالايمان ان جميع اقدار الله خير وان كان ظاهرها النقم .. و هذا ما يدفعنا دائما نحو محاولة التبصر بالبصيره .. و ليس لدي ذلك الاهتمام بدراسة ردات الفعل و تحليلها فهذا ضياع للوقت بقدر ما هو اهتمامي بالمعادلة التي افرزت ردات الفعل بجميع اتجاهاتها و توجهاتها .. 



منذ ان رفع ابراهيم القواعد و دعا ربه بان يجعل هذا البلد امننا مطمئنا و يرزقه من كل الثمرات .. حتى انطلق كمحور للصراع البشري بين النور و الظلام و الحق و الباطل و عجبا لمن يظن ان البيت الحرام بعيد كل البعد عن المطامع البشريه وعجبا لمن يظن بان هذا البيت الحرام هو دين فقط وليس دنيا بل هو اعظم كنز عرفته البشريه على الاطلاق .. 



و التاريخ هو هيكل واحد يعيد نفسه في دائره زمنيه مطرده وما يختلف هو الاسماء و الادوات فقط .. 



فمنذ عام الفيل حتى عام الرافعه  و الاحداث تتكرر و النكبات تتجدد و المحاولات مستمره .. من اجل المطامع و لو ان يوحي لك من يوحي بانها من اجل استهداف الدين فقط .. 

فما لدين ابرهه الحبشي بالكعبه التي يريد هدمها ؟؟ بينه وبينها كل هذه المسافات !! ومالذي يضايق ابرهه ؟؟ و اين مصدر الازعاج ؟؟ بل اين التهديد ؟؟ اين و اين واين واين و آلاف الاستفهامات ؟؟ 

لماذا حاربت قريش صادقها الامين و لم تذعن له حتى تغلب عليهم ؟؟ صلى الله عليه وسلم

لماذا رجمها الحجاج و بالرغم ان حاكم مكه هو ابن الزبير الذي لم يمنع احدا من حجا او عمرة او حتى سورها بالاسوار ؟؟!!



لماذا هاجمها القرامطه و قتلوا بها الحجاج التي تصل تقديرات المؤرخين كاعلى احصاء الى 30 الف حاجا .. و سرقوا الحجر الاسود و كنوزها و استمروا الى 22 عام كامله معطلين الحج الا لمن يدفع لهم المال ؟؟ و لم يعيدوه  الا بعد تهديد الدوله الفاطميه لهم ومن ثم قاموا بارجاع الحجر الاسود بعد ان تم تكسيره واقتسامه ذات بينهم ولم يعد منه الا الاجزاء الموجوده الان و قد قيل انهم اذعنوا و هذه مصادر تمجد للفاطمين عادة و مصادر اخرى تشير الا انه ابرمت صفقه المال مقابل الحجر الاسود وهذا المرجح لان الدوله الفاطميه موقفها السياسي بدأ يضعف و تريد ان تقويه بشيء من هذا وهي فرصه للنجاه ومد عمر الدوله الفاطميه و كان بالفعل !!

و عبر التاريخ توالت هذه الاحداث و كان هناك من يحاول و يجتهد للحفاظ عليه و ما كان ليحفظوه لولا حفظ الله وما كانوا ليتركوه لو لا ان الله انفذ قدره .. و بقي بيت الله ثابتا مقدسا مهابا معظما .. 

جميعا نعلم ان هذا البلد مستهدف و محط لكل الاطماع حتى قبل حادثة الرافعه و الكل لديه القناعه الكامله ان بلدنا مستهدف و ما ان حدث ما حدث  حتى نسى البعض هذا الاستهداف و اصبحوا يرددون انه قدر الله .. و اليقين الثابت و المتفقين عليه ان كل امر يحدث هو من قدر الله لانه احد اركان الايمان ولكن ليس مبرر ان نغفل و نتغافل عن الاسباب و التحقيق فيها و محاسبة المتسبب ان وجد .. 



وهناك من اغرق في نظريات المؤامرة و اتى بالعجب العجاب وهذا يعود لعملية التكريس حول نظرية المؤامره و الاستهداف.



وبين هذه و تلك كان لزاما ان يكون هناك تحقيق في الحادثه .



و التحقيق الذي يهمني بالدرجة الاولى هو التحقيق العلمي الفيزيائي الهندسي حتى نتأكد .. هل من الممكن ان الرياح قد تسبب ذلك في حال عدم وجود اي خلل بالرافعه .. 



وهذا لسبب بسيط جعلني في حيرة من امري و نحن نشاهد جميع الصور و المقاطع عن حادثة الرافعة انه يوجد رافعات اخرى و لم يحصل معها ما حصل مع هذه الرافعه ؟؟ 



و اما من جانب الهجوم على بلادنا من قبل المتربصين فأستعير بمقطع من كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز امام قوات التحالف عندما ذكر في ما معناه ان المملكه متعوده على هذا الهجوم منذ نشأتها وليس بالامر الجديد الذي يستحق منا الإلتفات إليه ….

  



  عبدالعزيز محمد أحمد الشيخ

مقالات سابقة للكاتب

5 تعليق على “من عام الفيل إلى عام الرافعة

نبض الحرف

رائع جداً وكأنك تتحدث بلسان حالنا …… اهنيك

إبن قاسم

كلام في جميل من شخص جميل مبدع في اختيار عنوان المقال

بدر المعبدي

قلم مميز قادم أخي عبدالعزيز أطلق العنان لقلمك ونعدك بكفوف تصفق لك . كنت هنا

الهاشمي

سقطت الرافعه و الجميع بادر باقفال ملف القضية .. ضد مجهول .. و علقنا الفاعل ولو لغويا على  ((قدر الله )) (( كي لاندخل بالنوايا ))
إلا ذلك الرجل الذي نبه الجميع بانه خادم للحرمين الشريفين و اخذ يمارس دوره بالخدمه بحكم انه الرجل الاول في بلاد الحرمين المملكة العربية السعوديه الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه .. 

………
علامة استفهام قد تقع على القارئ عند قراءة (علقنا الفاعل على قدر الله…الا ذلك الرجل)

عبدالعزيز الشيخ

اشكركم على التفاعل مع المقال و هذه اشارة جيده ان المقال بدأ يعطي مفعوله …

لدي مبدأ صارم اتجاه ممارسة الاستاذيه و سياسة التلقين او العرض الممجد او المذمم .. لا اطيق من يصنع ذلك مع القراء بقدر ما افضل عرض الفكره بتجرد دون اصدار حكم مسبق على اي نحو كان …

دعني احل لك موضوع الاستفهام ببساطه لو اني اعتذر فقد تكون افضل مني علما … و لذلك تقبل مني هذا الشرح المبسط :

الفكره ان القدر هو امر حتمي شئنا ام ابينا وهذا لا يلغي مسؤليتنا تجاه الاحداث فكان هذا متجسدا في ما قام به خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه و وفقه لما يحب ويرضى . ادى واجبه و قام بمسؤليته . والحمد لله .

وعرضتها كنموذج إلحاقي للسياق السابق بخصوص احداث الرافعه …

ثم ذهبت بعد ذلك الى بعد تاريخي ان الحرم المكي الشريف تعرض لما هو أسوء وبقى الحرم مهابا معظما مقدسا محفوظا من الله .
في الحقيقه نحن نحتاج لمدارسه علميه عميقه حول مفهوم الامن و الحفظ للمسجد الحرام دون اغراق في الرفاهيه الفكريه و التشعب الى تفاصيل قد تشتت الاذهان المتلقيه ..

دمتم في حفظ الله ورعايته

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *