يقول جاك كانفيلد مؤلف كتاب مبادئ النجاح:
“لو كان بإمكاننا أن نرى بوضوح الإعجاز الذي في الزهرة؛ لتغيرت حياتنا بأكملها”
يمكننا التقاط كلام كانفيلد للتمعُّن في حال
نظرتنا إلى بعض على أننا مجرد وعاء بشري، بل الأحرى أن نتجاوز هذه النظرة التي تقف عند حدّ الشكل الظاهري إلى النفاذ إلى استبصار الروح والوعي الذي في الداخل.
فعندما ننظر إلى بعضنا على أننا كائنات روحية والتي هي حقيقتنا؛ فلن نكفَّ أبداً عن التعجب والتمجيد عند التلاقي معاً.
فالإنسان كائنٌ روحي يعيش تجربةً بشرية.
وكي تختبر الحياة بكُلّيتها، ليس عليك أن تمضي إلى ما وراء ملاحظة الشيء فحسب، بل إلى اختبار حقيقته.
وأن تذهب إلى ما وراء الاكتفاء بقياس قيمة الشيء، بل إلى الإعجاب به.
فعليك أن تسمح لقلبك أن يكون ممتلئاً بالدهشة ومصافحة المكان، والإنسان الذي ألفتها وكأنك لأول مرة تراهما أو تقابلهما.
فثمة فرصٍّ سانحة لاكتشاف جوانب الجمال فيهما.
والجدير ذكره في هذا المقام ما قام بنشره بعض الباحثين من جامعة ستانفورد دراسة علمية عن الفائدة من اختبار الشعور بالذهول والدهشة.
فلقد وجدوا أنها تجربة بصرية ومفهومية موسعة تُوجِب علينا إعادة تكوين وعينا حتى يكون قادراً على تسجيل هذه التجربة.
إن التعرض المنتظم للدهشة يستطيع أن يمنحنا روحاً جديدةً ترنو للبهاء والتأمل.
إن تأثير الدهشة يدوم، ويصنع نقلةً فعليةً في الوعي، وينعكس على شكل مشاعر متنامية من العيش الهانئ والتعاطف تجاه الآخرين.
في الجوهر، ما يكشفه البحث هو أنه عندما نسمح لأنفسنا أن نندهش ونختبر الذهول؛ فنحن نصنع نقلةً روحية حقيقية قابلة للقياس.
ما معنى أن نتعجب من شيء؟
إنه يعني أن نختبره من قلوبنا، وليس تفكيرنا فحَسْب.
وهذا يتطلب إعادة صياغة نظرتنا لكثير من الأمور والأشخاص؛ حتى نتمكن من الشعور بالدهشة من جديد كالشعور الذي ينتابنا في المرة الأولى التي نكتشف فيها معلماً جديداً أو أرضاً جديدة
وهذه الصياغة الجديدة تعني الانتباه إلى جمال الزهرة -مثلاً- والامتنان لكونها رائعة وزكيّة الرائحة.
إن الاندهاش منها يتطلب منك أن تُبقي نوافذ روحك مشّرَعة كلياً على “رؤية” الزهرة حقّاً، وتختبر المعجزة التي فيها.
سليمان مُسلِم البلادي
solimanalbiladi@
الحلقات السابقة من روشتة وعي