نجح فريق من العلماء في جامعة فرجينيا للتكنولوجيا، في معرفة وفك لغز الثعابين الطائرة وخصوصا تلك التي تعرف باسم “ثعبان شجرة الجنة” أو (hrysopelea paradise)، الذي ينتشر في مناطق جنوب وجنوب شرق آسيا، في دراسة حديثة نشرت في “نيتشر فيزيكس”، وفقا لما ذكره موقع سي إن إن الإخباري الأميركي.
حركات تشبه الأمواج
ودرس الباحثون حركة الثعابين الطائرة، في المختبر، من خلال تسجيل حركاتها باستخدام كاميرات فيديو عالية السرعة والدقة، وتبين أن جزءا من طريقتها في التحليق والانزلاق تكمن في تسطيح أجسامها بالإضافة إلى حركات تشبه الأمواج، ما يعني أن الثعابين الطائرة تبدو وكأنها تسبح في الهواء أثناء انزلاقها.
ونظرا لأن الثعابين تنزلق في الهواء فقد أثار ذلك اهتمام العلماء حيث شرع فريق منهم في جامعة “فرجينيا تيك”، بدراسة تلك الأفاعي والثعابين لفهم كيفية قيامها بذلك، وفقا للمؤلف الرئيسي للدراسة إسحاق ييتون.
وبحسب ييتون، تقوم الثعابين بحركة متموجة أثناء انزلاقها في الهواء، وهو الأمر الذي أثار فضول الباحثون.
وقال ييتون إن الفريق كان لديه فهم أساسي للتموج، وذلك بفضل عمل مؤلف الدراسة جيك سوشا، الذي كان يدرس الثعابين منذ حوالي 20 عاما.
وعموما، تتحرك جميع الثعابين على الأرض بواسطة الحركة المتموجة، والغريب أن الثعابين الطائرة تفعل ذلك أيضا في الهواء.
وما أثار حيرة العلماء، هو “لماذا تتموج الثعابين الطائرة في الهواء أثناء الانزلاق أو السقوط.
السقوط الحر
أشارت إحدى الفرضيات إلى أن التموج أشبه ما يكون بـ”محرك أساسي” للثعابين وهي تقنية التنقل التي طورتها على مدى ملايين السنين، لكن ييتون قال إن العلماء باتوا يفهمون الآن أن التموج يثبت عملية الانزلاق ويمنع الثعبان من السقوط الحر، بالإضافة إلى السماح له بتوسيع المسافة الأفقية التي ينتقل إليها الثعبان.
وقال ييتون إن ما تم التوصل إليها بخصوص الثعابين الطائرة يعتبر “خطوة كبيرة إلى الأمام”، مضيفا أن المرحلة التالية للباحثين هي مراقبة الثعابين وهي تقفز أو تنزلق من الأشجار في الهواء الطلق، بالإضافة إلى التحقيق في كيفية توليد قوة الرفع وكيفية دورانها في الهواء.
يشار إلى أن هذا النوع من الأفاعي والثعابين غالبا ما يتغذى على القوارض والسحالي والضفادع والطيور والخفافيش، كما أن سميتها ليست قوية، وإنما تكفي لشل هذه الحيوانات التي تشكل غذاءها.