ذكرى الهجرة النبوية

مع إطلالة العام الهجري الجديد تمر بنا ذكرى الهجرة النبوية إلى المدينة المنورة على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم، ذلك الحدث الإسلامي العظيم الذي بفضل الله سطع من خلاله نور الإسلام وانتشر في الآفاق ، وتعبيراً عن الحدث وعمّا تكنّه النفوس من محبةٍ لسيّد الخلق صلى الله عليه وسلم فقد جادت قريحتي بالأبيات التالية تبياناً لفضائله عليه الصلاة والسلام:

  (صلوا عليه وسلموا تسليما)

الله بـــــالثـــــقلين كــــــان رحـــــيما
لهم ارتضـــى الدين الحنيف قويــما

بعث النبـــــيين الـــــكرام وأحــــمدا
لهـــــــم اصطــــــفاه معلـما وزعيما

والله أعطـــــــــــى للنبـــي مـــحـمد
فضــــلا بــــه قــــــد زاده تكــــريما

صلــى علـيه وقــــال يامـــن آمـــنوا
صلـــوا عليه وسلــــــــموا تسليــــما

صلوا على من جـاء صبحا ساطـعا
فأزال ليـــــلا للضــــــــلال بــــهيـما

صلـوا على مـن جاء يـــــدعو رحمة
كيــما تنــــــٰالوا جــــــنة ونعيــــــما

صلـــوا عليه فمــــــن يصلي مـــرة
يجــــزى بعشـــــر فلنــزد تصميما

صلـــوا عليه ومن يــــــــزد بصلاته
يغفـــــر لــــه ذنب ويكــــف همـوما

صلـــوا عليه لتظفــــــروا بشـــفاعة
تهدي نعيما في الجـــــــنان مقيـما

صلـــوا على من كان يـــدعو أمتي
عنهـــــم عـــــذابا يتـــقيـــه أليـــما

صلـــوا على من خــــط رفقا نهجه
كـــــــان الذي بالمؤمنين رحيـــــــما

صــــلى عليـــك الله يا بــــدرا بــدا
فغــــدا بطيبــة طيبـــه مشمـــــوما

صــــلى عليـــك الله يـاخـير الورى
مــــا دام بيت يقتضــي تعظــــيما

صــــلى عليـــك الله ياعلــم الهـدى
مــــا قوم الهـدي الهــــوى تقويــما

صــــلى عليـــك الله مـاهـب الصبا
وانســـاب طيبا مــنــعشا ونسيــما

صلى عليـك الله ماأشــجى الربى
طيــر وأرســــل شـــــــوقه ترنيــما

صـــلى عليـــك الله مــالاح الدجى
وغشــــى الكـــرى متوعكا وسليما

صـلى عليـــك الله ماحمـــل الثرى
مــن خــــلق ربــي قــادما وقديـما

هـــذا رســـول الله قــد بلـغ الذرى
في خـلقه والخــلق كــــان وســيما

للعـــــالمين أتــــى لينقــــذ حـائــرا
ويعين محــــروما كـــبا وســــقيما

بالهـــدي يحـــكم والكتاب ولم يكن
للخـــــائنين مجــــــادلا وخصيــما

ربــــــــاه للأمـــــــر المقــدس ربــه
وحبـــــــــاه فضلا لاينـال عظيـــما

مــــن بين كــــل المرسلـين اختــاره
ليزيـــــــده مــن فوقــــهم تعظيــما

ولقد رعـــــــاه وكان طفــلا معــدما
يرعــــــى لمكــة بالجـــــبال يتيـــما

وهــــــداه إذ نقــى ســـــريرة قلبه
واستل مــــا فيــه يخــــال سخيما

أهـــــــداه للثقلــين كيــــما ينعموا
بهـــــدى يقـــوم نهــجهـــم تقويما

ليـكمــل الدين الـذي لــهم ارتضى
ويتـــم نــعــــــمته لـهـــــم تتميـــما

والله أعلــــــم أيـــن يجعل هـــديـه
فهو الذي بـالــغيب كـــان عليــــما

أنعـــــم بــه من مكـــــرم لعبــــاده
لهم اصطفى شـــرعا وكان حكيـما

فالحــــمد لله الكــــــريم بقـــدر ما
يعطيه خيـــرا مــن لدنـــــه عميــما

وبقدر حجم الكون سبـحان الـــذي
إن قـــال : كـن؛ كـــان المراد رغيما


 سعيد الرباعي

 
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *